كما أن «الكفر أمة واحدة» في نظر المسلمين، فالإسلام في نظر غيرهم أمة واحدة أيضا، لا يهم هذا الطرف إن كان المسلم - خصوصا ذاك الذي يعيش معه في بلد غالبيته على غير دين الإسلام - متنورا أو «ظلاميا»، لا يهمه إن كان من هذا المذهب أو تلك الملة، فقد كثرت التبريرات بأن الإسلام بعيد عن العنف ويدعو للحوار والجدال بالتي هي أحسن، في الوقت الذي كثرت فيه الحركات العنيفة التي ينتمي أفرادها إلى الدين الإسلامي، ويدعون أنه إنما يتحدثون باسمه، ويطبقون منهجه.
فكل كلمات التبرير، وكل الفلسفات الإسلامية والشروحات والتفاسير، لن تساوي دم إنسان كان قدره أن يتصادف وجوده بالقرب من شهوة القتل والدمار، والتي تلصق بعد ذلك بالاسلام تحت أية حجة أو مبرر.
ربما نكون محظوظين أننا في بلدان غالبيتها من المسلمين، ويمكننا أن نحدد خياراتنا إن أردنا السفر إلى الدول الغربية أم لا، وليس أدل من ذلك على كثافة السفر للسياحة إلى ماليزيا في السنوات التي أعقبت الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001، ولكن مئات الملايين من المسلمين، على امتداد الكرة الأرضية، عانوا، وسيعانون في المستقبل القريب أيضا من أفراد يزرعون الموت ويختبئون، بينما الأبرياء من المسلمين هم الذين يتعرضون للذل والهوان والملاحقة بالأعين والقانون، ومن ذوي الضحايا، فقط لأنهم من أمة الإسلام.
فلم يكد المسلمون في أميركا، يرقعون بعضا - فقط - مما لحق بهم قبل أقل من ثلاث سنوات، حتى تهاوت كل الرقع بحادث إسبانيا، وهو إن صح أن لـ «القاعدة» يدا فيه أم لا، فإن المسلمين جميعهم هناك سيأكلون الحصرم
إقرأ أيضا لـ "غسان الشهابي"العدد 557 - الإثنين 15 مارس 2004م الموافق 23 محرم 1425هـ