عاد إلى أرض الوطن الابن العزيز خالد محمد كانو، ابن أخي وشقيقي المرحوم محمد جاسم كانو، ورئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين، بعد فترة الغياب في الغربة وفي خارج الوطن، للعلاج والراحة، بعد أن منَّ الله عليه بالصحة والعافية، فعاد إلى الوطن وإلى العائلة التجارية والعائلة الكريمة، بمشيئة الله، مشافى معافى نشطا، ومتطلعا إلى العمل الدؤوب، كما عودنا...

وكما نتوقع منه دائما، فحمدا وشكرا لله على منِّه وكرمه، وندعو الله أن يحفظه من كل مكروه، ويديم عليه الصحة والعافية... ليستمر عطاؤه المميز في عمله التطوعي كرئيس لغرفة تجارة وصناعة البحرين وبمساعدة ومعاونة الإخوة الأعزاء أعضاء مجلس الإدارة، وكعضو عامل فاعل في هذا المجتمع التجاري الأهلي، وكمسئول إداري فاعل في المؤسسة العائلية التي ينتمي إليها، وكمسئول عربي خليجي تهمه مصلحة هذه المنطقة العربية في هذا العالم المتطور المتغير والسريع الذي أدخلنا إلى عالم الإنترنت، والتجارة الإلكترونية العالمية العابرة للقارات والاتصالات المباشرة من أي مكان وإلى أي مكان عبر هاتفك المحمول... إلى مفاهيم ومنطلقات العولمة التي تريد غزو المنطقة بقوة وسبق إصرار، لتغير كل أنماط حياتنا، وتطلعاتنا المستقبلية... ولهذا فإن عودة حبيبنا خالد معافى مشافى، وبصحة وعافية تجعلنا نتطلع إليه والإخوة العاملين معه في الغرفة، غرفة تجارة وصناعة البحرين، للمزيد من العطاء في كل ميدان من ميادين التجارة، وخصوصا ميدان التعاون والتفاعل مع الأشقاء في دول مجلس التعاون، والدول الشقيقة والصديقة في منطقتنا الخليجية، وفتح أبواب الاتفاقات التجارية والزيارات الميدانية للوفود المهتمة بالاقتصاد والتجارة والصناعة المتطورة، وبإقامة المؤتمرات والندوات والمعارض في هذه الأرض الطيبة من أجل الانفتاح الواسع والمشاركة المتعاونة الفاعلة من أجل البحرين العزيزة.

العزيز خالد محمد كانو، من الجيل الذي ارتبط بالدراسات الجامعية الأكاديمية في الكثير من الجامعات الأميركية، وبالعمل الميداني، المرتبط بالتجارة وبالتطور العالمي لهذه التجارة، بالإضافة إلى معايشة النهضة الصناعية والإدارية والتقنية التي شهدتها وتشهدها دول مجلس التعاون الخليجي... وله دور فاعل في مسيرة هذا التطور عبر عمله الميداني في صناعة السفر، والنقل بكل أبعادها، وفي ميدان التجارة، والتصنيع الخليجي، الذي يسعى إلى التصدير إلى الأسواق العالمية في الشرق والغرب، بالإضافة إلى معايشته الميدانية للاستيراد من الدول المتقدمة في حقل التجارة والصناعة والمواد الكيماوية، ومقابلات مندوبي ورؤساء الشركات العالمية ذات الارتباط الميداني في منطقتنا العربية... أكسبته خبرة عالمية مميزة، ساعدته وتساعده، دائما على تفهم الأمور والمنطلقات والمتغيرات العالمية، التي ترتبط بخبرته العربية الميدانية التي عاشها ومارسها في كل من مملكة البحرين، ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، وخصوصا في إمارة أبوظبي منذ بداية النهضة والتنمية في عهد سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بالإضافة إلى عمله الميداني في الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية التي ارتبطت بالرياض العاصمة، وجدة العاصمة التجارية والثقافية، والدمام عاصمة المنطقة الشرقية ومرتكز العمل الصناعي والتجاري والبترولي... وإذا تحدثنا عن الابن العزيز خالد محمد كانو، فلابد لنا من وقفة مهمة معه على مفاهيمه العائلية المتطورة، فهو من الأشخاص الأوائل، إذا لم يكن الأول، الذي أعطى الشركات العائلية أهمية قصوى من الدراسة والتمحيص ووضع الأطر لأن يكون لها كيان إداري يتعايش مع العصر الذي نعيشه... لا كما هو عليه من مفهوم نمطي قديم محدود... عنوانه الدكان في السوق وفي القيصريات المتناثرة في المدن الخليجية الساحلية... وقد كتب الكثير في هذا الميدان، كما حاضر كثيرا في دول مجلس التعاون وفي أوروبا وأميركا عن مزايا الشركات العائلية، وركّز على جوانب مختلفة لهذا الكيان، كما بيّن الصعوبات المرتبطة بعدم استمرار هذه الشركات لأكثر من جيل أو جيلين أو ثلاثة على الأكثر... وله إسهامات معروفة مميزة في هذا الميدان، استنتجها من هذه الدراسات الموسعة عن الشركات العائلية في الشرق والغرب، وتعتبر إسهاماته من المراجع المهمة الأصيلة في هذا الميدان... ومن الأمور التي توصل إليها للمحافظة على الشركات العائلية من الضياع والإفلاس والتشتت... هو دعوتها إلى الانفتاح وفتح الأبواب، والبحث عن دماء جديدة تصنع هذه الشركات العائلية لتكون أكثر حيوية ونشاطا وتطلعا، وذلك عبر فتح هذه الشركات العائلية للمستثمرين ذوي التخصص المحدود، أو الفتح الكامل والموسع من خلال إشهارها رسميا كشركات عائلية مفتوح للجميع وتسجيلها في وزارة التجارة والاقتصاد الوطني، وفي أسواق الأوراق المالية ومعاملتها كشركات مساهمة كما هو متبع في الشركات الأصلية المتداول اسمها في أسواق البحرين للأوراق المالية، وقد تكون شركات مغلقة أو مفتوحة كما تريد العائلة عند بداية الشروع في التنظيم القانوني لهذه الشركات.

ولا يمكن التحدث عن الابن خالد محمد كانو، من دون أن نعبّر عن اهتماماته الكتابية والتأليف والإصدار، فقد أخذ عني حبي للكتابة وخدمة المجتمع، فتمكن من كتابة كتابين مهمين في عالم العائلة وغرف التجارة، فقد كان كتابه الأول باللغة الإنجليزية وترجم إلى اللغة العربية وعنوانه «بيت كانو... قرن من الأعمال التجارية لشركة عائلة عربية»، ويعتبر من المراجع المهمة لمنطقة الخليج في الكتابة عن الشركات العالمية، والكتاب يقع في أكثر من 230 صفحة