حل أمس يوم المرأة العالمي... قد تحتفل به نساء وتتجاهله نساء أخريات من دون ادنى اهتمام... وقد يتسارع نفر من الرجال لشراء بطاقات المعايدة لنسائهم تقديرا لأدوارهن المختلفة.
ان هذا اليوم الذي تبنته بلا شك القوى الاشتراكية والعمالية في العالم تحت شعار مساواة المرأة مع الرجل في الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية الى تحريرها من قيود الرق والعبودية التي تمارسها بعض المجتمعات... هو اليوم الذي تحتفل به نساء كثر في بلدان كثيرة من العالم بل وتتبناه المنظمات الدولية الى مؤسسات المجتمع المدني.
وفي خضم ذلك فإن ساحتنا العربية حاليا لا تخلو من نساء تميزن في مجالات عدة وقد يكون انخراطهن مثلا في العمل السياسي ما هو إلا ثمرة لتاريخ النضال النسوي في المنطقة العربية على رغم محاولات المد الديني المتطرف الغاء او تجاهل نضالها في الخروج الى دائرةالعمل والتعليم وايضا مسح دورها كعنصر فعال في المجتمع تساهم في دفع عجلة وتطور التنمية في المجتمع.
ولويزة حنون مثلا هي اول امرأة تقود حزبا سياسيا في العالم العربي... هذه الجزائرية هي رئيسة حزب العمال اليساري الجزائري بل والسيدة الوحيدة المرشحة لانتخابات الجزائر المقررة في الثامن من أبريل /نيسان المقبل.
كما انها اول امراة جزائرية تسعى الى الرئاسة منذ استقلال الجزائر في العام 1962. هذا النموذج النسائي من الجزائر هو نموذج يحتذى به في عالمنا العربي الحالي فعلى رغم ان حنون تبنت شعار حملتها الانتخابية «الأمة الجزائرية يجب ان تعيش» في اشارة منها لتنبيه الرأي العام داخل بلادها من خطورة المرحلة التي تمر بها بلادها فإنها سعت الى وضع برنامج انتخابي مواكب لطبيعة ظروف الجزائر بشكل منظم قد تتعلم وتستفيد منه نساء البحرين ممن سبق وقدن حملات انتخابية اولى انتهت للأسف بالفشل لافتقارها للتنظيم والتوعية الدعائية.
فبرنامج حنون السياسي مثلا ارتكز على استعادة الأمن والسلام عبر عقد ندوة وطنية مفتوحة لجميع المنظمات والجهات... أما اهداف حملتها السياسية فانصبت على تعزيز دور النقابات في القوانين والقرارات الاقتصادية وتعزيز حقوق الانسان والمرأة الى مكافحة السياسات الليبرالية التي أدت إلى تصاعد ظاهرة الفقر والبطالة في الجزائر وتفاقم ظاهرتي العنف والتطرف.
حنون وغيرها من نساء الجزائر ليس غريبا عليهن ان يلعبن دورا في السياسة الحالية فقد كن يشاركن ويخضن الكفاح المسلح ضد الاستعمار الفرنسي بل واستشهدت الكثيرات... والكثيرات منهن ممن حفظت كتب التاريخ اسماءهن...ان انتخاب امرأة مثل حنون المعروفة بمواقفها العربية الوطنية الواعية والمؤهلة لرئاسة بلد كبير مثل الجزائر لهو دليل على وقوف المرأة العربية على الدوام مع اخيها الرجل في النضال والعمل الوطني... وان نجحت حنون فستنجلي حقبة جديدة للمرأة العربية قد تقودها إلى حل ما قد عجز عنه الرجال
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 550 - الإثنين 08 مارس 2004م الموافق 16 محرم 1425هـ