العدد 557 - الإثنين 15 مارس 2004م الموافق 23 محرم 1425هـ

أسعار النفط تصيب جدار «أوبك» بالتصدع

محمد الاسباط comments [at] alwasatnews.com

تستعر في أروقة منظمة الدول المنتجة للنفط (أوبك) شرارة معركة مقبلة بين أعضاء المنظمة، تهدد بإصابة جدارها بالتصدع، سببها ارتفاع أسعار النفط خلال الربع الأول من العام الجاري الذي شهد ارتفاعا لافتا في الأسعار على مختلف أنواع خامات النفط، وكثيرا ما تجاوزت الأسعار خلال هذه الفترة النطاق السعري الذي حددته «أوبك» لسلتها وغيرها من الخامات، وتدور المعركة بين فريقين يرى بعضهم ضرورة رفع سقف الإنتاج فيما يرى آخرون غير ذلك معتبرين أن ارتفاع الأسعار موسمي، والفريقان يعللان دعوتهما بهدف واحد هو: استقرار السوق النفطية العالمية المضطربة.

وفي ظل حمى ارتفاع الأسعار اختلف المحللون في تحديد أسباب الارتفاع التصاعدي لأسعار النفط، فبينما أرجعه بعضهم إلى سطوة السماسرة وعمليات المضاربة، رأى آخرون ان الأسباب تعود إلى زيادة الطلب على النفط في النصف الشمالي من الكرة الأرضية خلال أشهر الشتاء، وأشار بعضهم إلى نقص في العرض، في حين اعتبر غيرهم أن الأسباب تكمن في زيادة الحاجة إلى النفط بسبب ارتفاع معدلات النمو الصناعي العالمي خصوصا في الصين التي صعدت إلى المرتبة الثانية في قائمة الدول الأكثر استهلاكا للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة الأميركية.

وفي مواجهة أزمة الأسعار وتداعياتها أعلن وزير الطاقة الفنزويلي رفائيل راميريز أن بلاده ستتقدم باقتراح إلى أعضاء «أوبك» يقضي برفع أسعار النفط، وقال في تصريحات صحافية أمس: «يجب بحث الفكرة داخل أروقة المنظمة لأنها ليست اقتراحا رسميا بعد»، وعلى النسق ذاته دعا مستشار الرئيس النيجيري لشئون النفط ادموند داوكورو أعضاء المنظمة إلى رفع الأسعار، معتبرا أن ضعف الدولار وانتعاش الاقتصاد العالمي يبرران مثل هذا القرار، وقال داوكورو للصحافيين في القاهرة أمس: «إن معدل سعره يدور حول 30 أو 31 دولارا للبرميل سيكون منصفا».

وفي السياق قالت تقارير وكالات الأنباء إن: «هناك إجماعا على خفض إنتاج دول «أوبك» من النفط اعتبارا من أول ابريل/ نيسان المقبل بمقدار مليون برميل يوميا ليصل إلى 23,5 مليون برميل بدلا من 24,5 مليون برميل يوميا».

وما بين الدعوات إلى خفض الإنتاج من جهة، ورفع الأسعار من جهة أخرى، تمضي «أوبك» مرة أخرى إلى واحدة من معاركها التي لا تنتهي مع المستهلكين، على رغم أن كل المعطيات تشير إلى أن أعضاء «أوبك» مازالوا في حاجة ماسة إلى وضع استراتيجية طويلة المدى لإدارة معركة الأسعار، لا الاعتماد على تقلبات السوق الذي لم ولن يعرف الانضباط في ظل خلافات أعضاء «أوبك» وافتقار المنظمة الاستراتيجية والإرادة التي تضع خطا واضحا لمسارها

العدد 557 - الإثنين 15 مارس 2004م الموافق 23 محرم 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً