سحبت إدارة (إم بي سي) برنامجها التجريبي من البحرين بعد الضغوطات الشعبية التي حدثت في البلاد. بعض المثقفين استنكروا على الإسلاميين ضغوطهم واحتجاجاتهم على البرنامج على أساس أن هذا يأتي من منطلق رجعي ورفض لما هو متطور.
والبعض نعى هذا الانسحاب لأنه وجد في ذلك خسارة لعدد من التجار، فهناك من خسر ما كان يستفيد منه بسبب تأجير الشركة لعدد من سياراتها. والبعض الآخر نعى التجربة لأنه خسر تزويدها ببعض الأغذية. وثالث نعى باحثا عن نقطة الضعف التي يعزف البعض على وترها من منطلق هل يجوز أن يفقد قرابة ثمانين مواطنا وظائفهم التي حصلوا عليها خلال شهور التجربة الثلاثة والبعض نعى خسارة «أمواج» لإيجار ذلك البيت، صحيح أن بعض الإسلاميين (يزودونها حبتين) أحيانا ويطرحون قضايا لا تستحق إثارة الضجة بشأنها وإشغال المجلس النيابي بما لا يجب إشغاله، لكن قضية الأخ الأكبر كانوا على حق فيها.
لماذا تكون البحرين دون دول الخليج حقل تجارب؟ ما هي هذه التجربة الغريبة؟ وما فائدتها؟ ماذا يضيف للطب أو للبيئة أو للحياة الاجتماعية؟ ما النتائج التي تتمخض عنها تجربة جمع عدد من الفتيان والفتيات في بيت واحد وتحت سقف واحد لبضعة أشهر والكاميرات تصورهم مستثنين الحمام من التصوير؟ لنسأل ماذا تكون نتيجة هذه التجربة الغريبة في النهاية؟ وماذا كانت تود هذه الشركة التوصل إليه والتي كما يقال رصدت للفائز مئة ألف دولار؟ هل كانوا يكتشفون بتجربة (الأخ الأكبر) كوكبا جديدا ليعيش الإنسان فيه إذا ضاق بكوكبه الذي سقط بكامله في يد القرصان الأميركي؟
هل سيكتشفون دواء لمرض عضال؟ هل سيتوصلون من خلال (أخيهم الأكبر) إلى علاج نفسي لكآبة الكثيرين بهذا الاختلاط.
شخصيا لم أتعرف بعد على عبقرية هذه البدعة العظيمة؟ ولم أجد ما يقنع ضمن هذا البرنامج بأن وراء هذه التجربة فائدة تستحق كل هذه الكلف سوى أنهم يريدون تمرير شيء يتعارض مع أخلاقيات أبناء هذا البلد وتقاليده - ألا يكفينا ما بلغناه من الخراب لتضاف اليه أشكال أخرى جديدة؟
العدد 549 - الأحد 07 مارس 2004م الموافق 15 محرم 1425هـ