في ليلة ذات لهب، لا نجوم فيها ولا قمر، كان سلمان في المستشفى لزيارة صديقه منصور لكن قدر الله تعالى ألا يراه، ويطمئن على صحته، فقد جرفته الأقدار ولفته في خرقة بيضاء لتبعده عن الأنظار، وخلدته في أرض بعيدة المدى، وسط البيداء، مع جيران موتى إلا أنه حي، ولو قالوا إنه مات لكذبوا، فلا أحد ميت إلا الطبيب المداوي لانعدام المعرفة، وقلة الخبرة وخطأ التشخيص، فعلاج المرضى عنده تجاري كما تجريه الأبحاث العلمية على غير الآدميين وطلب أن يدلوه على مكانه، ليخرجه ويداويه تحت أطباء مهرة، لكنهم غطوا موضعه بألواح أسمنتية، وأهالوا عليه التراب، وحجبوا عنه الأنظار، ولا ينفذ إليه حتى الأوكسجين، واستحال الشيء، وقضي الأمر.
تألم سلمان وبكى، وتذكر معه عشرة الطفولة والشباب، والزمالة في العمل، وحسن التدبير، وطيب الخاطر، ثم طلب أن يرشدوه إلى قبره، ليروي ظمأه بتربته، فأخذوه، وهو يتكسر في مشيته، من شدة الألم، وبعد أن وصل، قالوا له: «هذا هو قبر المرحوم، فقد مات هذه الليلة، وترابه لم يجف»، فوقف على قبره، يتأمله، والدموع تنهمر من عينيه كرش المطر، ثم جلس عند القبر متربعا، وأخذ يتمرغ بترابه، وقرأ الفاتحة، وترحم عليه، واستغفر له، ثم نهض واقفا، والحسرة تعصر فؤاده، وقال «هذا هو الفراق، والوداع الأخير».
وتنبه القلب المعفر في الثرى، وزاد النبض فيه، وأدار بناصرتيه فلا يرى إلا ظلاما وتحركت أعضاؤه ومد يديه، فوجد الحفرة أضيق ما تكون، وسقفها لا تسعه للنهوض، ولا أبواب ينف منها، ولا حس يؤنسه، فاستغاث لله تعالى، وسبحه وقدسه، وحمده على هذا البلاء والهول العظيم، وجاء البشير من قبر جاره اللصيق به، الذي قد تقادم وتعرى، وسقط سقفه، وسمع طقطقة، وحفرا في الرمال، وانفتح القبر من جانب الرأس، ورأى بصيص نور، لكن اعتراه الفزع عندما شاهد حيوانا غريب الشكل يحوم، ويقدم إليه لينهض لحمه فاستجار بالله مناديا، يا غياث المستغيثين أغثني وأنقذني، وقرأ آيات من الذكر الحكيم، ولما رأى الحيوان منصور يتحرك ويتكلم، وخرج مدبرا من القبر، حمد الله منصور وشكره على سلامته من هذا الحيوان، وأخذ يتحرك ويزحف من الفتحة التي أحدثها الحيوان، وتعلق بالرمال المشدودة حتى استوى على سطح الأرض، فنهض واقفا، وتأمل رفات جسمان جاره، وترحم عليه، واستغفر له، ثم تأزم كفنه، وخرج من المقبرة متخفيا، وتمنى ألا يراه أحد على هذه الهيئة، وسار في دربه بصعوبة؛ لأنه كان حافي القدمين، وما أن استوى على الشارع الرئيسي حتى رأى عن بعد سيارة قادمة، فانحرف عنها بعيدا حتى لا يراه السائق فيفزع منه أو يسأله، رأى رجلا يفتح بابه ومعه امرأة تتلوى من الألم، ربما لأنها زوجته أراد توصيلها إلى المستشفى لعلاجها، فتستر بجدار مضاد، وجاءت سيارات الشرطة تجوب الشارع الرئيسي، إلا أنه لم يأبه بها، لأنه انحدر إلى الطرق الفرعية، وبعد جهد كبير وصل إلى بيته والعرق يتصبب منه، ولكن ماذا يفعل الآن، والليل ظلام، والناس نيام، والباب موصد، وإن طرق الباب معلنا قدومه قد يتسبب في إضرار عائلته، وربما لا يصدقونه ولا يفتحون له الباب، وإن الوقوف على الباب حتى الصباح فيه مخاطر كثيرة لأي شخص قد يمر عليه صدفة، وتخوف من