الأعمال الإرهابية في الأراضي المقدسة في العراق لا يمكن أن يقوم بها من يؤمن بالله ورسوله محمد (ص)، إلا اذا كان ذلك إيمان الجاهل الذي لا يزيده إيمانه إلا بعدا عن الله... هؤلاء يعيشون على الفتنة ويرون نهايتهم في أن ينعم الناس بهدوء واستقرار وتفاهم وحوار. والذين يحاولون تصدير الجهل والقتل العشوائي إلى بلد مثل العراق فإنهم مخطئون، لأن العراق لايقبل ان يتحول الى الجهل والعصور الحجرية.
على أن الذين قاموا بالتفجيرات في كربلاء والكاظمية سيصدمون بردود فعل من كل الغيارى من أبناء العراق والمسلمين وغير المسلمين الذين يحترمون الناس والدين، فمن لا يحترم الإنسان لا يحترم الدين. والعراق تعرض لمثل هذه الأعمال التي استهدفته واستهدفت وحدة شعبه واستطاع التغلب عليها بالاعتماد على أصالته وقوته. فالعشائر العربية هي التي حمت المراقد المقدسة في الماضي عندما تعرضت لمثل هذه الهجمات، بل ان القرن التاسع عشر شهد تحول عدد من تلك القبائل من المشاهد الصامت الى المدافع الأكبر عن كربلاء والنجف والكاظمية وسامراء. وشهد القرن التاسع عشر توسع نفوذ المرجعية الدينية في القبائل الى درجة التزاوج بين العائلات العلمية الدينية والعشائر العربية بعد ان ارتبط مصيرهم بعضهم ببعض.
وهذا ما هو متوقع حدوثه، فالعشائر العربية التي ربما تختلف فيما بينها ستعيد قوتها وستنضم إلى المرجعية الدينية وإلى المؤسسات الحديثة وستتعاون فيما بينها وستقوى أكثر وأكثر وستقضي بإذن الله على مصادر الإرهاب والجهل والعبث بحرمة الناس والدين.
لقد فجع شعب البحرين يوم أمس وهو يحيي ذكرى العاشوراء بما حدث في العراق الذي مازال تنزف جروحه بسبب عهود الظلم البعثية التي قادها صدام حسين وغيره ممن لم يعرفوا للحياة معنى سوى قتل الآخرين وتعذيبهم والتمثيل بهم. لقد انتهى ذلك الطاغية وسينتهي ايضا كل جاهل وكل ارهابي يقتل الأبرياء وسينتهي إلى ما هو أسوأ من حال صدام وأشباه صدام في العراق وخارج العراق.
عزاؤنا للشعب العراقي ولرموزه، ولاسيما للزعيم الديني الأكبر السيدعلي السيستاني الذي يقود شعبه الى بر الأمان بحكمة كبيرة تسعى إلى ضمان مستقبل عادل لكل العراقيين بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو الاثنية. وعراق لديه أمثال السيستاني هو عراق خير وخصوصا ان لديه كل ما يحتاج إليه لاستعادة مجده وقوته وتسلم المكانة التي يستحقها.
اختلطت أحاديث الناس يوم أمس أثناء حضورهم المآتم للاستماع إلى مقتل الإمام الحسين (ع) وأثناء خروجهم في المواكب بالأحاديث عن آخر أخبار العراق، بينما توجهت الأنظار إلى خطبة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي ارتفع صوته في كثير من المنازل التي تابعت ما يبثه تلفزيون «المنار».
لقد كان موسمنا الحسيني من أفضل المواسم التي تشهدها البحرين بفضل تضافر الجهود ودعم بعض الجهات الرسمية للجهود الأهلية، فعشنا أياما من أيام الله التي تقرب الناس بعضهم ببعض وترفع من شأنهم بما يفيدهم في دينهم ودنياهم... ولكن أخبار العراق عكرت مزاج الناس الذين تألموا لذكرى الحسين (ع) ولمشاهد بثتها القنوات الفضائية في كربلاء والكاظمية وكأنها مشاهد من معركة دامية تسبب فيها جهل بعض الحاقدين على الاسلام وعلى العراق
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 544 - الثلثاء 02 مارس 2004م الموافق 10 محرم 1425هـ