العدد 2741 - الإثنين 08 مارس 2010م الموافق 22 ربيع الاول 1431هـ

ملامح من العراق الجديد

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

بدأت المؤشرات الأولى لنتائج الانتخابات العراقية ترسم صورة أولية للمشهد العراقي الجديد للسنوات الأربع المقبلة.

لقد قيل الكثير عن رغبة الشعب العراقي بالتغيير، وقيل أكثر عن حجم التغيير المتوقع، إلا أن المفاصلة المذهبية ظلّت مؤثرة إلى حدٍّ كبير. فمما أظهرته الأرقام الأولية، هناك انحياز كتلة شيعية كبيرة إلى قائمة نوري المالكي، مقابل انحياز سني مماثل نحو كتلة إياد علاوي، الذي رغم كونه شيعيا علمانيا إلا أن هذه الانتخابات كرسّته زعيما سنيا كما قال أحد العراقيين الطرفاء.

قراءة أرقام نسبة المشاركة تعطي بعض الدلائل المهمة للمتابعين. فإذا تركنا الشمال الذي يحكمه الأكراد منذ عقدين كاملين، فإن نسبة المشاركة في العراق العربي بقسميه السني والشيعي، يعكس بعض التحولات الداخلية المهمة. ففي المناطق الغربية (السنية) التي تصدّرتها قائمة علاوي كانت نسبة المشاركة بين 60 و70 في المئة.

وإلى جانب الرغبة في عدم تكرار خطأ المقاطعة، يُرجع بعض العارفين بالشخصية العراقية ذلك إلى روح التحدّي بسبب التهديدات للمشاركين، وخصوصا أن أكثر الاعتداءات الإرهابية والتفجيرات استهدفت المواطنين السنّة. وهو ما جعل أئمة المساجد في الفلوجة مثلا يوجّهون النداءات عبر مكبرات الصوت بضرورة المشاركة، في احتجاج علني صارخ ضد مشروع «القاعدة» وامتداداتها، الداعي لتخريب الانتخابات.

نسبة المشاركة في الجنوب والوسط لها دلالاتها أيضا، فقد كانت أعلى نسبة في بابل (63 في المئة)، وانخفضت إلى أدنى درجةٍ في واسط (48). واللافت أن نسبة المشاركة في المدن الدينية تراوحت في الخمسين (النجف 59، وكربلاء 55)، رغم حثّ المرجعيات الدينية على المشاركة... والنسبة الأخيرة تتكرّر في البصرة.

هناك حقائق على الأرض، وربما من المبالغة توقّع أن تأتي الانتخابات الأخيرة بتغيير كبير، لكنها على الأقل ستعيد ترتيب الوضع العراقي وتعيد توزيع القوى بين الكيانات والتحالفات السياسية الجديدة. وهي طريقةٌ أسلم وأكثر أمنا وأقل ضررا من استفراد أية طائفةٍ أو عشيرةٍ أو شخصٍ بالحكم. فالعراقيون جرّبوا الحكم الفردي لقرونٍ متتابعة، وربما تكون هذه واحدة من الفرص التاريخية النادرة للخروج من الحلقة المفرغة التي تعيد إنتاج الدكتاتوريات المدمّرة.

العراقيون يشعرون أن بلادهم نزفت بما فيه الكفاية، جرّاء الحروب والصراعات المفتعلة، وآن لهذا المرجل أن يهدأ. ومن أفضل ما يمكن أن يعمله الجيل الحالي لنفسه وللأجيال المقبلة، أن يؤسّس لثقافة تداول السلطة، وحكم القانون، ومساواة صوت كل عراقي لصوت أخيه دون مفاضلةٍ أو تمييز... وليكن الحكم لصناديق الاقتراع دون تلاعب أو تزوير.

المتوقع أن يكيّف العراقيون أنفسهم ويتعايشوا مع الوضع الجديد، لكن الخشية أن الثقافة الجديدة المحمّلة بمصطلحات التداول السلمي للسلطة والأحزاب والتعددية... قد لا تجد قبولا من المحيط، والأخطر أن تقابل بنوعٍ من العداء والنفور. والجوار أمام خيارين: إما احترام إرادة العراقيين وخياراتهم، أو استمرار حالة الفتور والنفور، واستمرار البكاء على اللبن المسكوب.

