الله الله في الغريب اذا استبدت به غربته... الله الله في اليتيم اذا أحرجته الأعياد الشحيحة... الله الله في امرأة تركها العائل في مهب الحاجة والإنكسار... الله الله في طفل تاه في زحام ساذج فما بالك بزحام ملؤه الرعب والليل والنار والمفازات؟... الله الله في الأسير وهو يشيح بنظره تجاه أفق لا يُرى... الله الله في امرأة جللتها النوائب... الله الله في أخ يفيض بوفاء يسع الدنيا... الله الله في أخت تحن الى الباهر من الأوقات... الله الله في القتيل مقصى عن مكانه الأول... الله الله في عيون كحلها الخوف ومصارع الأحبة...الله الله في صاحب الثأر يبحث عن القتلة المتوارين في زي حماة الثغور... الله الله في دم يبحث عمن يعيد الإعتبار الى الملة... الله الله في طفل زاغت عينه لخسة الذبح... الله الله في طفلة مرتهنة لطامع في حطام يسلبها قرطا فيتبعه احتجاج الدم... الله الله في عقيلة آلها تُستعرض في البلاطات الماجنة والمفازات الوقحة... الله الله في حكمتها الماثلة للعيان كأنها النار تهتك ليالي الظَلَمَة... الله الله في العليل حين يحول بينه وبين الثأر عارض شاء الله أن يكون حفظا لبقية الله وصفوته... الله الله في بلاغة ترمي الى استعادة الوعي لحضوره... الله الله في ذبيح علّم الدنيا الفارق بين الحضور وغياب في الذروة من النقيض... الله الله في عرس يسخر من موت يدّعيه القتلة فيما هو في الصميم من الحياة... الله الله في ماء رفع راية لابتزاز الصفوة من خيرة البشر... الله الله في بوغاء أحيت آمالا عراض لأمة في الرمق الأخير من الإحتضار.

قبس

حررت بالدين أرواحا مكبلة

وصغت بالحق أجيالا من الجلَدِ

ورحت كالغيث هتانا بمقفرة

وفيض جودك لا يعيا بري صدي

يا جوهر اللين في بأس يخالطه

لأنت في لحظات البأس كالبَرَدِ

اليك أشكو ضياعا طال موقفه

فخيلك اليوم في تيه من الكمَدِ

وسيفك اليوم أنفال مبعثرة

على المرابين لم يصدر ولم يردِ

وجندك اليوم في ذل تخطَّفهم

قرع النواقيس في صحو وفي سَهَدِ

مستعبدون لعبد كلما رفعوا

هاماتهم قال:لم أولدْ ولم ألِدِ

ودعوة اليوم تغريب وقد سفهتْ

تدعو الى الغيّ بعد الرشْد والرشَدِ

تلك البقاع التي أضحت مضرجة

تود من يومها فجرا لكل غد

بوركتَ ان دم الأحرار متقد

على الطريق يجلّي كل معتقد

على الطغاة فتى يسعى لرفعته

حبل من النور أو حبل من المسد

مذبذبون كأن الخزي شيمتهم

يُستنفرون على شلو من البدَدِ

يسترسلون اذا ما البغي جاذبهم

لهو الحديث وفي الصيحات كالزبد