الأمن قد يقبض عليه ويحرجه، والوقوف فيه تعب وخاصة أنه مرهق من مشكلته ويحتاج إلى راحة يسترخي بها بدنه، وأخيرا قرر أخف الضررين، وطرق الباب ونادى باسمه، سمعت عائلته طرق الباب ومناداته، فتعالت الصيحات وكذبت الخبر، واعتبرته شخصا مغرضا له طمع أو الإيذاء بهم، لكن منصور كرر ضرب الباب والمناداة باسمه فوقعت عائلته في إرباك شديد وخوف من أن يكون طارق الباب كذابا مغرضا، لكن جمعت قوتها واندفعت نحو الباب، وفتحته بحذر شديد، فرأت منصور بهيئته حافي القدمين، متأزرا كفنه ورائحة الكافور والسدر تنبعثان منه، فتصارخت معولات، فهدأ منصور عائلته، وقال إن الذي حدث قضاء وقدر، والحمد الله على السلامة، وعز عليه أن يعلم صديقه الخبر فجأة في الصباح، أو يسبقه أحد بالعلم فيكون منصور قد أهمل وقصر مع صديق كابد معه وضحى فطلب من عائلته الاتصال به، وإعلامه بالخبر، فجاء سلمان فورا بين مصدق ومكذب، وما إن طرق سلمان الباب استقبله منصور بالأحضان والقبلات، وهلت دموع العين زفرات، ثم نادى منصور عائلته، وجلسوا مع سلمان وأخذ يحدثهم بما جرى عليه داخل القبر، وطال الحديث، ودخل وقت الصباح، وأذن المؤذن، وخرج منصور وسلمان للصلاة، ومن المسجد قد شاع الخبر.
عبدالله محمد الفردان
عندما تدخل على أناس ترتدي ملابسها بالمقلوب فكيف سيكون وضعك بينهم، ستشعر بأنك شاذ وهكذا سيشعر الآخرون عندما ينظرون إليك، ستفكر في وضعك بينهم ستنتابك الشكوك والأوهام، أنا واحد وهم كثرة من يا ترى المخطئ هنا ومن هو على صواب، هل أستمر كما أنا متخلف عن الركب، أم على خطاهم أسير!
***
هكذا ترمقني بعينيها الذابلتين كل صباح... تسألني بصمت مباح: إلى متى أنت كما أنت؟
إذا أردت أن تكوني واحدة منهم فعليك بأن تكوني في الخط نفسه قد مشيت... وإلا لا مكان لك بينهم، فعالمك بالمقلوب.
سيعتبرك الآخرون ضعيفة، وستكونين أنت الضحية لأنك الغريبة بينهم... وستبقي كالذي على أمره مغلوب...
***
وعادت لتسألني، ومن صمتي تخلصني، إلى متى أنت كما أنت؟ خطوات الألم هنا انتهت، وبقاياها هنا حفرت، رِجلاك من المشي دمت، أرهقك تخطي الصخور، فكيف لك أن تحلقي بجناح مكسور، رفعت رأسي، نعم، وتعز عليه نفسي... عالمهم أفعالهم كلماتهم تخنق همسي.
***
أخذت نفسا عميقا، عندها لاح لي في الأفق بريق، أقبل يبحث لي عن رفيق هاتفا بأعلى صوت هذه أنت كما أنت، نعم... وبعالمك اختلفت.
كالنجم في السماء إذا بزغت... لكل نجم بريق ولكن هناك نجم دون غيره زين الكون بنوره، هكذا أنت تميزت.
وهكذا أنت كما أنت، فعالمك مفضل، ودعيهم يمرحون وبالبغي يهمسون، فعالمهم مقفل
بقيود الظلم مكبل... بجدار الغل والجهل مهلهل... ولك البقاء دوما وبذات الروح بكيان مبجل.
نجاح ربيع
سعت مملكة البحرين على مر السنين إلى ضمان الحماية الكافية لجميع المواطنين من التعرض للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة اللاإنسانية أو المهينة، ذلك أن مشروعنا الجنائي قد جرَّم قيام الموظف العام بإساءة استعمال وظيفته، وقد جاء هذا التجريم متماشيا مع الإعلانات والصكوك والمواثيق الدولية التي انضمت إليها المملكة ومنها اتفاقية (مناهضة التعذيب) في العام 1987م.
ولن تكون وزارة الداخلية بمعزل عن المشروع الإصلاحي الكبير لحضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المفدى حفظة الله ورعاه، ولم تتوانَ سياساتها عن المحافظة على حقوق الإنسان في هذا المجال، ذلك أن تلك الحقوق أصبحت ركيزة أساسية من ركائز الوزارة بأن استمرت توجيهات معالي وزير الداخلية بحسن معاملة الجمهور، إلى أن أصبحت تلك التوجيهات الإنسانية عقيدة وعهداَ لدى جميع رجال الأمن.
وكون المملكة دولة من دول القانون، أضحى قانون الإجراءات الجنائية الأداة الفعَّالة لحسن سير العدالة واحترام مبادئ الشرعية عن طريق تحقيق التوازن بين مصلحتين متعارضتين، والمصلحة العامة للمجتمع والمصلحة الخاصة للأفراد.
وقد أفرد قانون العقوبات البحريني عقوبات مغلَّظة ضد الموظف العام الذي يرتكب جريمة التعذيب، ذلك بأنه نص في المادة (208) على أنه «يعاقب بالسجن كل موظف عام استعمل التعذيب أو القوة أو التهديد بنفسه أو بواسطة غيره مع متهم أو شاهد أو خبير لحمله على الاعتراف بجريمة أو على الإدلاء بأقوال أو معلومات في شأنها، وتكون العقوبة السجن المؤبد إذا أفضى استعمال التعذيب أو القوة إلى الموت».
ومؤدىَّ النص، أن المشروع جعل جناية التعذيب تقوم بفعل التعذيب المطلق بدنيا كان أو معنويا، وسندنا القانوني على ذلك، أولا،أنه لم يتطلب في التعذيب الذي تقوم به الجريمة أن يكون بدنيا بل أطلق اللفظ، والقاعدة القانونية تنص على أن العام يعمل بعمومه، ثانيا، أن المشروع نص صراحة على تجريم التهديد بالتعذيب، أي أن مجرد التهديد من قبل موظف عام لإجبار أحدهم على الاعتراف كافٍ لقيام أركان جناية التعذيب، ثالثا، لا يمكن لمشروعنا الجنائي أن يخرج عما أورده الدستور بمنع الإكراه المعنوي، وبذلك حسم الأمر في تجريم الإكراه المعنوي.
وفضلا عن أن القائم بجريمة التحريض هو فاعل أصلي فإن – المحرض – الرئيس الذي يأمر مرؤوسه بهذه الجريمة هو فاعل أصلي، وعلى ذلك فإن قيام رجل الأمن بإصدار أمر بالتعذيب إلى من هو أدنى منه رتب، يوقعه تحت طائلة العقاب، بل لا يصلح أن يدفع المرؤوس بأن قيامه بارتكاب الجريمة تنفيذا لتعليمات رئيسه، فهذا الدفع لا تعوَّل عليه المحكمة نهائيا، وبهذا أعطى المشروع البحريني لممثلي السلطة الحماية اللازمة لأداء واجبهم وقدر في نفس الوقت العقوبة القاسية لمن يحيدون عنه.
ولأهمية هذا النص القانوني ارتأت الوزارة استمرار تثقيف المواطنين بحقوقهم الإنسانية التي حماها الدستور، وبذلك فتحت الوزارة أبوابها لتلقي أي شكوى بشأن انتهاك حق من حقوق المواطنين، فلديها إدارة الشئون القانونية، ومكتب المفتش العام، ولجنة حقوق الإنسان، ويمكن لأي مواطن ـ له حق ـ تقديم شكوى مكتوبة بهذا الشأن.
وزارة الداخلية
الوضع الذي لا يكون له استقرار معين في العادة يكون في حال عكسية، وهي حال الاضطراب.
ففي جميع الأمور هناك استقرار وهناك اضطراب فالإنسان عندما ينحرف عن الطريق السليم المرسوم له يكون في حال اضطراب، إذا كان الشاب عازفا عن الزواج فهو في حال مضطربة، فما إن يتزوج تصبح لديه حال من الاستقرار النفسي كذلك حال الفتاة، (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها)، كذلك الأفلاك السماوية عندما تسير في مسارها المعين فهي في حال ما لاستقرار وعندما تنحرف تكون مضطربة، وإن الطائرة عندما تحلق لابد أن تصل إلى ارتفاع معين حتى تكون مستقرة، فمراحل الاضطراب لابد لها من علاج ليحل الاستقرار.
هناك عوامل كثيرة تبعث على الاضطراب وينتج منها التخلف وخصوصا في أمتنا العربية والإسلامية، لعل من أهم أسباب تخلف الأمة هي بعدها عن الاستقرار في كل من:
1 - الاستقرار السياسي: تتوهم الحكومات عندما تعتقد بأن الاستقرار السياسي إنما يحصل عبر مصادرة الحريات، بالقمع، واستخدام القوة، مع وجود السلاح والجيش المدجج، إذ هو الذي يوفر لها الحصول على الاستقرار السياسي، على العكس من ذلك، إنما هذه الطريقة هي المولِّد الأقوى الذي ينتج عنه حال من الغليان الشعبي، وما حصل في العراق خير دليل على ذلك، كان يمتلك الترسانة والقوة لكنه مصادر لحريات المواطنين، ويعيش حالا من الاضطراب والخوف، والمواطن تطارده الاتهامات في أبسط الحقوق، ورأينا ما حدث في حلبجة إذ استخدم النظام الصدامي أسلحته الكيماوية في مارس/ آذار 1988، فأودت بحياة جمع من المواطنين رجالا ونساء وأطفالا، وفي مقابل ذلك انتفض الشعب كله في الانتفاضة الشعبانية نتيجة عدم وجود ثقة متبادلة بين الشعب والحكومة؛ لأن الشعب كان أول من يرغب في الإطاحة بهذا النظام البائد.
إذا فعلاج الاستقرار السياسي هو الثقة المتبادلة بين الطرفين حكومة وشعبا، والمشاركة بينهم في بناء الوطن.
2 - الاستقرار الاجتماعي: إذا ساد العلم النافع في أي مجتمع تزداد فيه نسبة الاستقرار الاجتماعي، إذ تنعكس الحالة إذا ساد الجهل، فيصبح في حالة من الاضطراب الشديد، ولنا مثل على ذلك في العالم الغربي الذي يسير إلى الأمام مخلفا تاريخا مفعما بالعلم، جعلوه جسرا يسيرون عليه، لكي يكون طريقا معبدا للأجيال المقبلة تستفيد من معارفه وعلومه، وكلما تقدموا، تعلموا أكثر فأكثر، فصار مجتمعهم في حالة من الاستقرار أو الاسترخاء إن صح التعبير.
تنعكس الحالة مع الأسف الشديد في مجتمعاتنا الإسلامية والعربية، إذ إنهم توقفوا كثيرا عند تاريخهم لكي يتغنوا به، وبحضارته المجيدة، وعندما يطرب الفرد العربي بتاريخه الذي فهمه فهما مغلوطا، يكون صورة مغايرة عما هو عليه تاريخه من سيادة وحضارة، تنتج منه الحروب الطائفية التي لا جدوى منها، فيصبح التاريخ لديهم عائقا بدل أن يكون جسرا ومعبرا، فهم في حالة من الاضطراب وعدم الاستقرار.
فالغرب يتقدم ويستفيد من حضارتنا ونحن نتأخر بحضارتنا.
فلكي تكون الأوضاع مستقرة لابد من الاستقرار السياسي، الذي يتولد من رحم الثقة المتبادلة بين السلطة والمواطنين، إضافة إلى التسلح بالعلم النافع، وعدم التوقف عند محطة التاريخ، لأنهما طريقنا إلى العلم والاستقرار، وعلى هذين الصعيدين تتوحد الجهود بين جميع الأطراف، فإذا استقر الوضع السياسي والاجتماعي، ساد الأمن بين الناس، وزاد الإنتاج العلمي والفكري، وازدهرت المؤسسات الأهلية وغيرها من الجهود الاجتماعية التي تصب في مصلحة الأمة.