موثق بالصور وغني بالمعلومات، وقد يجد القارئ العادي فيه صورة مدهشة عن مجتمع يتحول بسرعة إلى الأحسن والأجود، أما خبراء الإدارة والمتخصصون... فسيجدون فيه أحدث النظريات الإدارية جنبا إلى جنب من الحكمة الواقعية التقليدية الموروثة في هذه المنطقة الخليجية، وقد كُتب بأسلوب مُيسر سهل القراءة والمعلومة، وسجل تاريخ شركة عائلة يوسف بن أحمد كانو بتتبع وتفاصيل مثيرة مهمة ارتبطت بتجارة الخليج منذ بداية الثلاثينات، وقدم لهذا الكتاب الأخ العزيز الدكتور غازي عبدالرحمن القصيبي، فقال: «لو لم تكن هناك سوى الاعتبارات الشخصية، لكانت كافية لدفعي إلى تقديم هذا الكتاب الممتع عن بيت كانو، إذ ترتبط عائلتي وعائلة كانو بصداقة قديمة توارثها جيل بعد جيل، ومازلت أحمل ذكريات تعود إلى طفولتي الأولى عن زيارات متبادلة بين كبار العائلتين، وكنت أحيانا أرافق أبي خلال كثير من هذه الزيارات... رأيت خالد مؤلف هذا الكتاب أول ما رأيته قبل أن يبلغ أي منا العاشرة، لابد أن أعترف أنه يصغرني بسنة أو سنتين، ورغم أننا سرنا في طريقين مختلفين، إلا أنني لاأزال أذكره صبيا مليئا بالحيوية، وبشيء من المشاغبة... إلا أنني أعتقد، بصرف النظر عن كل الاعتبارات الشخصية والمهنية، أننا بصدد كتاب بالغ الأهمية، يتتبع بدقة مستقصية سيرة بيت تجاري من أبرز البيوتات في منطقة الخليج، في صعوده وهبوطه، عبر قرن من الزمان، إن أبناء الخليج من مطلع التاريخ تجار بالفطرة إلا أن القرن العشرين وضعهم أمام تحديات جديدة وفرص غير مألوفة، لقد انتهز يوسف بن أحمد كانو الفرص المتاحة وقبل التحدي وأصبحت المؤسسة التي بناها نموذجا تحتذيه الأسر التجارية... لم يستهدف المؤلف كتابة تاريخ للخليج إلا أنه من خلال استعراضه لسيرة العائلة يكشف عن جوانب مهمة من هذا التاريخ، إنا نرى في صفحات الكتاب كيف نمت العواصم الخليجية وازدهرت بعد بدايات متواضعة، يصعب على الذين لم يشهدوا بأنفسهم هذا التحوّل العظيم أن يصدقوا أن كل هذا حدث في زمن قصير لا يتجاوز ثلاثة عقود، كنا... خالد وأنا محظوظين إذ تمكنا، كل من موقعه المختلف أن نواكب هذا التحوّل الهائل... سيستفيد من هذا الكتاب قراء كثيرون، سيجد المؤرخون كمّا غنيّا من المعلومات، وبوسع الغريب عن المنطقة أن يعتبره دليلا لكيفية التعامل مع أبناء المنطقة، وسيجد فيه القارئ العادي صورة مدهشة عن مجتمع يتحوّل بسرعة، أما خبراء الإدارة فسيجدون فيه أحدث النظريات الإدارية جنبا إلى جنب مع الحكمة التقليدية الموروثة، إلا أنه يغلب على ظني أن خالد وضع هذا الكتاب في ذهنه الجيل القادم، أبناؤه وأبنائي، وكتابه هدية قيِّمة أتمنى من هذا الجيل أن يعتزّ بها ويقدِّرها حقّ قدرها... وأرجو لهذا الكتاب ما يستحقه من نجاح، وأهنئ من أعماق قلبي خالد على هذا الإنجاز المهم والكبير».

