العدد 559 - الأربعاء 17 مارس 2004م الموافق 25 محرم 1425هـ

فيرنيه يثير سؤالا عن الإنسان والكتابة

في أمسيته بأسرة الأدباء والكتاب:

باحيائه أمسية شعرية بأسرة الأدباء والكتاب مساء الاثنين الماضي 15 مارس/ آذار الجاري. أثار الشاعر الفرنسي جويل فيرنيه جملة من الأسئلة بخصوص تجربته الشعرية ومنزلة شعراء فرنسا على خريطة الشعر العالمي. وقد أشار الى أنه في كتابته للشعر يحاول الاجابه على سؤال دائم عن علاقة الانسان بالكتابة وعن المدى الذي يمكن أن يخطوه الشاعر في بحثه عن جواب لهذا السؤال.

فهو يقول «انه لمن الصعوبة بمكان أن نكتب أشعارنا ونعرضها على العالم، ولكني لا أشعر حقيقة أن لي مكانا بارزا، ولكني أفضل البقاء على هذا الطريق السهل، وتحديد منزلة الشعر الفرنسي مسألة صعبة حقيقة، وان كنت اعتقد أن الشعر الفرنسي كان له تأثير بارز وخصوصا في القرن التاسع عشر، مع شعراء مهمين من أمثال بودلير ورامبو أبو الشعراء والذي اعتبر أنه أشعل نبوءة لا تنطفىء.

وأضاف «انني لم أزل أشعر أني قريب جدا من الطفولة والمراعي والقطيع وهذه الصورة التي بدأت بالتلاشي شيئا فشيئا، وقد كانت قريتي قرية صغيرة ذات منظر رائع وبديع ولكنها تلاشت فبقي جانب منها في نتاجات خمسة كتاب فرنسيين، وأعتقد أني كتبت الشعر لأني كنت أحتفظ ببعض الأبقار ولكني بالمقابل أهوى شعر المدن الكبيرة، ولقد عبرت الصحراء الجزائرية حتى جنوب إفريقيا والتقيت أناسا رائعين بشعور غريب كي أتعرف عن كثب على التطورات الاجتماعية لأن كل ذلك يشكل زادا بالنسبة إليّ. وأجاب على سؤال - من صحيفة «الوسط» - بخصوص احتفال الأوساط الثقافية والأدبية في العام 2002 بمرور مئتي سنة على وفاة «فيكتور هيجو»، ومدى التأثير الذي تركه هذا الشاعر العظيم وشعراء تلك الحقبة على نتاجات الشعراء الفرنسيين اليوم، بقوله ان تلزمنا حياة أخرى حتى نستطيع احتضان الأدب الفرنسي الكلاسيكي فضلا عن العالمي، ولكني أرى في الثلاثين سنة الماضية اهتماما من قبل الشعراء الفرنسيين بالشعر الكلاسيكي، واني لأسعد كثيرا اليوم بالاستماع الى الكتاب والشعراء الذين يلقون دائما أشعار فيكتور هيجو، ولدي احساس خاص أن الشعر الحالي سيرجع مرة أخرى الى هذه الحقبة. وأضاف موضحا «ولكني في الواقع آسف لأنه لم يتسن لي دراسة سوى بعض قصائد فيكتور هيجو ولم أطلع الا على النزر اليسير من أدب بلزاك، والسبب راجع الى كوني منشغلا أكثر بتجربة رامبو، ولكني أحب فعلا اكتشاف قارات أخرى في الشعر، وأتصور لهذا أنه يجب علينا ألا نتوقف عن قراءة الشعر الكلاسيكي لأن في ذلك نوعا من التواصل فنحن لسنا الانسان الأول على وجه الأرض.

النص

هل أنت تكتب الشعر؟

لماذا؟

سؤال سيبقى دون جواب

ما هو هذا الشعر؟

تنتابني الرغبة في أن أضيف سؤالا آخر

هل أنت تعيش؟

لأنه كان هناك الحب

لأن هناك في كل لحظة هوة عند أقدامنا

لأن ذلك يؤدي الى هلاكنا

انه ملامسة للموت

انه استلاب مطلق

انها كلمات ربما تؤكد دهشة الانسان من وجوده.

ان ما أعرفه ليس في معظم الأحيان الا حدسا

ياللتناقض

وبعملية سحرية

ان الكتابة تعني أن نرفع الأحجار حجرا حجرا

قد تكون صرخة آخر انسان على وجه الأرض

انها كذلك أشد الأنوار توهجا

تقتنص الكتابة نورا من أنوار الحق

ربما كان ذلك ضربا من العذوبة والنقاء

اننا نأتي من السديم الضبابي

من أفراح ونشوات

كانت هناك أم وكان هناك أب

وأحيانا لا يكون هناك أحد

انه الشعر أقرب الى الفراغ

لا ليس هناك شعرا حقيقيا

الا أن أملأ هذا الخواء

يا صغيري كل شيء في منتهى البساطة

اننا نرى مياه الزمن الداكنة

ربما كانت مهمتنا

أن نوجد أفقا مختلفا





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً