كم أسعدني هذا الرد الموضوعي على عمودي الذي كتبته عن شكوى أحد المواطنين مما تعرض له من إجحاف من قبل بلدية المنامة. إن الرد أكد أن هذا الوطن بخير وأن هناك مسئولين يرفضون أن تكون المؤسسات التي يديرونها بؤرة فساد وأنهم يتحرون الحقيقة فيما ينسب إلى موظفيهم من أخطاء ليقوموا بمعاقبة المسيء، ولو كان كل المسئولين مثل القائم بأعمال مدير عام بلدية المحرق الشيخ خليفة بن عيسى آل خليفة صاحب الرد لما حدثت التجاوزات.
إن هذا الرد يعني أن هذا المسئول يرفض أن يجعل من مؤسسته ملعبا لموظفيه بتجاهلهم القوانين والأعراف، وما مطالبته بالدليل لمحاسبة المقصر في دائرته إلا تأكيد حقيقي أن هذا المسئول على ثقة بأنه لن يرضيه أن يجد العدالة تهتز في مؤسسته وما ان سألت أحد المحرقيين عنه، وهو أحد السياسيين المخضرمين من إحدى الجمعيات المعارضة الأربع، فقال: انه شخص نظيف وأهل المحرق «مرتاحين منه»، وأضاف: انه ذهب.
وعندما تحريت الدقة وأنصت لبطل «حكاية ألف ليلة وليلة» الجديد وهو محرقي ترك العمل في وزارة الداخلية وفضل أن يأتيه رزقه من العمل الحر، وما ان ذهبت إليه حتى أخرج الأوراق التي فيها تفاصيل القضية مع صور للبناء الجديد الذي ارتفع وصار ناطحة سحاب فقد بناه صاحبه من أربعة أدوار، لكن «بطل ألف ليلة وليلة» الجديد قال: إنك لم تلتقط جيدا ما ذكرته. انني كنت أتحدث عن أرض في المنامة لكني قارنتها بأرض مماثلة لها في المحرق أجيز لصاحبها بالبناء.
لهذا أعتذر عن هذا اللبس، لكن ما أسعدني هو الرد الذي كشف لي أن الوطن بخير وهناك من يرفض التجاوزات ما يفرض علي الاعتذار عن «حكاية ألف ليلة وليلة» الجديدة، ويبدو من خلال الأوراق والإثباتات وصور المباني التي سلمني إياها أنه حدث لبس فعلا. وأورد جزءا من رسالته لوزير الدولة لشئون البلديات التي تقدم بها بتاريخ 29 أغسطس / آب 2001م أورد منها الآتي: «وفي الآونة الأخيرة لفت نظري أني شاهدت لافتة كتب عليها بناية من أربعة طوابق ومحلات بالمحرق (...) طريق (...) وهي بناية حديثة ولم تستكمل بعد. كيف حصل صاحب البناية على رخصة في منطقة المحرق من أربعة طوابق ومثل هذه الرخص لا تسمح ببناء أربعة طوابق في منطقة المحرق وبالذات بين البيوت السكنية، علما أن طلبي رفض من قبل وزارتكم الموقرة بينما حصل المذكور على تلك الرخصة علما أن موقع الأرض في المنامة يقع بين عمارات مماثلة».
ولا تزعل يا بو دعيج وأعلنها صريحة «ردك يكشف عن غيرتك على الوطن وأنا أشد على يدك بحرارة»
العدد 558 - الثلثاء 16 مارس 2004م الموافق 24 محرم 1425هـ
