العدد 545 - الأربعاء 03 مارس 2004م الموافق 11 محرم 1425هـ

الكونغرس يحقق في معلومات الجلبي وتضليله للاستخبارات

هل أوشك دوره على الانتهاء؟

محمد دلبح comments [at] alwasatnews.com

.

تتصاعد دعوات التحقيق في الدور الذي لعبه عضو مجلس الحكم المعين في العراق أحمد الجلبي وجماعة المؤتمر الوطني العراقي الذي يتزعمه والمحسوب على المتطرفين في البيت الأبيض والكونغرس والقيادة المدنية لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، في الترويج للمعلومات الاستخبارية المضللة والكاذبة عن أسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة التي استخدمها الرئيس الأميركي جورج بوش وكبار مساعديه في حملتهم لتبرير الحرب على العراق واحتلاله، مقابل الحصول على أموال نقدية من البنتاغون تقدر بملايين الدولارات. وفي الوقت نفسه قال مسئول عسكري أميركي يشارك في الخطط الأميركية الخاصة بالعراق، ومن أشد منتقدي الجلبي وجماعته «إن دور الجلبي أوشك على الانتهاء، وأن الوقت قد حان لذلك.» مضيفا أن «الكثير من المعلومات التي قدموها كانت مشكوكا فيها منذ البداية وكان بعضها زائفا بصورة مضحكة. ومع ذلك فقد ظلت مستمرة، وأنه في اللحظة التي وصل فيها الجلبي وجماعته إلى بغداد أخذنا نسمع عن قصص مرعبة عنه باستيلائه على ممتلكات الناس الآخرين، وبيوتهم وما إلى ذلك. وإننا الآن ننظر لنرى إن كانوا حشروا أنوفهم في عملية إعادة الإعمار بعد الحرب، والمكاسب المتأتية عن العقود.

وكانت البنتاغون علقت الأسبوع الماضي بعد احتجاجات من شركات بولندية منافسة، عقدا بقيمة 327 مليون دولار كانت منحته لشركة «نور يو إس إي» التي يملكها أبو الهدى الفاروقي بمشاركة مع الجلبي.

وذكرت مصادر في الكونغرس والإدارة الأميركية أن الأعضاء الديمقراطيين في مجلس النواب الأميركي طلبوا من وكالة الاستخبارات العسكرية تسليمهم سجل المعلومات والتقارير الاستخبارية التي قدمها جماعة المؤتمر الوطني العراقي (المعارض سابقا) لمراجعتها لمعرفة مدى دقتها وصدقيتها.

وذكرت مصادر الكونغرس أن الأعضاء الديمقراطيين يتملكهم الغضب إزاء التقارير التي تذكر أن وكالة الاستخبارات العسكرية التابعة للبنتاغون تواصل دفع نحو ما بين 3-4 ملايين دولار سنويا لجماعة الجلبي لصالح «برنامج جمع المعلومات» الذي كان بدأ العمل به في العام 2001، على رغم أن جميع المعلومات التي سبق أن قدموها عن أسلحة العراق وارتباطاته بتنظيم «القاعدة»، تتسم بالزيف. وما ساهم في تصعيد موقف الديمقراطيين أن الدفعات المالية تتواصل في الوقت الذي تجري فيه سبعة تحقيقات مستقلة عن تلك المعلومات الاستخبارية من بينها التحقيق الذي تجريه لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ عن دور جماعة الجلبي في تقديم تلك المعلومات.

وكان رئيس فريق التفتيش الأميركي في العراق ديفيد كاي أثبت زيف كل المعلومات التي استندت إليها الاستخبارات الأميركية لتبرير غزو العراق، مؤكدا أن بغداد لا تمتلك أسلحة محظورة.

وإلى جانب علاقاته المتميزة مع متطرفي البنتاغون، فقد نجح الجلبي في إقامة علاقات متميزة مع مكتب نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني ما جعله يحظى في واشنطن بلقب «رجل البنتاغون في العراق». ويعرف عن الجلبي حرصه على أن يقيم العراق علاقات «سلام» مع الكيان الصهيوني ومنح الولايات المتحدة قواعد عسكرية دائمة في العراق لكي تستخدمها واشنطن في حربها ضد ما تسميه «الإرهاب».

وعلى رغم أن البنتاغون ووكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) في عهد الرئيس السابق بيل كلينتون في التسعينات من القرن الماضي، لم تثق في معلومات جماعة الجلبي بسبب وجود مصالح خاصة قوية له في الإطاحة بصدام، إلا أن الأمور تغيرت في عهد الرئيس بوش. وقال مسئول أميركي كبير إن قدرا كبيرا من المعلومات التي قدمها جماعة الجلبي لم تكن مفيدة.

وقال مسئولون أميركيون كبار أن المزاج العام في البيت الأبيض تجاه الجلبي وجماعته قد تغير بشكل واضح في أعقاب التصريحات التي كان أدلى بها لصحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية في الثامن عشر من شهر فبراير/ شباط الماضي التي قال فيها أنه ليس من المهم أن تكون المعلومات التي قدمتها جماعته قبل الحرب على العراق صحيحة أم لا نظرا لأن الهدف الذي سعت له قد تحقق وهو الإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين. وقال الجلبي «نحن أبطال واقعون في خطأ. وفي رأيي أننا نجحنا بشكل تام. لقد ذهب الطاغية صدام حسين وجاء الأميركيون إلى بغداد». مضيفا في إشارة إلى تأكيده العلاقات المتميزة مع إدارة بوش أن «إدارة بوش تبحث عن كبش فداء ونحن مستعدون لذلك إذا أراد».

وقالت مصادر مطلعة إن الرئيس بوش شعر بالغضب من تصريحات الجلبي، وقرر معرفة ما إذا كان جماعة «المؤتمر الوطني العراقي» أو أي شخص آخر له علاقة بهم قد سعوا إلى الاستفادة من الحرب على العراق. وقال مسئول أميركي كبير «إن دور (الجلبي) أوشك على الانتهاء».

وذكر العضو السابق في مجلس سياسة الدفاع ريتشارد بيرل الذي يعتبر أبرز المدافعين عن الجلبي أن الأخير بعث بعد يومين من نشر الصحيفة تصريحاته برسالة إلى «الديلي تلغراف» في 20 من الشهر الماضي قال فيها إن الصحيفة أخطأت في اقتباس تصريحاته، وقال إن تقرير الصحيفة «يتضمن أنني اعترفت بنشر معلومات مزيفة، إن هذا بالتأكيد غير صحيح. وللتاريخ فإن المؤتمر الوطني العراقي لم يقم مطلقا بتدريب منشقين عراقيين أو أننا قمنا بتقديم معلومات كاذبة».

ويرى مراقبون أن الجلبي خسر باستقالة بيرل من مجلس سياسة الدفاع، سندا قويا له في واشنطن، فيما نفى بيرل الجمعة الماضي أنه قدم استقالته في 18 الشهر الماضي بناء على طلب البيت الأبيض

العدد 545 - الأربعاء 03 مارس 2004م الموافق 11 محرم 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً