تنظم المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) يوما إعلاميا عن الأضرار التي لحقت بالبيئة وبالتراث الثقافي والحضاري في فلسطين جراء بناء الجدار العنصري الاستيطاني العازل، وذلك يوم 25 مارس/ آذار الجاري، في مدرج الشريف الإدريسي بكلية الآداب بجامعة محمد الخامس في الرباط. ووفقا لبلاغ للمنظمة يشارك في فعاليات هذا اليوم خبيران فلسطينيان في مجال الآثار والتراث الثقافي والمياه والبيئة، هما مدير عام دائرة الآثار والتراث الثقافي في وزارة السياحة والآثار في السلطة الوطنية الفلسطينية حمدان خلايقه، ورئيس جمعية الهيدرولوجيين الفلسطينيين عبدالرحيم الأمارة.

وسيلقي الخبيران الفلسطينيان محاضرتين في هذا الموضوع مدعمتين بالصور والخرائط لبيان حجم الدمار الذي لحق بالمعالم الإسلامية والمسيحية الفلسطينية نتيجة للجدار العنصري العازل الذي أقامته سلطات الاحتلال الإسرائيلي وكشف تأثيره أيضا على المياه والبيئة وحياة المجتمع في فلسطين.

وحسب البرنامج يفتتح اليوم الإعلامي، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة عبدالعزيز التويجري ، ويحضره وزير الإعلام المغربي، وسفير دولة فلسطين في الرباط، وسفراء عدد من الدول العربية والإسلامية، والشخصيات الأكاديمية والمثقفون ورجال الصحافة والإعلام من ممثلي الصحافة المغربية ومن المراسلين الصحافيين المعتمدين في المغرب.

ويدخل هذا اليوم الإعلامي في نطاق اهتمامات المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة بالحفاظ على المعالم الثقافية والحضارية في فلسطين، وبكشف الممارسات الاستعمارية التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد المواطنين الفلسطينيين، وبتوثيق الجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها «إسرائيل»، وبمساندة الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل إقامة دولته الوطنية المستقلة بعاصمتها القدس الشريف.

على صعيد آخر أصدرت «الإيسيسكو» الطبعة الفرنسية لكتاب «لغات الرسل وأصول الرسالات: موسى - عيسى - محمد، عليهم الصلاة والسلام». وقد اشترك في تأليف هذا الكتاب خمسة مؤلفين، هم عبدالعزيز بن عبدالله، محمد المختار ولد اباه، أحمد شحلان، عبدالعزيز شهبر، هبة نايل بركات. ويقع الكتاب في 286 صفحة من القطع المتوسط، وترجمه عن الفرنسية موسى الشامي، وراجع الترجمة محمد المختار ولد اباه.

ويتألف الكتاب الذي وضع مقدمته عبدالعزيز التويجري من خمسة أبواب، تتناول الوحي في حياة البشر، ولغة موسى عليه الصلاة والسلام ورسالته، ولغة عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام ورسالته، ولغة محمد صلى الله عليه وسلم ورسالته الخاتمة، ونماذج من المصاحف والمخطوطات القرآنية.

وخصص الباب التمهيدي الذي كتبه عبدالعزيز بن عبدالله لموضوع الوحي في حياة البشر، واستهل بتقديم سيرة مختصرة عن أشهر الرسل. وتحدث الباحث في هذا التمهيد عن الوحي إلى الرسل، وصورة الوحي، ومضمون الوحي، والوحي والدين، والأنبياء والرسل، وعصمة الأنبياء والرسل، ووحدة الأديان السماوية. وخصص الباب الأول الذي كتبه احمد شحلان للغة موسى وهارون ورسالتهما، وفيه استعرض الباحث، في فصلين، معالم حول البلاغ الأصلي وتوثيقه، وما بين أيدي الإنسانية المعاصرة من وثائق تحدد معالم الرسالة، وأفرد الفصل الثالث لمدونة التوراة.

وعالج عبدالعزيز شهبر في الباب الثاني لغة المسيح عيسى ابن مريم ورسالته، إذ خصص الفصل الأول لمعالم البلاغ الأصلي والتوثيق في عهد رسول الله عيسى ابن مريم، وخصص الفصل الثاني لما بأيدي الإنسانية المعاصرة من وثائق تحدد معالم الرسالة. وفي هذا الباب تحدث الباحث عن اللغة الشائعة في فلسطين زمن المسيح عليه الصلاة والسلام، وفي زمن البعثة. ثم درس الباحث مصادر سيرة المسيح عليه السلام في قسمين: المصادر المسيحية، والمصادر غير المسيحية.

كما بحث قضية تدوين الأناجيل، والفرق المسيحية، وتاريخ الكنائس، والترجمات المتداولة للأناجيل في هذا العصر، ثم ختم الباب بمبحث حول كلمة القرآن الكريم في المسيح. وفي الباب الثالث الذي كتبه محمد المختار ولد اباه، تحدث الباحث في أربعة فصول، عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والوحي، وعن جمع القرآن وترتيب آياته وسوره، وعن علو القرآن الكريم، وعن الخطاب النبوي.

واستعرضت هبة نايل بركات في الباب الرابع والأخير، نماذج من المصاحف والمخطوطات القرآنية، وذلك في ثلاثة فصول، خصصت الأول منها لنماذج من نسخ المصحف في القرن الأول الهجري، والثاني للمصاحف وتطور الخط العربي بعد القرن الأول الهجري، والثالث للمصاحف المطبوعة