يسأل العراقيون عن السر الذي يدفع قوات التحالف والشرطة العراقية إلى إخفاء الأشخاص والمعلومات التي تتعلق بالعمليات المختلفة التي تجرى في عموم العراق، ويكتفون فقط بالتصريحات التي تقول انهم ألقوا القبض على أشخاص شاركوا في اغتيال السيد محمد باقر الحكيم أو الذين ضربوا مقر القوات الأميركية في حي «14 تموز» أو الذين قاموا باغتيال عضوة مجلس الحكم عقيلة الهاشمي أو الذين فجروا أنابيب النفط في شمال العراق أو الذين نهبوا أجزاء من متحف بغداد أو مصرف الرافدين وأخيرا أشخاص شاركوا في مذابح عاشوراء الأخيرة.
ويقول العراقيون ان التصريحات تتكاثر في الأيام الأولى بعد أي حادث من هذه الحوادث، وكلها تؤكد ان الجناة وقعوا في ايدي قوات الحلفاء واعترفوا بجرائمهم وما ان يمضي بعض الوقت حتى يصرح احد أعضاء مجلس الحكم بأن التحقيقات لم تتوصل الى نتيجة وان من قام بالاعمال الاجرامية مازال طليقا، ولا نعرف شيئا عنه.
وأخيرا حينما حدثت فجيعة عاشوراء الأخيرة نطق العراقيون أول ما نطقوا به، هو ان هذه الاعمال ليست من عمل العراقيين وانما تستهدف اثارة الفتنة الطائفية وان المستفيد منها «أميركا وإسرائيل» وفي الحال صرح ناطق باسم القوات الأميركية بأن لدى هذه القوات أدلة دامغة على تورط «أبومصعب الزرقاوي» في هذه الاعمال. ورد تنظيم «القاعدة» في بيان نفى فيه التهمة، وقال ان الزرقاوي قتل قبل سنة في غارة جوية أميركية على مناطق شمال العراق.
ويعود العراقيون ويطالبون بالكشف عن هذه الأدلة اذا كانت فعلا موجودة ولكن من دون جواب، وكما هو الحال بالنسبة الى العناصر المشتبه فيهم والذين اعتقلوا من قبل القوات الأميركية ووجهت اليهم تهم المشاركة في العمليات المسلحة والاغتيالات.
فالعراقيون لا يعرفون اسماءهم ولا صورهم ولا تفاصيل عن حياتهم، فهم مجرد خبر يأتي ويذهب باسم المتحدثين عن «قوات التحالف» وهذه اللعبة التي يمارسها اعلام التحالف بعد اي حادثة من الحوادث بدأت تثير المزيد من الاستخفاف اضافة الى الشكوك بقوات التحالف في أوساط العراقيين، بل ان بعض السياسيين العراقيين يشير بأصابع الاتهام الى جهات أكبر من هؤلاء الاشخاص الذين يجرى اعتقالهم بين الحين والآخر وتأكيدا لذلك فإن التفجيرات المتواصلة والعمليات المسلحة التي تجرى هنا وهناك ومن دون انقطاع يمكن تصنيفها في اتجاهين، بعضها بفعل المقاومة التي تضرب المواقع الاميركية وبعضها بفعل مخططات مشبوهة تضرب الوحدة العراقية وتريد افتعال حرب طائفية وعرقية تجعل العراق والعراقيين أكثر ضعفا وغير قادرين على اثبات قدرتهم على الحفاظ على بلدهم، ومثل ذلك ليس من صلب العراقيين
العدد 547 - الجمعة 05 مارس 2004م الموافق 13 محرم 1425هـ