بالإشارة إلى الموضوع المنشور في «الوسط» يوم الأربعاء 10 مارس/ آذار الجاري، تحت عنوان: «المعهد يعدل عن قرار فصل 600 ويسمح لهم بإكمال التدريب». يطيب أن نؤكد أن ما جاء في الموضوع عار عن الصحة وتنفيه إدارة المعهد جملة وتفصيلا، آملين أن تراعي صحيفتكم قواعد العمل الصحافي في استقاء المعلومات من مصادرها الحقيقية وعدم الاستناد إلى مجموعة من الأكاذيب ومحاولة الربط العشوائي والمزاجية بين عدد من الموضوعات في إيحاء غير موفق بأن الصحافي المحترم الذي كتب الموضوع قام فعلا بالاتصال بالمعهد لمعرفة التفاصيل المتعلقة بالموضوع وهي مسألة لم تتم أصلا.

ولم يقف المحرر عند هذا الحد بل أكد أن متدربي المعهد سيقومون بالتجمهر أمام وزارة العمل والشئون الاجتماعية، الا ان هذا التأكيد المبني على حدس المحرر ومخيلته لم يجد له أثرا على أرض الواقع إذ ترافق ذلك مع تجمع مجموعة لا تتعدى العشرين من أصل 3087 متدربا ومتدربة داخل المعهد، وهو ما يؤكد وعي المتدربين ومساندتهم قرارات الإدارة وبعد نظرهم وتحليلهم المواقف المختلفة وعدم الانصياع وراء اطروحات لا تستند إلى صحة. وهنا تود إدارة المعهد ان ترفع تقديرها إلى جميع متدربي ومتدربات ومنتسبي المعهد لوقوفهم هذا الموقف الجليل وإيمانهم بأن المعهد يعمل بكل طاقاته وامكاناته لتهيئتهم لدخول سوق العمل وتذليل الصعاب أمامهم للوصول بهم إلى مستقبل أفضل.

وفيما يأتي نقدم ردودنا بالتفصيل على المغالطات التي وقع فيها محرر صحيفتكم:

أولا: بدأ الصحافي موضوعه بمقدمة أشار فيها إلى أن إدارة معهد البحرين للتدريب عدلت عن قرار فصل المتدربين الذين يحصلون على درجة (R)، ونحن ندعوه إلى أن يثبت هذه المعلومة بأي شكل من الأشكال، لأنها ببساطة شديدة غير صحيحة، ليكمل في الفقرة نفسها أنها تعني الرسوب في أربعة مقررات في فصل واحد مع غياب 50 في المئة من الساعات المعتمدة، وهذه معلومة أخرى نقلها بأسلوب يوحي بأنه مدرك لما يكتب في حين أنها خلاف ذلك تماما، فدرجة الـ (R) تعني الرسوب في مقرر واحد، ومن يحصل على (R) في أربعة مقررات يعتبر منسحبا إلزاميا، ليختم فقرته الأولى باستنتاج يوضح فقر معلوماته وحاجته الماسة إلى مذاكرة موضوعه بشكل يشفع له النجاح في إقناع القارئ، إذ أوضح «أن هذا النظام لو طبق فإن ما يقارب 600 متدرب سيخضعون لقرارات هذا النظام وسيتم فصلهم... الخ». لا نعرف من أين أتى هذا الصحافي بهذا الرقم (600 متدرب) لأن معلوماتنا تقول خلاف ذلك إلا إذا كان هو اخبر منا، فهذه مسألة أخرى. بجانب أن الرقم الصحيح لعدد المشمولين بالقرار لا يتعدى ما نسبته 8,4 في المئة من إجمالي عدد متدربي المعهد، وبناء على ذلك فالرقم الذي كتبه الصحافي في موضوعه بعيد تماما عن الواقعية وغير صحيح.

