بقي «الأخ الأكبر» وحيدا بين التيارات التي يرى الإسلاميون والمحافظون منها أنه خروج عن القيم والأعراف والدين والتقاليد، في الوقت الذي يبدي الليبراليون استغرابهم الشديد لهذه الحملة على اعتبار أن لا حرج في كل ما يحدث في البرنامج، بينما الـ «أدريون» يرون أنها الطريقة المثلى لإخراج الشباب من دائرة التسييس، ربما إلى دائرة «التتييس».

إلا أن صوت عدد من المستثمرين ظل يتردد دائما - في هذه الفترة- محذرا من انتكاسة ربما تواجهها الاستثمارات الخارجية في البحرين إذا ما استمر التجاذب لفترة طويلة إزاء عدد من الأنشطة، وخصوصا ما يتعلق منها بالفنون.

وإذا كان لنا أن نناقش بمنطق بسيط هذه المخاوف، فيمكننا القول إن إغراق الشباب في هذا النوع من البرامج التي تنطلق بقوة الصاروخ، وتتسع كالنار في الهشيم، وتبتلع كالرمال المتحركة، جدية الشباب، وقدرتهم على اللحاق بالعلوم المتطورة، وتبسط الحياة جدا أمامهم، وتركز الفرص السهلة للربح الذي لا أساس له ولا جذور، سيخلق مشكلة مستقبلية أعمق بكثير من الأرباح الراهنة، إذ أن التكالب على «تسفيه» الشباب كفيل بصرف قطاع كبير منهم عن التحصيل العلمي الجاد، ولن يجد المستثمرون أنفسهم في نهاية المطاف محاسبا كفؤا لشركاتهم، ولا مهندسا خلاقا، ولا طبيبا ماهرا، ولا معلما جيدا، ولا مصرفيا حاذقا إلا من غير بني جلدتهم، وبالتالي سيتعمق الاعتماد على الكوادر الأجنبية التي قدرت تحويلاتها المالية في العام 2001 إلى خارج المنطقة بـ 25 مليار دولار سنويا، وذلك بدلا من دوران هذه الأموال في المنطقة إسهاما في تنميتها، عبر الاعتماد على الكوادر المحلية التي تأسست تأسيسا علميا قويا ومبدعا، يسهم فيه المستثمرون اليوم بروح وطنية عالية لا شك أنهم ينطوون عليها