العدد 552 - الأربعاء 10 مارس 2004م الموافق 18 محرم 1425هـ

هدفت إلى إحداث هزة إيجابية... لكنهم أحالوني إلى النيابة

رئيس تحرير «أسرار» الكويتية إلى «الوسط»:

الكويت - محرر التحقيقات المحلية 

10 مارس 2004

منذ 7 فبراير / شباط الماضي ورئيس تحرير مجلة «أسرار» ثامر الدخيل يثير الجدل بشأن ما نشره في العدد 89 من مقابلة مع أحد المثليين الكويتيين الذي أطلق على نفسه اسم «دلال». مجلة «أسرار» تصدر مرة كل أسبوعين في الكويت وتتناول موضوعات حساسة وبأسلوب يثير الكثير من الكويتيين، خصوصا مع نشر صور كتلك التي تم نشرها مطلع فبراير/شباط الماضي مع مقابلة أجريت مع البنت الولد أو الولد الشاب، الذي أطلق على نفسه اسم «دلال»، وافتخر بما يقوم به من شذوذ جنسي، مدعيا أن والديه يعلمان بذلك ويحترمان رغباته. «الوسط» التقت بالدخيل وطرحت عليه عددا من الأسئلة ذات العلاقة بالضجة التي أثارتها «أسرار»...

هل ترى أن هذا الإيقاف له ما يبرره، وقد تعديتم الخط الأحمر لأخلاقيات المجتمع الكويتي؟

- هذا واقع في المجتمع، وهناك نسبة لا بأس بها تقدر وبحسب أحد المثليين بأنها تتراوح بين 2000 إلى 3000 فرد، وهذا هو واقع يحتم علينا نشر هذه المشكلة بهدف مواجهتها، مطبقين بذلك شعار مجلتنا «ننشر ما لا يجرؤ البعض على نشره»، مؤمنين بأن أهمية دور الصحافة في تسليط الضوء على المشكلات المؤرقة، وليس العلاج، ذلك لأن العلاج بيد أصحاب القرار، وليس من اختصاص الصحافة...

تجمع غير منظم

هل المثليون يعتبرون جمعية سرية منظمة؟

- لا، بل هم تجمع غير منظم، ولكن لهم تجمعات معروفة، وصارت لا تخفى على أحد.

هل كنتم تهدفون إلى الربح من خلال نشركم لأكثر الموضوعات إثارة للجدل؟

- «لا والله» ولكن طبيعة مجلتنا هي نوعية «التابلويد» التي تعتمد على العناوين المثيرة المبهرة، هذا هو نهجنا.

إذا ما هو هدفكم؟

- هدفنا الأسمى هو محاولة عمل هزة في المجتمع الكويتي، في خطوة للوصول إلى حد الصدمة، وهي الوسيلة لتنبيه المجتمع عنها لنريه إلى أية درجة وصل المجتمع الذي نعيشه، ولو كنا نهدف إلى الربح المادي لنشرنا صورا تقشعر لها الأبدان، ولا يمكن لأحد منا تصورها، لكننا تجنبنا نشرها مراعاة لأمور كثيرة منها أخلاقيات المهنة.

ناقل الكفر ليس بكافر

ورد مانشيت يقول «يتعامل مع أرقى رجالات المجتمع الكويتي ويتحدى فتياته بجمالها»، «أنا أكثر أنوثة على السرير من أية أنثى»، ألا تعتقد أن هذه العناوين بها من المبالغة الشيء الكثير؟

- هذه عبارات «دلال» تماما كما جاءت على لسانها، ولم نحرف فيها أي شيء لأجل الإثارة... «وناقل الكفر ليس بكافر».

هل كنتم تتوقعون ردة فعل المجتمع الكويتي على نشر هذا الموضوع؟

- للأسف كنا نتوقع أن المجتمع سيتحرك ضد هذه الفئة، لكنهم اكتفوا بمواجهتنا بالأسئلة «لماذا نشرتم؟ »!