ثانيا: كتب الصحافي في الفقرة الثانية من الموضوع ما نصه: ان «المعهد قرر إعطاء الفرصة من جديد للمتدربين لإكمال تدريبهم في المعهد، إذ نص القرار على أن يكمل كل متدرب رسب في ثلاثة مقررات في الفصل الدراسي (التدريبي) الأول دراسته (تدريبه) بشكل طبيعي في المعهد». وهذه الفقرة توضح جهلا بالموضوع، فقرار الانسحاب الإلزامي يخص المتدربين الذين رسبوا في أربعة مقررات من أصل ستة أو سبعة، لهذا فمن الطبيعي جدا أن من رسب في مقررات أقل سيتمكن من مواصلة التدريب.

فالنظام يقول ان من يرسب في أربعة مقررات أو أكثر من أصل ستة مقررات أو سبعة مع غياب 50 ساعة يطبق عليه قرار الانسحاب الإلزامي؟ لذلك فإلى ماذا يرمي هذا الربط الذي يأتي على نسق «فسر الماء بعد الجهد بالماء». ليكمل الصحافي فقرته بمعلومات سبق أن أعلنتها إدارة المعهد من أنها ستتيح للمدربين الدخول في برامج تقوية في «اللغة الإنجليزية والرياضيات» على أن يعيدوا العام الدراسي (التدريبي) في السنة المقبلة، وهو إجراء متبع في المعهد منذ سنوات بسبب ضعف مدخلات التدريب في مادتي الرياضيات واللغة الإنجليزية، وهو ما سعت إدارة المعهد إلى علاجه من خلال فتح فصول التقوية.

ثالثا: حاول الصحافي من خلال كتابته الموضوع خداع القارئ والمتدربين والمتدربات وأولياء أمورهم والرأي العام والإيحاء بأنه قام بجهد ميداني في تقصي الحقائق، من خلال الاتصال بإدارة المعهد أو الحضور في موقع الاعتصام، واستعان بمعلومات ارشيفية لم تسهم سوى في المزيد من تفكك الموضوع والإضرار باسم وسمعة المعهد من خلال التجني والتقول والبعد عن الحقيقة وخصوصا عندما ذكر أن صحيفته حاولت التعرف على آراء المسئولين في المعهد أثناء الاعتصام (تصوروا أن هذا الاعتصام تم قبل نحو أسبوعين) وتعذر اللقاء بسبب ما قالوه من أن الإدارة في اجتماع. ألا توحي الصياغة بنوع من التعمد في التهجم على المعهد وخصوصا أن الاعتصام المذكور وقع قبل أسبوعين، لكن الصحافي يحاول أن يوحي بأن الحدث استمر طوال الفترة الماضية، موحيا أيضا أن إدارة المعهد لم ترد على اتصالاته في حين انها صرحت لصحيفتي «الأيام» و«أخبار الخليج» عندما اتصل محرراها المعتمدان لدى المعهد للحصول على تصريحات خاصة بصحيفتيهما، فماذا تقصد صحيفة «الوسط» بهذا التعامل المجحف وتعمد الإساءة إلى المعهد؟

رابعا: لا تنحصر قضية الرسوب في عدم النجاح في أداء الامتحانات النهائية فحسب، وإنما ترتبط بأعمال الفصل بكامله إذ فشلت هذه الشريحة في متطلبات النجاح فيها، وما قام به المعهد لا يتعدى حدود تطبيق النظام، فهل من المعقول أن يبارك المعهد انتقال متدرب إلى مستوى تدريبي أعلى لم يتمكن من تلبية هذه المتطلبات في مستوى أقل؟ هل يعتبر ذلك عملا لائقا ومقبولا وخصوصا للقطاع الخاص وشريحة أصحاب الأعمال والتجار ممن يؤكدون أهمية الإعداد الحقيقي والمتكامل للمتدرب في سوق العمل علما بأن السلوك العام في الفصل التدريبي الثاني تحسن كثيرا من جهة الانضباط والالتزام داخل المعهد بحسب آراء المدربين والمتدربين أنفسهم.

خامسا: نطالب الصحيفة بالالتزام بالكثير من التعهدات التي قطعتها للقراء الكرام في أكثر من مناسبة وخصوصا في جانب التعامل الشفاف مع المعلومات وعدم الانسياق وراء القيل والقال احتراما منها للقارئ وتجنبا لإثارة القضايا الهامشية التي تضر بسمعة البعض ولا تفيد أحدا على الاطلاق