العدد 547 - الجمعة 05 مارس 2004م الموافق 13 محرم 1425هـ

حمد المعراج: البحرين تمتلك أحدث آليات الدفاع المدني

من أجل سلامة الآخرين يلقون أنفسهم في النار

1,18 مليون نسمة توفوا إثر حوادث الطرق في العام 2002، تمثل هذه الإصابات 2,1 في المئة من الوفيات في العالم.

تحتل التصادمات على الطرق المرتبة التاسعة بين الأسباب الرئيسية للإصابة بالمرض، هذا ما أكده تقرير منظمة الصحة العالمية.

من هذا المنطلق اختارت المنظمة الدولية للحماية المدنية والدفاع المدني «الدفاع المدني والسلامة على الطرق» شعارا للاحتفال بيوم الدفاع المدني - الأول من مارس/ آذار لهذا العام. 213 حادث طرق في البحرين باشرتها قوات الدفاع المدني في العام الماضي.

على الجانب الآخر وقف الذين يجدون سعادتهم عندما يلقون أنفسهم في النار من أجل الآخرين، الإنسانية نهجهم، وسلامة الناس رسالتهم، الراحة كلمة غريبة في قاموسهم قد لا يجدونها أبدا، عزاؤهم الوحيد في كلمة شكر من مصاب، أو في ابتسامة ناج.

إنهم أفراد الدفاع المدني الذين يضحون بأنفسهم، ويعتبرون عطاءهم واجبهم الوطني. والبحرين تحتفل بيوم الدفاع المدني، كان لابد من وقفة لهؤلاء الأفراد لالتقاط الأنفاس، وليدركوا ان هناك من يصفق لهم ويشيد بهم، ويمتن لهم كان لابد من وقفة معهم لنعطيهم شيئا من حقهم.

ضابط الشئون الإدارية والحماية المدنية بإدارة الدفاع المدني المقدم حمد المعراج يقول: «يأتي الاحتفال بيوم الدفاع المدني بناء على توصية من المنظمة الدولية للحماية المدنية والدفاع المدني، وباعتبار أن مملكة البحرين عضو في المنظمة، وبناء على توجيهات القيادة والحرص الكبير لوزير الداخلية تقوم البحرين بتنظيم الكثير من الفعاليات التي تتواكب مع شعار الاحتفال - الدفاع المدني والسلامة على الطرق».

وما مفهوم الدفاع المدني؟

- الدفاع المدني وفقا للقانون هو اتخاذ الإجراءات الضرورية لوقاية المدنيين وتأمين سلامة المواصلات، وحماية المباني والمنشآت والمؤسسات والمشروعات العامة، والأملاك الخاصة وصيانة الآثار والتحف الفنية من أخطار الغارات الجوية وغيرها من الأعمال الحربية والتخريبية، وتخفيف آثارها وبذل المساعدات للمتضررين من هذه الأعمال، وبصفة عامة ضمان استمرار سير العمل بانتظام واطراد في المرافق العامة في حالات الحرب والسلم والظروف الطارئة أو الكوارث العامة أو الأحكام العرفية مع كفالة الطمأنينة والاستقرار، والأمن القومي.

وكيف يتم تنفيذ مهمات الدفاع المدني؟

- من خلال وسائل متعددة منها، وضع الخطط الخاصة لوقاية المنشآت والمؤسسات والمشروعات والمرافق العامة وغيرها، ووضع الخطط لمواجهة الكوارث العامة وتهيئة الوسائل والامكانات للتصدي لها والحد من آثارها، بالإضافة إلى خطط الوقاية من أخطار الحرب وأعمال التخريب ومواجهتها وتخفيف آثار ذلك بالوسائل الخاصة من خلال الكثير من الوسائل.

التقدم والمخاطر

ولماذا اختير هذا الشعار؟

- وفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية للعام 2002 فإن إصابات الطرق تعد مشكلة صحية عمومية عالمية تؤثر على جميع قطاعات المجتمع، فقد قدر عدد من قضوا نحبهم في العالم نتيجة لهذه الإصابات بنحو 1,18 مليون نسمة، وتمثل هذه الإصابات 2,1 في المئة من الوفيات في العالم، وتسبب خسائر فادحة من حيث سوء الحالة الصحية، وفي العام 2002، احتلت التصادمات على الطرق المرتبة التاسعة بين الأسباب الرئيسية لعبء المرض، ووفقا للتقارير فقد تحتل المرتبة الثالثة بحلول العام2020 نتيجة إلى زيادة حوادث المرور.

ويواصل: «هناك ارتباط وثيق بين مستوى التقدم الذي يشهده مجتمع ما، والمخاطر الطبيعية المعروفة بالإضافة إلى المخاطر التكنولوجية الجديدة، ولا يخرج اختراع السيارة واتساع نطاق استعمالها خلال القرن العشرين عن هذه القاعدة حيث تشهد أرقام الوفيات التي تخلفها حوادث الطرق، مقرونة في ذلك بتزايد عامل التمدين الذي تشهده مجتمعاتنا، وهناك حوادث مميته تقع بسبب السرعة ولذلك كان لابد من شعار يركز على إمكان تجنب الحادث، وإظهار الطابع الذي يغلب على قيادة السيارات في هذه الأيام».

البلاغات

وكيف يتم التعامل مع الاستغاثات المختلفة؟

- في البحرين نتعامل مع الاستغاثات فور تلقي البلاغ، وللبلاغ ثلاثة أنواع، بلاغ عن طريق الاتصال بالرقم «999»، وتقوم باستلامه الغرفة الرئيسية في الأمن العام ثم يتم تحويله على جهة الاختصاص، ويتم التأكد من صحة البلاغ قبل تحرك قوات الاستغاثة.

والنوع الثاني يكون بحضور المبلغ شخصيا إلى أحد مراكز الدفاع المدني، أما النوع الثالث فيكون من خلال الخط المباشر بين بعض المباني والمؤسسات والدفاع المدني، وهنا تتحرك القوات في حال دق الإنذار الخاص بهذه المباني.

وبشكل عام فإن التعامل مع هذه الاستغاثات يكون عن طريق تحسين التقنيات وهي من مهمات الدفاع المدني الرئيسية، بالإضافة إلى توفير تدريبات خاصة للمنتسبين إلى الدفاع المدني المعنيين بالتدخل إزاء حوادث الطرق تشكل حالة خاصة من بين حالات الإغاثة الجماعية التي تطبق تقنيات مقننة تتكيف والمهمة الموكلة إليها كما تتكيف والظروف التي تضطلع فيها هذه المجموعة بعملية التدخل، فحادث السير يمكن أن يقع في وسط حضري كما يمكن أن يقع في منطقة قروية، على طريق أو شبكة سيارة ويفرض هذا الحادث استخدام معدات خاصة للوصول إلى الضحايا ولتخليصهم من دون أن يؤدي ذلك إلى تفاقم خطورة هذا الحادث أو إلى أي تأخير، وفي غالبية الأحيان تكون هناك حاجة ملحة إلى توفير العلاج الطبي اللازم للضحايا في مكان وقوع الحادث.

معوقات الإنقاذ

وما معوقات الإنقاذ في هذه الحالات؟

- تحتاج هذه الإغاثة المتخصصة إلى مدة ما من الوقت قبل أن تتمكن من الوصول إلى مكان الحادث، ولذلك لابد أن يحرص الجمهور على إعطاء فرص لسيارات الإغاثة للمرور لأن الدقيقة الواحدة تفرق في إمكان الإنقاذ، بعض الجمهور لا يعطون سيارات الدفاع المدني هذه الفرصة، والبعض الآخر يترك سيارته في موقع الحادث ويذهب هو ليشاهد الحادث ما يعرقل الحركة المرورية ويساهم في إعاقة الحركة لسيارات الإنقاذ القادمة ويمنعها من الوصول لموقع الحادث.

وفي حال وجود جروح كبيرة فإن إنقاذ المصاب يتوقف - بشكل كبير - على ما يمكن أن يتلقاه من إسعافات أولية خلال اللحظات الأولى التي تلي الحادث، في هذه الحالة فإن الأشخاص الذين يوجدون في مكان الحادث هم الذين يمكنهم التدخل بشكل فعال لتقديم الإسعافات الأولية للمصابين مع عدم تحريكهم أو حملهم فربما تسبب هذا في حدوث مضاعفات للمصابين تودي بحياتهم، المهمة الأساسية للجمهور الموجود في موقع الحادث هو الاتصال بجهات الاختصاص سواء كانت إسعافا أو الدفاع المدني ومساعدتهم على القيام بمهماتهم على أكمل وجه.

ويواصل المعراج حديثه: «إن الجهود المبذولة في هذا المجال تعنى بتطوير دورات تدريبية بشأن الإسعافات الأولية، كما ينبغي تشجيع التدريبات التي تقدم ضمن الهياكل المحلية للحماية المدنية».

توقفت الأحاديث الرسمية لتبدأ أحاديث أخرى تحمل عبق خاص، عبق التضحية من أجل الإنسانية، هذه التضحية التي تمتزج بأجمل المبادئ والقيم الإنسانية، فمن أجل المبدأ يهون كل شيء حتى النفس.

مع بعض أفراد الدفاع المدني كان لنا لقاء.

خدمة إنسانية

إبراهيم مهدي يقول: «التحقت بالخدمة العسكرية في العام 1992، ثم التحقت بالدفاع المدني لم يكن هدفي مجرد الوظيفة، ولكنه كان الحلم الذي طالما حلمت به وتمنيته، فهذا العمل هو جسر الخدمات الإنسانية، بلا شك أرى حوادث كثيرة تؤلمني، يعصرني الألم عندما لا نستطيع إنقاذ مصاب، ولكنني أفكر في الهدف الأكبر الذي يتمثل في خدمة الناس».

ويؤيده زميله عادل درويش ويقول: «نتعرض كثيرا للخطر، ولكننا لا نبالي، لأن هدفنا أكبر، في أحد الأيام كنت أقوم بإنقاذ مصاب محشور في إحدى السيارات، وكنت السيارة معرضة لحدوث التماس كهربائي، كل ما فكرت فيه إنقاذ حياة المصاب ولم أفكر في حياتي أنا، والحمد لله تمت المهمة بنجاح».

ويرى حميد عيسى ان العمل في الدفاع المدني لا يعد وظيفة، ولكن يخرج من هذا الإطار إلى الواجب والشعور بالمسئولية، يعلق: «الخطر لا يعرقل عملنا، لا يثنينا عن هدفنا الأكبر العمل في قوات الإنقاذ يتطلب مواصفات خاصة، من أهمها الإيمان بالمهمة الموكلة إليك، وإنك تساهم في إنقاذ حياة إنسان، وإنقاذ عائلة بأكملها، لذلك فمن يختار العمل في الدفاع المدني لابد أن يدرك تماما إنه ملك لهذا العمل، وإن حياة الآخرين أمانة لابد من محاولة الحفاظ عليها، ونحن نتعلم في الدفاع المدني أن نحمي حياتنا أولا حتى نستطيع حماية حياة الآخرين».

هؤلاء هم أفراد الدفاع المدني يعرفون معنى أن يعطي المرء، ومعنى أن يضحي ومعنى أن يكون في نهاية القائمة

العدد 547 - الجمعة 05 مارس 2004م الموافق 13 محرم 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً