مثل كثير من الناس بعد افتتاح جسر الملك فهد بين البحرين والمملكة العربية السعودية أصابهم هوس السفر عن طريق السيارات قررت أن أحذو حذوهم وأشاركهم الوقوف في ذلك الطابور الطويل الممل من منطلق «حشر مع الناس عيد»، وعندما وصلت إلى نقطة الحدود مع المملكة سلمت جوازي كغيري لمكتب الجوازات لختمه وكان معي صديق أيضا دعوته للسفر معي وكان هو الآخر يزور المملكة عن طريق الجسر لأول مرة.

المهم أنه ما أن تناول الضابط المسئول جوازه حتى ختمه على عجل وأعاده إلينا، وجاء دوري وإذا بالضابط نفسه يعيد ويكرر في الضغط على أزرار الكمبيوتر، مرت عشر دقائق ثم عشرون دقيقة وكأني بالطابور الطويل الذي خلفي يلعنوني لأنني تسببت في تأخيرهم. سألت الضابط بعدما سئمت طول الوقوف هل هناك أمر يجعلك تؤخر جوازي قال نعم إن اسمك مرّ بي على قائمة الممنوعين من الدخول، قلت لقد سبق أن زرت المملكة مرات بالطائرة لعلاج بصري في جدة، فما استجد في الموقف لتمنعني السلطات السعودية قال بشكل مهذب (لا يا أخي لا تلوم السلطات السعودية فالمنع يأتي من قبل سلطات الأمن في بلادكم، فقائمة المنع تصدر من قبل البحرين).

قلت بشيء من الاستنكار لو كان الأمر كذلك لمنعوني من الخروج من قبل الهجرة في نقطة حدود البحرين! قال: يا أخي ما بكذب عليك وباحلف لك أن المنع (مش من جهتنا) المهم بعد نصف ساعة وبعد أن طلب مني أن أقف بعيدا عن الطابور عاد ليقول لي (فرجت) يبدو أن اسمك قد ألغي من القائمة وتفضل مع السلامة.

وحدثت الحكاية نفسها مع أحد الأصدقاء وعلى رغم أنه كما يقول لا يرغب كثيرا في السفر فإنه تحت إلحاح زوجته والعيال قرر السفر عن طريق جسر الملك فهد يقول: وأخذنا المكسرات والشاي والقهوة ومن سوء حظي أن جارتنا طلبت من زوجتي مرافقتنا، وما ان وصلت إلى نقطة مرور السعودية حتى خُتمَتْ جوازاتنا وتَحركتُ بسيارتي لكن ما ان مرت بضع دقائق وإذا بإحدى سيارات الشرطة تسرع خلفي ويأمرني الضابط بالوقوف ويقول: (الرجاء أن تعود فقد اتضح أنك ممنوع حسب قائمة بلادكم من الدخول). يقول هذا الصديق لم أنزعج من هذا الموقف لكن إحراجي كان كبيرا مع زوجة الجار التي جاءت معنا فلعنت الساعة التي وافقت فيها على اقتراح أم العيال؟ هذه المواقف تجعلني أهمس في أذن النائب الكويتي أحمد السعدون من بعيد وأقول: (لا داعي لإحراج الحكومتين فالقضية معروفة ومحسومة)