العدد 545 - الأربعاء 03 مارس 2004م الموافق 11 محرم 1425هـ

حيث تركت صبيّا

حلمت بأزهار بيتك

حين الرّبيع

تساءل مذّكرا

عن غيابي...

توخيت أن أهمس

الكلمات التي

تتواتر في ناظريّ...

وعند وقوفي ببابك

سآءلني طائر...

عن حمامته الهاربة

وحدّثني ساهرا...

عن لياليه كيف انقضت

وتسرّب منها

سؤال قديم...

وقد كنت أحمل

من طيّبات الهوى

نجمتين...

وأرسم في ضوء عيني

كلاما جميلا...

عن البحر

عن أنفس تتشهى السّفر

وعن ياسمين

تذّكرت رائحة

ملأ جنبيه...

تذكّرت أني

تلبّست طفلا

يشاركني مرحي؛

تعلّمت منه البكاء

وزاولت في راحتيه الغناء...

رقصت مع النغمات البريئة

مع طفلة

عذبة الشفتين؛

كانت تحدّثها جدّتي

عن مكان بعيد:

عن النسمات التي

تتشرّب ماء المحيط

عن النّورس المتخشّب

بين صدى الغابرين

وعن كل أعجوبة

تتخطّى «المكان البعيد»

سيمضي عليّا الشتاء

ومازالت الريح

تحفظ وجهي عن الغيم

توغل بي

في دروب

من الفيفساء الجميلة

حيث تركت صبيا

ألاعب حبّة قمح

أشاطر آنستي أنسها

وأراود من باب جاري

الحديقة

يمرح فيها صبي صغير

سيمضي عليّا الشتاء

وما من يد لمستها ظنوني

ولا شاطئ حدّثته الأنامل

لا موت

لا صحوة

لا لقاء يباشر عنّي الكلام:

عن الصخرتين هنالك

تقتسمان المساء

عن بكائي

الذي يشبه الأكمات

عن لياليّ

تفترش الموج

ورقاء

لا تستطيع النجاة

لا تستطيع النّجاة





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً