كالعادة يسعدني جدا من يتكرم وينبهني من القراء إلى مواطن الخطأ في ما أكتبه سواء في عمودي هذا أو في مقالاتي الأسبوعية يوم الجمعة، ولهذا فقد أسعدني فعلا ما كتبه عبدالكريم عبدعلي العليوات ابن المناضل عبدعلي العليوات من قيادة هيئة الاتحاد الوطني البارزين ممن صاروا ضحية إقصاء الإنجليز لهم إلى سانت هيلانه، أرجو أن يعذرني مقدما إن لم أقدمه كأستاذ أو أخ، لأن من تقاليد صحيفتنا «الوسط» رفع الألقاب والتعريفات، فتحت عنوان من أجل إثبات الحقيقة كتب في كلمات لطيفة مهذبة يذكرني بأنني تجاوزت الحقيقة حين ذكرت أن المرحوم السيد علي كمال الدين قد تحمل أكثر من زملائه الذين تم نفيهم إلى جزيرة سانت هيلانه فاستنكر ذلك القول على اعتبار عدم وجود مقياس أو دليل على أنه عانى أو تحمل أكثر من زملائه وسأل من الذي يحدد أنه تحمل أكثر من غيره من زملائه؟ وهو سؤال منطقي ومشروع وأردفه بسؤال آخر هو كيف عرف العباسي أن المرحوم السيد علي تحمل أكثر من غيره؟ (هَم) سؤال منطقي ومشروع، ويطالبني بالدليل وبمعايير موضوعية لمعرفة من تحمل أكثر من الآخرين، ورأى أن تقرير الأمور على طريقتي مجاف للوقائع التاريخية.

وهو على حق كذلك فالإنسان لا يملك الدليل الموضوعي لقياس سباق التحمل في مثل هذه القضايا فجميعهم ناضلوا وجميعهم أثبتوا صلابتهم في مواجهة المستعمر البريطاني وجميعهم أُبعدوا عن البلد وجميعهم كانوا في سن متقاربة، وجميعهم كانوا واجهة مشرّفة لنضال الشعب البحريني فلا يمكن في هذه الحالة أن نقوم بقياس هذه الأمور. وهناك حكاية طريفة تجعلني أذكرها كرد على تقييمي في ذلك.

يقال إن جمعا من البسطاء الطيبين سألوا جحا، وكانوا يعتبرونه من مثقفيهم فيستفتونه في بعض الأمور، فسألوه يوما أين منتصف العالم يا جحا؟ فأجاب من دون تردد مكان ما أقف، فقيل له كيف عرفت ذلك وما دليلك؟ قال قيسوا بأنفسكم وستعرفون كيف أني على حق، وأعتقد أن أخي الكريم نفسه الذي سألني عن الدليل، لا يملك الدليل على أن والده وبقية زملائه عانوا مثله أو أكثر منه فهي عملية نسبية.

أما المبلغ فأنت على حق فإنني أخطأت وأعتذر لأني أخذته من أحد الرواة، لكنهم كانوا يستحقون المبلغ الذي ذكرته (وزيادة)، عموما فإن الصحافي ربما يبالغ أحيانا وأنت تعرف على ما أعتقد أني لم أكن أريد بذلك الإساءة للآخرين أو التقليل من شأنهم وألا تكون قد ظلمتني هذه المرة، عموما فأحفاد الرسوم يجب تفضيلهم على غيرهم وإلا لما قامت قيامة الناس بأن الإمام عليا وأحفاده ظُلموا عندما أُخذت الخلافة منهم و(لا تزعل وحقك عليّ)