غامرا تأتي، يحدوك خلاص العالم، ويحدو البشر كل البشر موقف فيه بعض من إبائك ، وشيء من حنوّك ، وومض من سناك.
اذا استجلى الحر تاريخ المروءات فلن يقدّر له ا لوقوف على مروءة بحجمك في دنيا الناس وسيرة الخلود، واذا تمعن العطاء لله وفي الله، فلن يجد أنموذجا عملاقا بحجم ذراك، وإذا تفحّص الأثر، فأثرك في امتداده أعاد للقيم بهاؤها وللشرف هيبته وللسؤدد مفصليته في المعنى من الحياة.
أشعر برهبة المثقل بالخطايا أمام محيط نقائك وطهرك، واشعر بتلعثم المسئ أمام منار حجّتك، وأشعر بصِغَر ممعن أمام استحواذك الكوني على أفئدة النيرين من بني الإنسان.
لا يوم كيومك يا أبا عبدالله، يوم تمخض عن الرفيع من العظمة أمام الوضيع من أشباه البشر، يوم تجلّى عن المبهر والرائع مما سطّرت وآلك وصحبك أمام الحالك والمريع مما اقترفته أيد شلّتْ، وجحافل ذرتْها رياح المطامع وأصبحت في مهبّ اللعنة والنسيان في ضمير الزمن.
قبس
ووحدك انتصرتْ
في زمن ترهن فيه الخيل والمروءه...
وترهن النبوءه...
وأنت قد صدَقتْ...
لو أن هذي اللغة العقيمةْ...
تقرأ ما كتبتْ...
لانتفض الحرف على تاريخه
والسيرة القديمةْ...
لأنهم ماعرفوا خلاصهم فيك
وماتوا كمدا... رحلتْ
حرّرتنا من صنم العصر
ومن سلالة الأوثانْ...
حرّرتنا... حرّرت فينا
قيمة الإنسانْ
يارجلا أكبر من أحلامنا... آمالنا
يصعب أن يطاله النسيانْ...
هل أنت الا صرخة دكّت بُنى الشيطانْ؟
نبحث عن محمد فيك وعن عليّ...
نبحث في زماننا عن راية النبيّ...
بلادنا مفتوحة للنهب والخرابْ...
«حمامة» السلْم التي أطلقها
الشيطان يا عظيمنا «غرابْ»...
ونحن بين الوهم والسرابْ...
من غيهب القهر
ومن غيابة السجونْ...
أبث يا منقذنا الشجونْ...
فالشمس ذات الشمس كالرمدْ...
جيوشنا «جرّارة»
والحمد لله ولا «أحدْ»!!!.
تركتنا ونحن في دوّامة الأحزانْ...
ليس لنا مكانْ...
كأننا منذ زمان خارج الأزمانْ...
تركتنا والأرض في رحابها
يمرح طاغوت وصولجانْ..
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 543 - الإثنين 01 مارس 2004م الموافق 09 محرم 1425هـ