العدد 2355 - الأحد 15 فبراير 2009م الموافق 19 صفر 1430هـ

قمبري آن له أن ينجلي

أحمد الصفار comments [at] alwasatnews.com

-

مهما تكن سنوات انتظارنا طويلة إلى حين الحصول على مسكن نستتر به من حرارة الشمس وتقلبات الطقس، ومهما تكن الظروف التي تجعل منا الشعب الأقل دخلا، بل الأفقر على مستوى الخليج، وخلافا إلى أننا نعيش أوضاعا أمنية متوترة لا نكاد نطمئن من خلالها على أنفسنا وأفراد أسرنا حين يخرجون لقضاء حاجة ما، وتجاوزا لمرارة طوابير السيارات في الشوارع التي تستنزف من أعصابنا الكثير، فلا نصل إلى مقصدنا إلا بعد أن استفدنا الكثير من المهدئات وأدوية الضغط.

وتمسكا بكل ذلك وما هو أسوأ منه، نقول إننا ملتصقون بكل ذرة وشبر وزاوية وحائط قائم على هذه الأرض، وليقل من يشاء عنا بأننا «أبناء قردة...»، فلا حرج عليه، ولا بأس أن يعيش عُقده التي لا تبتعد كثيرا عن هلوسة النائب الإيراني داريوش قمبري الغارق حتى أخمص قدميه في عقلية التوسع الإقليمي والتعدي على دول الجوار.

ولا إشكال بالنسبة لنا إن خرج أحدهم كعادته ليشكك في رد النائب محمد المزعل على قنبري، ليدرجه في خانة التقية وذر الرماد في العيون، فاليوم نعاني أزمة تحوير ولاء طائفة معينة في كل شيء، ومن المتوقع أن يخرج أمثاله ليضع منظارا أسود على أعين الناس، ليصور لهم الواقع جحيما وليفسر الدعوات الإيرانية بضم البحرين، على أنها مؤشرات على تحركات داخلية مدفوعة الثمن من الخارج.

البحرين تاريخ محفور في خارطة العالم القديم، بدءا من أقصى بلاد الرافدين وصولا إلى عُمان، فلا داعي لأن نقطع مسافة سفر طويل لنزود هذا الطرف أو ذاك عن البحرين وعن شعبها الأصيل الذي حماها دائما، وهو الذي يحميها أبدا، وهو لايريد هدية من أحد لذلك، لأنه والبحرين جزء من بعضهما البعض، هكذا كان وهكذا سيكون.

إذا كان البعض يعتقد أن الخلاف الداخلي بين قوى المعارضة والسلطة، والإرهاصات العسيرة التي يمر بها البرلمان على مستوى التشريع، وحالة الاحتقان الأمني في الشارع، هو المنفذ الذي ينطلقون من خلاله لتشطير هذا البلد وتأليب أهله على الحكم، أو العكس، فإنهم حقا يتنعمون بأحلام اليقظة في مستنقع التطرف.

إن كنتم تعولون على أحد لتمزيق البحرين فابحثوا عن أناس ليس لهم أصل في هذا البلد، فأنتم مخطئون ألف ألف ألف مرة، وعليكم أن تعيدوا حساباتكم علكم تصلون إلى أصل نواة ولاء أهل البحرين لهذه الأرض التي ما عرفت يوما أناسا غير حبهم لوطنهم.

ربما أخرجتنا تعليقات جوفاء من عنفواننا إلى مساحة الرد الغاضب، لتنقلنا إلى مستوى لم يكن لأحد أن يتوقعه منا، ولكنها عبّرت بجلاء عن معادن الكثيرين ممن كانوا يعاملون بصورة حسنة في وطنهم ويتهمون باتهمات تليق بغيرهم.

قد يتصور البعض أن أهل البحرين (شيعة وسنة) يمكن الاستغناء عنهم، ولكن لو نظرنا إلى كل زاوية مشرقة في بلادنا سنجد الشعب الأصيل يرفع الراية خفاقة وينسى الآلام فداء للوطن

إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"

العدد 2355 - الأحد 15 فبراير 2009م الموافق 19 صفر 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً