إنهم يعترفون بأن ما فعله جلالة الملك لهم بإعادتهم إلى وظيفتهم نعمة كبرى، لأنه إعادة للاعتبار، وعودة إلى الحياة والعمل في المكان المناسب ليتمكنوا من العطاء الجاد في موقع قضوا جانبا من حياتهم فيه، فهل هناك أروع من أن يعود الحبيب إلى حبيبته والمغترب إلى وطنه والمريض معافى إلى أهله؟
هكذا وصف لي أحد موظفي بابكو الذين تم فصلهم من وظائفهم أيام قانون أمن الدولة الذي طالت سطوته قطاعا واسعا من المواطنين، وأضاف: إن إعادتنا إلى وظائفنا في بابكو كانت بمثابة إعادة للحياة من جديد. هذا هو الانفتاح الذي جاء به جلالة الملك وأحس به أولئك الذين تذوقوا الطعم الحلو بعد أن عرفوا مرارة المعتقل، هذا الانفتاح الذي جاء به الملك وأحس به أهالي المعتقلين والسجناء السياسيين، وسواء كانت عودة الحياة النيابية قد اكتملت أم ستكتمل، وديمقراطيات السبعينات ستأتي قريبا بفضل الطموح الكبير لجلالته وتصريحاته المتواصلة في كل مناسبة.
إن الغد سيكون أجمل واننا نسعى دائما من أجل توسيع قاعدة الديمقراطية، إن هذه الكلمات تقطر تفاؤلا، فهلا خلع بعض السياسيين المتشائمين عنهم ثياب الحداد متناسين تلك الحكمة الجميلة «تفاءلوا بالخير تجدوه» أم انهم تلك الفئة التي قال عنها الشاعر إيليا أبوماضي:
وترى الشوك في الورود وتعمى
أن ترى فوقها الندى إكليلا
هكذا روى لي الموظف آماله وعشمه في أن يأمر أبوسلمان شركة بابكو التي أعادتهم إلى عملهم بأن يتعاطف مع عددهم المحدود الذي لا يكلف الشركة الكثير بأن يضيفوا إلى مرتباتهم على الأقل الزيادة السنوية التي كانت تضاف أيام كانوا على رأس عملهم، فالتضخم الذي حدث بين العام 1986 واليوم كبير بحيث لا يتناسب مع متطلبات الحياة.
ويضيف: نحن لا نطالب بالترقيات التي كنا سنحظى بها خلال تلك الفترة لو لم (يتقاشر) علينا قانون أمن الدولة، ولكننا نطالب بإنصافنا بإضافة الزيادات السنوية التي حُرمنا منها، مختتما بالقول: أنا واثق أن جلالة الملك لن يخذلنا، و«بابكو» ستتعاطف معنا وأنا أيضا متفائل وكلي ثقة بأن جلالته سيسمع هذا الرجاء من أبنائه ومن صحافي محب يدرك ان اليوم الأجمل مقبل مع انتهاء الظروف التي تتسبب في تأجيله
العدد 548 - السبت 06 مارس 2004م الموافق 14 محرم 1425هـ