سؤال لابد من طرحه... من المسئول عما أصاب ادارة الأوقاف الجعفرية؟ من المسئول عن ضياع الأموال وعن استغلالها، وعن كل التجاوزات التي حدثت؟ هل هي السلطة التي تقوم بتعيين الأعضاء اذ يكون الانتقاء واضحا والمعيارية في الاختيار على قدر الثقة لا على قدر الكفاءة؟ وهل يتحمل المجتمع جزءا من المسئولية لانتشار روح المجاملات والضحك مع بعض ممن عرف عنهم تورطهم في ذلك؟ أم هي الأجندة حيث خروج المظاهرات لواقعة وقعت في المريخ في حين الجميع يشهد صورا مبكية لما جرى لمؤسسة الإمام الحسين (ع)؟ ما فائدة دموعنا اذا لم تترجم الى مواقف عملية ننتصر من خلالها لكل ما يمت لهذا الرجل العظيم؟!
إن هذه الدموع لن تغير شيئا مادامت محصورة في اطار الحزن الذي يتلاشى أمام عتبات الضريح. انا حزين ولعل البعض يسأل: لماذا أنت حزين؟ حزين لما رأيته بعيني من أسماء ومن تجاوزات لا أستطيع ذكرها لأنها مفجعة ومبكية، اراض ذهبت مع الريح، مساحات واسعة تؤجر على أجانب بأسعار زهيدة، اراض استراتيجية تؤجر على رئيس سابق في مناطق حيوية من دون أن تعرض في الصحافة فيذهب الجمل بما حمل، بنايات، شقق، مزارع، حظور... أما آن لهذا المسلسل المفجع أن يتوقف؟ هل يقبل أي مسئول رسمي أن تدار أمواله بهذا الاسلوب وبهذا الاستغلال؟ أم أنها أموال الحسين (ع) كتب الله عليها أن تدار بهكذا طرق، وليت قومي يعلمون... بقوا سنين منشغلين بالبيضة والدجاجة وملايين الامام الحسين لا يعلم عنها شيء كل تفكيرهم وطموحهم أن يحصلوا على بعض المساعدات هنا أو هناك من الأوقاف، مكيف لمأتم، قيمة ميكرفون، هل يضحك الانسان أم يبكي؟ تتفجر الحناجر على أمر تافه هنا أو هناك وتكون ثقافة الصمت حكمة في كل موقف وفي كل منعطف تاريخي وفي كل فضيحة.
من ينظر الى المجتمع البحريني يشعر بالعزة والنخوة فهو صمام الأمان، وما ردود فعل الشارع حزنا وتفاعلا وتطوعا لملف الأوقاف إلا دليل على وعيه، كثيرون من الناس ينتظرون الندوة المزمع عقدها من قبل «اللجنة الشعبية للدفاع عن الوقف»، وما سنطرحه من معلومات موثقة ومن أوراق لم تنشر. ونحن على الموعد إن شاء الله... دعونا نقف قليلا مع بعض الحقائق قبل اقامة الندوة.
1- في سنة 1992 تم شراء سيارة جاكوار من مؤسسة (...). تفاجأ القوم والمجتمع بالسيارة وراح الناس يهمسون في آذان بعضهم عن الجاكوار... ولماذا اشتريت؟ ومن قام بالتوقيع؟ في سرعة خاطفة بعد انتشار الرائحة تم ارجاعها الى المؤسسة ذاتها ولكن خسرت الادارة بسبب الارجاع مبلغا وقدره الفان وثمان مئة وسبعون دينارا (2877 دينارا). رقم الشيك «40840» التاريخ: 25/1/1992م. السؤال: كيف تم ذلك؟ أين هو الرئيس ونائب الرئيس والأعضاء؟ ولماذا تحملت ادارة الأوقاف ثمن الارجاع؟ وكم تضحكني تبكيني مقولة «اتحدى أن يكون هناك فلس واحد خرج في غير مكانه»، وهل كانت هذه أول قارورة تكسر؟ أبدا فالترقية دائما ما تكون هي الجزاء هنا، وكذلك في أواخر التسعينات وبداية بزوغ العام ألفين.
أما عن قارورة المكيفات، فبعض مكيفات الأوقاف وقضية أين ركب بعضها تحتاج الى ملف وتفاصيل نرجئها ليوم غير معلوم. ومن يكون الضحية بعد ذلك؟ فقراء القوم «فالسكري يرتفع» وقوم يوظفون نوابا للشعب.
2- أعتقد أن الناس تريد أن تعرف كم كانت كلفة بناء عمارة الأوقاف الواقعة قبال الكنيسة؟ إنه سعر خيالي نرجئ ذكره الى حينه وإلى حين تصحيح الوضع وإلغاء العقود في منطقة السيف وغيرها.
3- شكاوى كثيرة تصل الأوقاف تتكلم عن (...) وعن مغالطات خطيرة وتجاوزات يقوم بها هذا الفرد. وفي مجلس تشاوري لمجلس الأوقاف بتاريخ 30 أغسطس/آب 2003 تم تناول قضية هذا الفرد، وفي أثناء النقاش ذكر أحد المسئولين خلال النقاش بعض ما كان يمارسه من مغالطات مثل «قيامه بصوغ رسالة محكمة الاستئناف العليا الشرعية الجعفرية التي وقعها نائب الرئيس وفيها مغالطات عن نسبة القطع من أرض الوقف بواقع 35 في المئة و65 في المئة من أرض الجيران مع حاجة أرض الوقف لهذا الاقتطاع بسبب عدم وجود طريق نافذ لها، في حين أن الوقف يتمتع بمخارج نافذة، وأن نسبة القطع مغايرة لما ذكره، وهذا ما تثبته مسودة الرسائل والمذكرات المذيلة بتوقيعه». دليل آخر «رسالة مالكي الأراضي المجاورة لأرض الوقف المتضمنة تعرضهم للابتزاز من قبل.....» هذا عن جبلة حبشي والشخص ذاته حدث جدل عنه لأرض في عالي... فلماذا لا يفتح تحقيق لمعرفة الحقيقة؟
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 555 - السبت 13 مارس 2004م الموافق 21 محرم 1425هـ