أما كتابه الثاني، فهو كتاب متخصص، وسجل حافل لغرفة تجارة وصناعة البحرين والتحديات المستقبلية لغرف دول مجلس التعاون الخليجي، ويتكون من 415 صفحة، واحتوى على تاريخ مسلسل لغرفة تجارة وصناعة البحرين، بالإضافة إلى التطوير والمؤشرات الاقتصادية، كما شمل استعراضا وثائقيا مهما لغرف التجارة والصناعة في دول مجلس التعاون الخليجي، ودورها المهم في التنمية الاقتصادية... وقدم الكتاب رئيس الغرفة آنذاك الأخ العزيز الفاضل الوجيه المعروف علي بن يوسف فخرو، وقال فيها: «لقد حققت غرفة تجارة وصناعة البحرين، طوال تاريخها الطويل الذي تجاوز الستين عاما، الكثير من الإنجازات والأنشطة، التي تهدف في مجملها إلى تطوير الاقتصاد الوطني والتعبير عن قضايا وآراء مؤسسات القطاع الخاص، وزيادة قدرتها على الإنتاج والمنافسة في الأسواق الإقليمية والدولية، ولا شك أن الغرفة تقدم الكثير من الخدمات لمنتسبيها ومؤسسات القطاع الخاص، كما تتنوع أنشطتها بتنوع المجالات التي عمل فيها هذا القطاع، والتي تشمل جميع نواحي النشاط الاقتصادي في البلاد، إلا أنه في الوقت نفسه يجب أن ندرك بأن مرحلة العمل التي تمرّ بها الغرفة حاليا تختلف بكل المقاييس عن مراحل العمل السابقة، فالمتغيرات الاقتصادية التي تجري حاليا تحت مظلة العولمة ستنعكس آثارها على اقتصاديات دول العالم، ومنها دولة البحرين، ما يتطلب بالضرورة العمل على تطوير الدور المستقبلي للغرفة أكثر قدرة على التعامل مع هذه المتغيرات، وبما يمكّنها من تحقيق أهداف القطاع الخاص ومواجهة تحديات العولمة، ومن هنا فإن على الغرفة أن تعمل في الفترة القادمة على مضاعفة خدماتها وتنويع أنشطتها وزيادة الارتباط الوثيق والدائم مع أعضائها من أجل تأكيد دورها باعتبارها همزة الاتصال الحقيقي بين القطاع الخاص بمؤسساته المتنوعة والقطاع الحكومي على اختلاف مستوياته، ويسعدني أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير إلى الأخ خالد محمد كانو النائب الأول لرئيس الغرفة، على الجهد المتميز الذي بذله في تأليف هذا الكتاب القيِّم الذي يلقي الضوء بصورة تفصيلية وصادقة على الدور المتميز للغرفة في مسيرة التنمية الاقتصادية في بلدنا العزيز، وكذلك المتطلبات اللازمة لتطوير هذا الدور خلال الفترة القادمة التي ستشهد الكثير من المستجدات الاقتصادية على جميع المستويات المحلية والإقليمية والدولية، وإننا على ثقة من أن هذا الكتاب بما يحتوي عليه من معلومات يمثل مرجعا مهما عن الغرفة ومراحل تطورها وأنشطتها المختلفة منذ تأسيسها، ويوضح دورها الفعال الذي تقوم به من أجل تطوير مؤسسات القطاع الخاص وزيادة معدلات النمو الاقتصادي في البحرين، كما أنني على قناعة بأن هذا الكتاب سيكون من المراجع الرئيسية الذي يشتمل في فصوله على معلومات وحقائق تاريخية عن غرفة تجارة وصناعة البحرين وشقيقاتها من الغرف التجارية والصناعية في دول مجلس التعاون الخليجي».

والابن العزيز خالد كانو عاد إلينا بصحة وعافية، ونحن جميعا فرحون بذلك وبهذه العودة الحميدة السالمة، وخصوصا عائلته الصغيرة برعاية الأخت العزيزة سلوى كانو وأبنائه نبيل وفيصل وندى وأحفاده، وعائلته الكبيرة المتمثلة في عائلة كانو أجمعها، وعائلته التجارية المتمثلة في غرفة تجارة وصناعة البحرين، وأصدقائه في كل من مملكة البحرين والإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، وأصدقائه في كل مكان من العالم يتطلعون إلى أن يروه دائما متمتعا بالصحة والعافية وأن يكون كذلك الدينمو المحرّك لكثير من الأمور المهمة في القطاع التجاري والصناعي، وخصوصا السعي والمتابعة في استكمال المكرمة الكريمة لرئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة لبناء مقر غرفة تجارة وصناعة البحرين الجديد في منطقة سنابس الحديثة من المنامة، والله أسأل أن يحفظ العزيز خالد كانو وأن يمتّعه بالصحة والعافية والعمل الصالح، وأن يوفقه لما فيه الخير والصلاح