العدد 552 - الأربعاء 10 مارس 2004م الموافق 18 محرم 1425هـ

ذكريات مجلة «العربي»... كما عرفتها

تعود صلتي الحميمة والوثيقة بمجلة «العربي» الكويتية إلى العام 1958 الذي شهد ولادة عددها الأول ذي الغلاف المعبِّر، وكنت آنذاك في السابعة عشرة من عمري طالبا في الصف الثاني الثانوي. وقد حرصت كل الحرص على اقتنائها شهريا، وكنت أنتظر وصولها بفارغ الصبر، كما تنتظر الأم الرؤوم ولدها الوحيد العائد من سفر بعيد وطويل. وكنت أجد في «العربي» زادا فكريا وثقافيا وعلميا، قلما أجد نظيره في غيرها من المجلات المتخصصة التي كنت مشتركا فيها بشكل منتظم - والتي أكنُّ لها كامل احترامي - مثل: «الآداب»، و«طبيبك»، و«الهلال»، و«الدوحة»، و«الفيصل» وغيرها كثير. لقد انقطعت صلتي بها جميعا وبقيت هذه الصلة قائمة بـ «العربي» قوية متنامية لم تنل منها السنوات الست والأربعون التي مرّت وكأنها ستة وأربعون شهرا.

أما بعد التخرج والولوج إلى حقل التعليم فقد برز لمجلة «العربي» دور أكبر وأوسع، إذ اتخذت منها «مرجعا» أعود إليه من حين إلى آخر للاستزادة فيما يختص بالكثير من الموضوعات التي كنت أدرِّسها لطلابي، كما كنت أتخذ من بعض صورها «وسائل إيضاح» للكثير من تلك الموضوعات.

واليوم... ونحن جميعا نحتفل بمرور ستة وأربعين عاما على صدور مجلتنا الحبيبة «العربي» لا أجد ما أعبِّر به عن إعجابي بهذه المجلة التي تربعت على عرش القلوب والأفكار والعواطف، وما كان هذا ليحصل لولا الجهود الكبيرة المضنية التي بُذلت وتُبذل من قبل كل القائمين والعاملين المخلصين سواء داخل الكويت أو على امتداد وطننا العربي والإسلامي، والتي جعلت من هذه المجلة المتميزة بحق بستانا حافلا بصنوف الخير، يجد فيها القارئ زاده، كما يجد الشمس والظلال والجمال.

وفي هذه اللحظة التي أكتب لكم أجد بين يدي وفي حوزتي 544 عددا من «العربي» باستثناء تلك التي فُقدت أثناء الاحتلال الغاشم لدولة الكويت الشقيقة. ولا يسعني إلا أن أقول لجميع العاملين في مجلة «العربي» بارك الله لكم وفيكم، وأمدَّكم الله بعود من عنده، لتكون «العربي» مصداقا لقوله تعالى: «ألم ترَ كيف ضرب الله مثلا كلمة طيّبة كشجرة طيّبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أُكلها كل حين بإذن ربها» (إبراهيم: 224)، (صدق الله العلي العظيم)





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً