وفيما يأتي رد المحرر على الرد الوارد لنا من مدير معهد البحرين للتدريب محمد درباس. لقد نسي مدير المعهد في رده ضرورة تبيين أسباب عدم قبوله لقاء الصحافي للرد على استفساراته بخصوص احتجاجات متدربي المعهد في تاريخ 25 فبرابر/ شباط الماضي والذين بلغ عددهم أكثر من 250 متدربا حسب رواية الصحف الأخرى وذلك لتوضيح بعض الأمور من ضمنها الرقم الذي أكده الطلبة وكان عذر موظف العلاقات العامة الذي تحدث معي انشغاله باجتماع الإدارة على رغم حال الفوضى في المعهد وهذا ما جعلني أقول للموظف «برأت ذمتي وطلبت التوضيح فلم أحصل عليه».
في الحقيقة لم أصدق في بداية الأمر قول المتدربين انه منذ نصف عام وهم يطلبون لقاء المدير ولم يستطيعوا ذلك إلا انني بعد طلبي اللقاء ومقابلتي بالرفض بذريعة الاجتماع صدقت قول المتدربين لأنهم المصدر الوحيد الذي وفر لي المعلومة وخصوصا بشأن الرقم وأكدت ان ذلك جاء على لسان المتدربين وليس اجتهادا مني.
وأقول للمدير ان موظف العلاقات العامة في المعهد كان معي موجودا في المعهد وطلبت إليه شخصيا لقاءك لأخذ آراء بشأن ما يطرحه المتدربون (هذا في الاعتصام الأول) أما عن خبر العدول عن القرار فهو فقط خبر متابعة ولم يكن هناك أي حدث في المعهد حتى أكون تخلفت عنه بما ذكرته في الرد بأن الاعتصام الذي أشرت إليه سيكون بالقرب من وزارة العمل ولم يكن وإنما اكتفى المتدربون بالاعتصام للمرة الثانية في المعهد، وبما أنك خبير في الشئون الصحافية وقادر على إصدار الأحكام على الصحافيين فإنني أعتقد انك قادر على تحديد ما إذا كان الخبر المكتوب خبرا صحافيا لحدث أو خبر متابعة، إذ إن ذلك من أبجديات الصحافة التي غابت عنك في ردك.
السؤال الذي يمكن أن يطرح على مدير المعهد هو: لماذا المعهد لم يوضح حتى الآن بالشكل الدقيق الرقم الحقيقي لعدد المفصولين ليكتفي فقط بإعطاء النسبة وهي (8,4)، هل المعهد غير قادر على أعطاء الرقم الصحيح أم إنها محاولة تضليل للرأي العام، فإذا كان الرقم الذي نقلته عن لسان المتدربين غير صحيح فما الرقم الحقيقي وما السر في عدم الكشف عنه للرأي العام؟
أعتقد ان من حق الصحافي في حال عدم قبول إدارة المعهد الحديث معه بعد عدة اتصالات بالمدير محمد درباس من الصحيفة ولم يرد عليها أن يكتب مقولة المتدربين (الطرف الآخر) وان يوضح في الخبر أسباب عدم الحصول على الرد وهذا ما تم فعله.
سؤالي الثاني لمدير المعهد، لماذا لم يوضح في الرد حتى الآن هل هو عدل عن قرار الفصل أم إنه مازال متمسكا به، وهل سيفصل ما نسبته 8,4 في المئة من اجمالي عدد متدربي المعهد أم لا، إذ إن هذا الرد ليس على المحرر وإنما على المتدربين الذين هم من اعتصموا في تاريخ 25 فبراير/ شباط وهم من أعادوا الاعتصام يوم الأربعاء 10 مارس/ آذار الجاري احتجاجا على قرارات إدارة المعهد، إذ لو لم يكن هناك أي فصل فلماذا هذه الاعتصامات.
عزيزي مدير المعهد، ليس من العيب أن يعترف الإنسان بخطئه وإنما العيب أن يصر على مواقفه التي لا تنم عن المقدرة على تحمل المسئولية ومواجهة الإعلام بكل شفافية عن مؤسسة تخدم الصالح العام وتهدف إلى الرقي بالمجتمع، فأنا بوصفي محررا في «الوسط» التزمت بالنقل الذي فرضه علي واجبي ومهنتي الصحافية بعرض مشكلات المتدربين الذين احتجوا على قرارات المعهد وسعيت جاهدا للحصول على رد المعهد على ذلك من خلال طلب لقائك مباشرة بعد الاعتصام وتعذرك بالاجتماع وفي المرة الثانية بالاتصال المباشر بهاتفكم ولكن لم تردوا عليه.
أستغرب كثيرا عندما طالب المعهد الصحيفة بـ «الالتزام بما قطعته على نفسها في التعامل بشفافية مع المعلومات وعدم الانسياق وراء القيل والقال احتراما للقارئ وتجنبا لإثارة القضايا الهامشية».
فهل قضية متدربين مفصولين مهما يكن عددهم قضية هامشية يا مدير المعهد، وهل الأمانة في المعلومات والتعامل بالشفافية تقتضي عدم ذكر الرقم الحقيقي للمفصولين والاكتفاء بالنسبة أم ذلك احترام للقارئ، وهل عدم الرد على صحيفة وتصريح لأخرى حيادية في التعامل؟ أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابة
إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"العدد 557 - الإثنين 15 مارس 2004م الموافق 23 محرم 1425هـ