لقد جرّب العرب العراق المعسكر، طوال ثلاثين عاما، فورّطهم في حربٍ طاحنةٍ استنزفت موازناتهم لثماني سنوات ضد بلدٍ إسلامي مجاور؛ ثم في احتلال بلدٍ عربي وتهجير شعبه وشقّ العرب إلى فسطاطين؛ ثم جاءت الطامة الكبرى في الاحتلال. والعراقيون اليوم لا يريدون أكثر من تركهم يضعون الأسس التي تضمن التداول السلمي للسلطة، وإعطاء الأقليات حقوقها، ومنع مشاريع إعادة إنتاج الدكتاتوريات.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2741 - الإثنين 08 مارس 2010م الموافق 22 ربيع الاول 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 11:01 ص

      مرينه بيكم حمد

      نحني رؤسنا لشعب العراق الابي شعب دجلة والفرات شعب الانبار والنجف شعب السليمانية واربيل لاهل يغداد والموصل وبصرة الخير لكل هؤلاء نوجه التهاني بغلبة الحق على الباطل وعراق حر وشعب سعيد وفجر جديد ولي كلمة اسجلها لقائمة اتحاد الشعب هؤلاء الناس حقهم لازال مهضوم فلازالت هذه القائمة رغم كل التضحيات والتنكيل كباقي فئات المجتمع هذه القائمة لم تاخذ حقها بفعل العادات والتقاليد في الانتخابات ولكن هكذا انتم ولكن لابد من بزوغ الشمس
      التوقيع مرينه بيكم حمد وحنه بقطار الريل وسمعنه دك هوه وشمينه ريحة هيل

    • زائر 8 | 10:13 ص

      الى زائر رقم 5 مع التحية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

      نتمنى قيام دولة الموحدين ؟؟؟؟لكن ياحسرة من بقيدها فلان بن فلان والله الرئيس الذي عمل مقاطعة شاملة لسويسرا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟من بيحرر القدس هم المسلمين الحقيقين ؟؟وليس حفدة اكلة اكباد البشر ؟؟؟؟نرجع لزبدة القول الله لايبلغكم والدولة التي تطلق عليها الصفوية...هي تاج راسك تنتج وتصنع علوم فضاء الله اكبر ذرة وانشاء الله قنابل ذرية صناعة سيارات وجرارات و و و ويكيفها فخر طبيعة خلابة واكتفاء ذاتي من المنتجات الزراعية ويش عندكم يادولة الموحدين الحالية؟؟؟؟؟؟؟؟العب غيرها ونام يالحبيب على موسيقة الحقد فنحن للامام .

    • زائر 7 | 7:22 ص

      مع الزائر 6

      أنا أضم صوتي مع الزائر رقم 6 وأتفق معه من ناحية تنقيح التعليقات. أما من ناحية انه اصبح ماضي فصحيح بالنسبة لي ولك وللعرب الآخرين، لكن بالنسبة للشعب العراقي فمازالوا يعانون من تبعاته وآلامه وهذا الشيء يعرفه كل من زار العراق ورآى بعينه حجم الدمار والخراب الذي خلفه النظام السابق. وأخيراً الحرب أصبح معروفاً من الذي بدأها وبتحريض من من ضمن مخططات تركيع الثورة. عموما ماضي وعلينا أن لا نكرر اخطاءنا ونفتح صفحة جديدة مع العراقيين، أحييك واحيي الكاتب.

    • زائر 6 | 7:11 ص

      ماضي وإنتهى

      المقال جيد ياسيد ونتمنى للأخوة العراقيين الخروج من حالة الحروب والخوف للإستقرار والبناء ولكن يا سيد الحرب العراقية الإيرانية إستمرت لثمان سنوات لعدم رغبة إيران وقف الحرب وهذه معلومة معروفة للجميع وكان يمكن للحرب أن تتوقف بعد أشهر من إندلاعها لولا طمع وتوهم إيران في إجتياح العراق عموماً هذا كان ماضي وإنتهى كما نرجو من الأخوة القائمين على نشر التعليقان مراجعة التعليقات قبل نشرها فكيف يتم نشر تعليقات صبيانية وغير هادفة مثل 1 و2 لانريد تكميم الأفواه ولكن العقل زينة ياجماعة الخير.

    • زائر 5 | 3:13 ص

      الى الزائر رقم واحد

      يقولون اذا اراد الله للنملة الزوال ركب له جناح والباطل طول عمره مابينتصر والدولة الصفوية زواله قريب انشاء الله وبتبقى دولة التوحيد شامخه الى يوم القيامة دولة رسولنا الاعظم محمد بن عبدالله مهبط الوحي واولى القبلتين وثاني الحرمين.. الله اكبر الله اكبر والنصر للموحدين.

    • زائر 4 | 3:10 ص

      عجبتني سيدنا الكريم وجزاك الله الف خير

      عندما ذكرت مفصليه حلوه جدا بمقاس ثياب الطامعين( استمرار حالة النفور والفتور = الاستمرار فى البكاء على اللبن المسكوب) وأى لبن عاد لبن عراقى مر ومرارته تكمن فى بسالة شعب حر أبي يبني عراق جديد سعيد , أحسنت سيدنا والله لن ينالوا من العراق الجديد لقد ولى عصر الهزائم وأتى زمن الانتصارات لاسنية ولا شيعية نعم اخوه نتساوى والكردية عشت ياعراق الرافدين وتهانينا الحارة لكم جميعا بعرسكم الباهى الزاهى الجديد وادام لكم مرجعياتكم العظماء دخرا لكم ولنا ومبروك لنا ولكم سلفا عنما تقون نقوى بكم جميعا تحيات ابوعلي

    • زائر 3 | 11:24 م

      قارئ محايد

      يبدو ان المعركة اليوم ستكون ساخنة، فمازال الوقت مبكر ولكن البعض سخن بقوة. الهجمات شديدة وينتظر وصول اللاعبين الآخرين الذين لن يتأخروا كثيراً. السيد يحلل بكل برودة أعصاب و(كووووووول وايد) ويقدم قراءة سياسية هادئة لما يجري في العراق، لكن المتداخلين يخرجون عن الخطوط أحيانا ويصير عليهم ضربات جزاء. ننتظر ونشوف النتيجة مع نهاية اليوم.

    • أبوسيدمقتدى | 10:45 م

      بعد العراق إنشاء الله في بلدنا

      ألف ألف مبروك للشعب العراقي هذا الإنجاز التاريخي ونغبطكم على ما انتم فيه من إنتخابات وحرية وديمقراطية حقيقية ليست زائقة

    • زائر 2 | 9:45 م

      تخيل يابني امية الكافرة ايران والعراق اتحاد؟؟؟؟؟؟

      الله اكبر تستقر العراق جان تأثيرها يتعدى حدودها ويوصل لدولنا التغيير في الطريق يابني امية مليارات صرفت لن ترجع عقارب الساعة للوراء وانشاء الله بتجوف العراق قوة وتتقدم على طريق الصناعة وتستفيد من خبرات ايران في مجال الصناعة والذرة ؟؟حفظ الله العراق وايران من اخطار القاعدة ربعكم الارهابين ونحذرك يابني امية بعدم تدريب فلول حزب البعث على حرب الشوارع احنا نعرف اسمك وقدراتك وبنظل انرقبك ومابنخليك تدرب الارهابين مع وجود فرصة لك بالرجوع لتدريب القوات الخاصة الزورية لتحرير الجولان او ان نستفيد من خبراتك

    • زائر 1 | 9:38 م

      لصهيوني بني امية حرة هههههه؟؟؟؟؟

      كسرتم خاطرنا قلنا نعطيكم فرصة ؟؟؟احنا مافينا انانية ولانحب اقصاء احد كلنا ابناء الله عكس طينتكم باابناء واحفاد بني امية الكافرة؟من يصدق هذا التغيير الذي حدث كنا نفتكرة ضد نواميس الحياة والطبيعة لكنة تم بفضل من الله وتضحية الناس وعمتنا امريكا ؟؟؟وانشاء الله تعيش ونعيش معك وانجوف التغيير للافضل في اماكن اخرى يديرها طغاة اخرين؟؟الحمدلله واشكر له والرحمة على الشهداء ونحمدالله بان صدام لم يستعن بخبراتك في تجهيز قواتة الخاصة لجان لم يتم التغيير ؟؟نشكر ربنا واذكرك بانكم في الخليج اقلية واقرأ الاحصائيات

اقرأ ايضاً