هل تجدون أن هذه الظاهرة أتت بعد التحرير، أم أنها كانت موجودة أصلا؟

- هذه الظاهرة موجودة في المجتمعات من زمن الستينات، وربما أقدم، ولكن بحكم التطور وانتشار الفضائيات بجميع أنواعها بالإضافة إلى كثر السفر والانترنت، ومع تصاعد الاحتكاك بأفراد من خارج الكويت والعالم العربي إلى أن وصلنا إلى هذه الدرجة، إنه تقليدهم الاعمى لدرجة وصلت فيه جرأتهم إلى المطالبة بوضع قانون خاص بالمثليين!

ما هو رأيك في هذه المصطلحات: شاذ، جنسي، المثليين، جنس ثالث، ترف، وكيف تفسرها؟

- بحسب تفسيرهم (المثليين) فإنهم يميزون الجنس الثالث عن الترف بأنهم - الترف - لديهم نعومة في التعامل... بعكس الجنس الثالث.

هل أنت من مؤيدي نشر هذه النوعية من الموضوعات في الصحافة عموما؟

- أنا ممن يستاءون من قراءة مثل هذه الموضوعات في الصحافة، ولكن أخذ قرار بنشر هذا الموضوع بالذات في مجلتي «أسرار» هو حادثة حدثت لي من خلال لقائي بزميل دراسة قديم في احدى الأسواق ليفاجئني بطلبه أن يعرفني على «زوجه»، وعليه أخذت قرار نشر الموضوع على وجه السرعة.

ألم تضعوا ردود أفعال الجهات المعنية من رجال دين وحكومة وغيرهم نصب أعينكم؟

- أتى رد فعل وزارة الإعلام سريعا جدا وغير ممهل لنا بأن نواصل خطتنا في نشر ردود أفعال بقية أفراد المجتمع تجاه هذا الموضوع، إذ أزم ردة الفعل أكثر بسبب أحد أعضاء مجلس النواب في مجلس الأمة الكويتي الذي أخذ يلوح بغلاف العدد في إحدى ندواتهم الخاصة.

وماذا عن ردود أفعال بقية أفراد المجتمع الكويتي؟

- أتت ردود الأفعال مختلفة على جميع الأصعدة، فقد اتصل بي صاحب المقابلة (دلال) مبديا سروره، ويقال إن المسئولين أمسكوه ليقرعوا رأسه!، ومن ناحية ثانية، هناك اتصالات كثيرة بمقر المجلة ومن دون مبالغة تصل الى أكثر من 350 الى 400 مكالمة مجهولة الهدف يطلبون رقم هاتفه!، وأما بقية أفراد المجتمع فكالعادة اكتفى الكثير منهم بقراءة العناوين.

وهل تجد أن ردة الفعل هذه أنت المستهدف فيها، خصوصا أن القرار كان في فترة متأخرة من إصدار العدد؟

- بطبيعة الحال... إن النواب الإسلاميين في مجلس الأمة الكويتي على خلاف دائم مع وزير الإعلام، وهم ينتظرون الفرصة المواتية لإثارة أي موضوع ضد وزير الإعلام. هذا من جهة ومن جهة أخرى، هو أني وفي نفس العدد كتبت عمودا في المجلة أنتقد فيه «وبشكل لاذع » إقامة ندوة على خلفيتها علقت يافطة تغطي صور أمراء الكويت السابقين وهم رموز الكويت.

وماذا حدث بعد تلويح النائب بالعدد؟

- أبدا... أثار فضول الناس وصارت تلهث للحصول على العدد حتى نفذت الكمية من الأسواق، وبعدها مباشرة تلقيت اتصالا من وزارة الإعلام الكويتية تخبرني بأخذ الإجراء ضد المجلة، وعليه طلبت محادثة الوزير لتوضيح الرؤية وتبرير الموقف والسبب من نشر الموضوع، حتى أن الوزير أبدى ارتياحه من هذا التبرير وطالبته بأن يكون عونا وليس فرعونا، وقلت له «كونك الشخص الذي تدافع عنا في أية أزمة، وأتمنى منكم تحويلنا إلى النيابة لتحفظ حقك السياسي وفي النيابة أستطيع تبرير موقفي وشرح قضيتي وأنا راض بأي حكم يصدر من المحكمة»، لكنني فوجئت ثاني يوم وبعد حديثي الهاتفي مع الوزير، بقرار الإيقاف والتحويل إلى النيابة العامة معا.

الخصم والحكم

وماذا فعلت بعد ذلك ؟

- حاولت أن أبين موقفي القانوني بأن الهدف من تحويلي إلى النيابة العامة هو لأخذ الجزاء بخطأ ترون أني فعلته، ومادمت قد أخذت الجزاء (إيقاف 3 أشهر) فما الداعي من تحويلي إلى النيابة إذا؟ فأما العقاب بالإيقاف أو التحويل إلى النيابة العامة، رافضا أن تكون وزارة الإعلام هي الخصم وهي الحكم.

وما هي ردود فعل شارع الصحافة الكويتي ؟

- نزل عمود لأحد الكتاب الإسلاميين ينتقد فيه مجلتنا بطريقة حادة مستخدما ألفاظ أشد تقززا مما استخدمناه نحن في مقابلة الشاب (المثلي) ليصبح مقالنا بالنسبة إليه قمة في الأخلاق !!

وماذا عن ردود فعل المثليين الآخرين الذين قرأوا الموضوع؟

- هنا يأتي الشق المضحك في الموضوع، حين اتصل أحدهم مبديا استياءه من هذا الشخص الذي نشرنا مقابلته، ومبديا استعداده لعمل مقابلة أفضل منها وبالإدلاء بمعلومات أكبر وبإعطاء صور أكثر، كما أبدى استياءه من هكذا شكل دوني يمثلهم لأنهم في نظره بنات «عوائل» و«لا نسمح لهذه الأشكال الحديث باسمنا».

من خلال حديثك مع المثليين في الكويت... هل تحدثوا عن البحرين؟

- بحسب المثلي الذي اتصل محتجا... يقول إنهم منتشرون في كل الدول العربية ولديهم اتصالاتهم وسهراتهم وزياراتهم الخاصة.

وهل لديهم يوم معين يحتفلون به خاص بهم؟

- بحسبهم أيضا... فإنهم يحتفلون بشكل أسبوعي في الشاليهات والحدائق والفلل الخاصة.

هل تتوقع أن هذه الظاهرة في ازدياد أو إنحسار؟

- أعتقد أنها موجودة من زمان، ولكن في وقتنا الحاضر صارت تأخذ مجالا أكبر، ومن هنا أرى فائدة التجنيد الإجباري تظهر جليا في المساهمة الفاعلة للقضاء على هذه الظاهرة. أعتقد أن أنسب طريقة هي أن يمسكوا كل هؤلاء المثليين، خصوصا أنهم معروفون ويضعوهم في معسكر ليتعلموا كيف يصبحون رجالا.

وماذا عن جانب الإناث، أقصد (المسترجلات)؟

- في اعتقادي كما يوجد هذا، يوجد ذاك.

وكيف تميزهم؟

- تمييز الأنثى المتحولة إلى رجل أسهل من العكس، لأنها تضع مساحيق التجميل وتلبس البانطلون والقميص وهذا منظر عادي في المجتمع، على عكس الرجل المتحول إلى أنثى الذي يحتاج إلى وضع المساحيق ولبس الملابس النسائية وإسدال الشعر.

هل شعرت بالتقزز بعد أن نشرت المقابلة، وذلك عندما قرأت الموضوع على هدوء فيما بعد؟

- في الواقع شعرت بما هو أكثر من ذلك، بسبب نشري للموضوع بالدرجة الاولى.

ما هي رسالتك إلى المهتمين بالصحافة بالنسبة إلى قضية توقيف مجلة «أسرار»؟

- أأسف من أنه في مجال الصحافة لم يكلف أحد منهم نفسه الاستفسار من أصحاب القرار، ومناقشتي في سبب النشر، ولم تدافع عني الجمعيات والنقابات الصحافية

العدد 552 - الأربعاء 10 مارس 2004م الموافق 18 محرم 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً