العدد 552 - الأربعاء 10 مارس 2004م الموافق 18 محرم 1425هـ

القراءة فضاء المعرفة... نضج التجربة

المنامة - خليـل زينـل 

تحديث: 12 مايو 2017

أول كلمة نزلت في كتابه العزيز اقرأ... وفي البدء كانت القراءة بابا من أبواب المعرفة ولمحو الجهل ومحاربة الأمية... ومن جانب آخر فإن المتابعين لعملية القراءة والمشاركين في عملية الإبداع يعرفون حق المعرفة متعة القراءة وتجلياتها وفضاءاتها التخيلية الواسعة في العملية الإبداعية وفي عالم المعرفة الإنسانية الواسعة المدارات والمتعددة المجالات... كما ان القراءة ومن ثم الفحص والتحليل هي الزاد الرئيسي والأساسي للمثقف والسياسي في آن واحد... فمن خلال القراءة تتكون الأسئلة الحائرة وتتشكل معرفة الواقع وتضاريس المجتمع ويتبلور الوعي المعرفي.

القراءة هي العامل المشترك بين الأديب المبدع والسياسي المحنك... القراءة هي السمة المشتركة للمجتمع الحضاري المتقدم نحو الآفاق الإنسانية الرحبة وبالقراءة تضيق مجالات التعصب والتزمت... فالعقل يتحول إلى عقل نوعي بدل العقل النقلي السائد... عقل تنويري مبتكر بدل العقل النصي الجامد.

والمجتمعات الإنسانية وصلت إلى نضج التجربة وابتكار الديمقراطية كأرقى أشكال المشاركة الشعبية الناضجة والمسئولة من خلال سبر أغوار المعرفة بالقراءة الدائمة والاطلاع على تجارب الشعوب الأخرى الحديثة والقديمة وترجمة النفائس من شتى أنواع الكتب في جميع حقول المعرفة الإنسانية العلمية والأدبية والإبداعية فلكي تكون مواكبا مع مستلزمات العصر وأدواته المدنية وآلياته اليومية عليك بالقراءة ثم القراءة فخير جليس في الزمان الكتاب. هكذا حفظ التاريخ هذه المقولة للمتنبي عبر عصوره المتعددة والمتقلبة.


موانئ في قدري الأخير

الوسط - محرر الشئون الثقافية

92 صفحة من الحجم الصغير هي عدد صفحات المجموعة الشعرية الأولى لحسن التيتون، والمعنون بموانئ في قدري الأخير، والشاعر يتنقل مع القارئ على أرصفة خمسة موانئ تبدأ بموانئ 1993 لتنتهي بموانئ متفرقة، ولا نعلم حقيقة سبب اختيار الشاعر للموانئ عنوانا لديوانه، والحال أن الموانئ توحي بالوقوف والاستقرار ولكن ما لمسناه في المجموعة يختلف عن مسماها فالشعور الغالب على صفحاته وبين أطره الشعرية هو التشاؤم والاحساس بانتهاء الحياة، وهذا ما يظهر جليا مع عناوين القصائد التي جاءت تحمل ظلالا من المقابر والوساوس الشيطانية، فلم يفلح الشاعر في تغيير هذا الشعور بتلك المقاطع الشعرية القليلة على الغلاف الخارجي الثاني عندما يقول: هل يطول الوقت ويمتد العمر الى المشيب وأنا مبحرا آملا في ميناء جديد على انني أتساءل هنا هل يدرك الشاعر الفارق بين النص الشعري وماعداه، فنحن نلمح مزجا غريبا بين مقطع شعري عربي موزون وبين سطر شعري متكلف، فهل وقعها الشاعر بإملائه وتحت حال شعرية تلبسته أم أنها مجرد عبارات احتاج اليها فأعمل فكره في إخراجها للنور؟





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً