العدد 559 - الأربعاء 17 مارس 2004م الموافق 25 محرم 1425هـ

كازابلانكا تحيي مئوية بابلو نيرودا

على هامش معرض الكتاب والنشر

الرباط - المصطفى العسري 

تحديث: 12 مايو 2017

في إطار ترسيخ المغرب لعلاقاته الثقافية مع البلدان الناطقة بالإسبانية، تم اختيار بلدان قارة أميركا اللاتينية كضيف شرف على فعاليات معرض الدار البيضاء العاشر للنشر والكتاب، شهد المعرض وبحضور عدد من وجوه المغرب والشيلي الثقافية مئوية الشاعر العالمي بابلو نيرودا.

وفي كلمته الافتتاحية اعتبر أليخاندرو كارفاخال سفير دولة الشيلي بالرباط أن الاحتفال بالذكرى المئوية لشاعر الشيلي الكبير الحائز على جائزة نوبل للآداب سنة 1971 يشكل فرصة سانحة لسانتياغو والرباط لتعزيز علاقاتهما الثقافية.

وقال كارفاخال خلال افتتاح اليوم الوطني لجمهورية الشيلي الذي نظم بالدار البيضاء في إطار المعرض الدولي العاشر للنشر والكتاب إنه «فضلا عن النقاط المشتركة بين ثقافتي البلدين خصوصا منها ما يتعلق بالإرث الأندلسي الذي عبر إلى أميركا اللاتينية عن طريق إسبانيا فإن الرباط وسانتياغو يجمع بينهما هذا الشاعر العالمي الخالد... نيرودا».

وتميز الاحتفاء باليوم الوطني للشيلي بتقديم قراءات شعرية من دواوين الشاعر المحتفى به باللغات الإسبانية والعربية ألقاها على التوالي السفير كارفاخال والشاعر جلال الحكماوي والشاعر إدريس الملياني على خلفية تلاوة مسجلة لشعر نيرودا بصوته وعرض الفيلم السينمائي «ساعي بريد نيرودا».

وذكر أليخاندرو كارفاخال بأن بابلو نيرودا اهتم أيضا بالسياسة ملتزما على الخصوص بالنضال إلى جانب الرئيس الشيلي اليساري السابق سالفادور أليندي كما شغل الكثير من المناصب البرلمانية والدبلوماسية.

واستعرض الدبلوماسي الشيلي جوانب من السيرة الذاتية «الغنية جدا» لنيرودا موضحا أن «عالمه الشعري يتميز بقدرته على ملامسة جميع الشرائح الاجتماعية مهما بلغت درجة بؤسها»، مشيرا إلى أن «المفردات الشعرية التي يستعملها نيرودا بسيطة ومتداولة في الحياة اليومية ولكن الشاعر يستعملها في إطار جمالي يخلق منها عملا فنيا خالدا».

واعتبر أن التأثير الكبير لنيرودا الذي ترجمت أعماله إلى أكثر من مئة لغة أجنبية «شديد الوضوح» لدى عدد كبير من الشعراء الذين يمثلون عدة أجيال خصوصا في المغرب إذ تأثر عدد من الشعراء المغاربة بالشاعر الشيلي الكبير.

وفي هذا السياق قال الشاعر المغربي عبدالكريم الطبال إن علاقته الشعرية بنيرودا تعود إلى وقت بعيد إذ اطلع منذ نهاية الستينات على آثاره المتعددة عن طريق الترجمات في مرحلة أولى خصوصا ديواني «إسبانيا في القلب» و«النشيد الشامل». وأضاف الطبال الذي ألقى مداخلة تحت عنوان «بابلو نيرودا في الشعر المغربي» على هامش مائدة مستديرة نظمت في إطار الاحتفال بالذكرى المئوية لميلاد الشاعر الشيلي أن علاقته بهذا الأخير مازالت مستمرة وأنه يعود إلى قراءة دواوينه الكثيرة بـ «حب وشغف».

واعتبر أن هناك تصاديا وتناصا خفيا وغير خفي في شعره وفي قصائد شعراء مغاربة آخرين إذ كان هناك في مرحلة الشعر الستيني وحتى الشعر السبعيني أثر أو ما يمكن تسميته بـ «ظل خفي» لإبداعات نيرودا في الشعر المغربي.

من جهته أكد الشاعر أحمد المسيح الذي يشغل منصب المفتش العام بوزارة الثقافة المغربية أن قرار الوزارة بالاحتفال بأدب أميركا اللاتينية كموضوع أساسي في المعرض الدولي العاشر للنشر والكتاب هو اختيار غير اعتباطي بل يستجيب لاعتبارات ذات طابع ثقافي إذ إن هناك تقليدا في جميع المعارض الدولية بالاحتفال ببلد ما، موضحا أن «من دواعي الاحتفال بمئوية بابلو نيرودا في المعرض تخليد العالم أجمع للذكرى المئوية لهذا الشاعر العظيم وكذا الروابط الوثيقة التي تجمع بين المغرب وأميركا اللاتينية التي نشأت عن طريق الإرث الأندلسي الذي انتقل إلى القارة عن طريق الاسبان. وكما سبقت الإشارة إلى ذلك فإن معرض الدار البيضاء للنشر والكتاب يحتفي بالإبداعات الأدبية في بلدان أميركا اللاتينية بما فيها المكسيك كضيف شرف، من خلال تنظيم محاضرات وقراءات شعرية ومعارض تشكيلية وتقديم كتب وموائد مستديرة وحفلات موسيقية ومسابقات





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً