في وقت يحتدم فيه النقاش عن بعض الفعاليات التي تجرى في البحرين والتي تهدف إلى جذب المزيد من الاستثمارات إلى المملكة علينا أن نوجد فريقا يكون مسئولا عن توعية الجمهور بالفعاليات التي ستجرى وأن يكون ذلك الفريق لديه القدرة واللباقة بالإضافة إلى الخبرة للتعريف بالمشروعات سواء الاقتصادية منها أو السياحية لأن الحوادث الأخيرة أثبتت عدم التنسيق بين الجمهور والناس العاديين الذين ليس لديهم القدرة على استيعاب التطورات التي تجري حولنا حتى لا نغلق باب الدخول ونفتح باب الهجرة للشركات التي بدأت في الآونة الأخيرة التقاطر على هذه المملكة وأعتقد أن هذا واجب الإعلام وهو قادر إن رغب في ذلك في أن يحول التفكير عن أمور روتينية نراها كل يوم تقريبا على شاشات التلفاز ولا نعترض عليها وكل ما نحتاج إليه فريق ذو حنكة ليحاكي التحولات التي تجري على هذه الأرض الطيبة.
نحن في حاجة ماسة إلى مثل هذا الفريق قبل أن تسقط السلة من أيدينا وتقتنص دول الجوار كل فجوة للاستفادة منها ومن حقها أن تفعل ذلك إذا أخفقنا نحن في اتخاذ الريادة في اقتناص الفرص المتاحة وتحويلها إلى مشروعات عملاقة ولنعتبر ولو قليلا بإمارة دبي التي تحولت إلى منتزه في بضع سنوات في حين بدأنا نحن نتراجع شيئا فشيئا وهذا التراجع يهدد مستقبلنا ومستقبل الأجيال المقبلة ولا اعتقد أنهم سيرحموننا وسيصبون جام غضبهم علينا إن نحن تقاعسنا عن أداء الواجب وتركنا الحبل على الغارب بحيث تتحكم في مصيرنا ومصير أولادنا ومصير بلادنا فئة قليلة لا أقول أبدا إنها غير ذات غيرة على وطنها ولكنها غير ذات نظرة ثاقبة إلى المستقبل الذي نتطلع إليه ويكفينا أن نقول لهم انظروا ماذا فعلتم بالبحرينيين الذين انضموا إلى قوافل الباحثين عن عمل الذين يزدادون يوما بعد يوم دون أن نجد الوسيلة السليمة التي توفر لهم حياة حرة كريمة في بلدٍ هم أولى به من غيرهم.
نتطلع بصدق وإيمان عميقين إلى أن المسئولين سيأخذون بكل جدية تشكيل فريق مهما كان صغيرا يقوم بترويج البحرين كبلد آمن حر مستقل في الداخل والخارج ويقوم كذلك بنشر هذه المفاهيم للناس الذين يعيشون فيه من خلال وسائل الإعلام ومدى حاجتها للمشروعات المستقبلية التي يتم التحضير لها لا أن يتم كل ذلك خفية بين الكواليس من دون علم أحد حتى لا يقع الفأس على الرأس ونبكي على اللبن المسكوب
العدد 545 - الأربعاء 03 مارس 2004م الموافق 11 محرم 1425هـ