عيسى محمد العيد
قبل ذي بدء نتقدم بالشكر الجزيل الوافي والعرفان الواصل إلى كل من ساهم ودعم مشروع دوحة عراد الباهر من المعنيين والمسئولين، في الواقع مشروع ناجح وتوقيت فالح ونستطيع القول بأن أول الغيث قطرة وهذا هو أول إنجاز عظيم يحظى به أبناء المحرق وضواحيها لطالما انتظروه بفارغ الصبر، فهنيئا لهم هذا المشروع الصحي النافع وإن شاء الله نحو إنجازات أكثر ترفيه وتألق كالمنتزهات والحدائق وأماكن للألعاب والمسليات العائلية، ثمة اقتراح للأخوة القائمين على هذا العمل العظيم ألا وهو إيجاد بعض التحسينات الإضافية كالألعاب الكهربائية للأطفال والشباب أيضا على غرار باقي المنتزهات، ووضع قطار كالذي وضع في منتزه عين عذاري وخاصة أن المحمية تقع على طول 3 كيلو متر وهذه المساحة جدا مواتية لذلك، ونحبذ أن يكون ثمة عبّارات بقوارب صغيرة تُستعمل عند المد بأسعار مناسبة وهذه حركة جدا فضيعة وجذابة وأن تُفعل المطاعم والمقاهي ودخل ريع كل من هذه المسليات وضخها في خزانة المملكة، ونتمنى أيضا جلب أنواع من الطيور الجذابة وإنشاء محميات وأوكارا لها لإضفاء روح الطبيعة وحسن الجمال وأنت تزاول وتمارس رياضة المشي وتستمع إلى أصوات تلك الطيور وهي تصدح بأنواع المكاء والأصوات المختلفة في هذه الدوحة والجنة العريقة، ونحن على أعتاب عطلات كثيرة ومتعددة ناهيك عن عطلة نهاية الأسبوع أين يتجه أبناء المحرق والعائلة، لكن إنشاء المنتزهات والحدائق في هذه الجزيرة العريقة هي الكفيلة بضم الأهالي وأبنائهم وقتل الفراغ الممل تحت أعتاب المرح والفرح والاستمتاع بأحلى الأوقات، وكما نتمنى أيضا أن تكون هناك حراسة مشددة وكثيرة من رجال الحراسة وأمن المحمية ومراقبتها ومرافقها بعينٍ ساهرة.
مصطفى الخوخي
كان رجل من أهل البادية اسمه زاهر، وكان يهدي النبي محمدا (ص) الهدية فيجهزه رسول الله (ص) إذا أراد أن يخرج، وكان النبي (ص) يحبه وكان دميما فأتى النبي (ص) يوما وهو واقف يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره، فقال أرسلني من هذا؟ فالتفت فعرف أنه النبي (ص) فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدر النبي (ص) حين عرفه وجعل النبي (ص) يقول من يشتري العبد، فقال زاهر يا رسول الله إذن تجدني كاسدا، فقال النبي (ص) لكنك عند الله غال.
كانت موازين القيم تقاس بمدى موافقتها مع المعايير الإنسانية، فالأخلاق الفاضلة والسلوك الحسن هو قيم عليا، يحددها نظام علوي نابع من حاجة ماسة لمحاكاة قانون فطري، قائم على قناعة بأن القيم الإنسانية عبارة عن مثل وقوانين كونية، بينما الأخلاق المصطنعة هي نتاج برمجة فاسدة، تسعى إلى البحث عن قيم مصطنعة تسد محل القيم الحقيقية المفقودة.
كل منا يبحث له عن قيمة ترفع من شأنه، فالبعض ينشدها في تطوير ذاته الإنسانية، والبعض الآخر يبحث له عن قيمة مادية، تغطي العجز المفقود من قيمته الإنسانية، إذ البعض يبحث له قيمة من خلال وسائل خارجية، كاقتناء سيارة فخمة ذات قيمة مادية ومواصفات خاصة، والبعض ينشدها في رقم صغير أو متناسق ليجعل له من خلاله قيمة، أو باقتناء النقال الأغلى والأحدث للتباهي، والبعض يبحث له عن ميزة أخرى، من خلال حلاقة غريبة تشد الأنظار، أو لباس يفضح المستور، بل البعض يتهافت على المطاعم المشهورة، ليس بحثا عن قيمة غذائية، بل عن قيمة اجتماعية مفقودة.
هل حقا أن القيم تتآكل؟ وهل القيم معدن ليتتأثر خواصها بالعوامل الخارجية؟ فالحديد مثلا يتأثر بالعوامل الجوية، لذلك فله طريقتان لحفظه من التآكل إما بإبعاده عن تلك العوامل وعزله، أو بعمل الصيانة الدورية اللازمة التي تكفل بقاءه، وفي كلا الحالتين إذا أُرِيد له الصمود من التآكل، فاتباع إحدى الطريقتين هي الضمانة لبقائه، فهل قيمنا خاضعة لنفس تلك المعايير؟
القيم هي مجموعة من المبادئ التي نحيا بها، وهي العاصم لكل كيان قوي، وهي كفيله لبقائه واستمراريته كأي كيان، ومن ثم يأتي الدور الأخلاقي المتمثل في المثل العليا، التي وصلتنا عبر التعاليم الإلهية الحق، ومارستها الشعوب والأمم من قبل وعاشت تجاربها، واستحسنتها كسلوك يعبر عن توافقها مع إنسانيتها، وصارت عرفا عند الشعوب والأمم القريبة من التعاليم الربانية، والتي استقبحت الأخلاق الذميمة التي تسيء إلى منتمي تلك التجمعات أولا، وإلى الإنسانية جمعاء، لما لها من أثر بالغ على النفوس التي تشعر بالظلم الذي يعتريها، والآثار السلبية على مكونات المجتمع، ولأنها تتبع مسلكا لا يتوافق مع النسيج الإنساني الطيب.
ليست الأخلاق الاعتيادية التي تتغير وفق معايير مصطنعة، ولا يمكن أن تكون قيمة المعيار الإنساني تحدد بالماديات، والتي لا تنتمي للأخلاق والآداب الإنسانية الصحيحة؛ لأنها مبنية على برمجة دخيلة على منظومة القيم الصحيحة، إذ تهدف تلك البرمجيات إلى نسفها، واستبدالها بنظام معاكس تماما لتلك المفاهيم، ولا يمكن استبدال الأصل بمؤقت يحل محله؛ لأن الأصل ثابت وغيره زائل، وهكذا القيم لا يمكن أن تحل محل الأصل، فإذا كان ثمن ونوع السيارة، وكل البدائل المادية التي يعتقد أنها تسد محل القيم، فهو من الوهم لأن قيمتها المادية لا تغني عن القيمة الإنسانية، إذ ما أن تفتقد إلا وفقدت تلك الميزة، وأصبح بدونها لا قيمة له، وقس على ذلك كل من اتخذ لنفسه قيام بديلة لترفع من شأنه.
لم يكن النبي محمد (ص) ذلك الإنسان الذي يرى قيمته من خلال منصب النبوة، بل كان يراها من خلال إنسانيته وهي الصفة التي لم يحد عنها لا قبل النبوة ولا بعدها، بل لو لم يكن هو نبي الأمة لكان محمد الإنسان، وهو كذلك مازال بعد النبوة، ذلك الإنسان الذي طور من نفسه من خلال تعامله مع الحياة بما يتوافق مع إنسانيته، فأي نبي هذا الذي يرى قيمته من خلال إسعاد الآخرين وخدمتهم، وأي إنسان عظيم هذا الذي يلاعب الصغير ويأكل مع المسكين، ولا يستثني نفسه من أي عمل يشارك به الآخرين، هكذا كان يرى القيمة الحقيقية لوجوده كإنسان اعتمد على خبراته المكتسبة ليرفع من قيمته، من خلال أخلاق عظيمة لا يمكن أن تتغير أو تتآكل؛ لأنها خاضعة لمنظومة أصيلة، نابعة من قيم إنسانية متطورة، وليست لقيم مادية مضافة تزول بزوال أسبابها.
طاهر عبدالكريم
يا أول حب حروفي بك تتشكل
و إن ما سمعت الصوت الروح عنك تسأل
وإذا الحب ناداك تذكر حبنا الأول
تذكر أيامنا الحلوة و شلون البعد أقبل
أيام العذاب مرت و لا بيدي الصغيرة حل
لكن باقية الذكرى ولا أزعل ولا أنذل
لأن الحب يذكرني بسعادة للقلب تحتل
تذكر معزوفة الأحباب
تغني لي و ما تنمل
ولو كان النفس خافي هجا اسمك بصوتي ظل
بعدهالمحبة شلون
ما فكرت العمر يسهل
لأن في المحبة كنت و تبقى حبي الأول
غفران محسن
العدد 2738 - الجمعة 05 مارس 2010م الموافق 19 ربيع الاول 1431هـ
العودة
سؤال؟هل هاي قصة حقيقة اما خيال لكن لما قرأت قصة كأن كنت في حقيقة هل حقيقة اما خيال؟
جمراويه سهلاويه
ما شاء الله ابدعت ايها الكاتب العظيم رواية جميلة ومؤثرة وقريبة الى الحقيقة وتعبر عن اشياء كثيرة ومن ضمنها ياريت اهل الدنيا يتاملون ولو قليلا حتى لا يضربهم الغرور ويا ريت يكون الحلم حقيقه ولكن قضاء الله وقدره والمرجع والدوام لله ودمت مشكورا يالفردان
العودة للكاتب الفردان
كتبت فأبدعت لك الشكر الجزيل على انتقاء الألفاظ و التراكيب الجميلة ربما للقصة اكثر من مغزى
العودة
.. مافهمت بضبط شنو المعنى من الساالفة ..؟؟
الميت رجع لو شلون ..
منصور ؟؟؟؟؟؟؟؟
هل هذه حلم او شنو يعني بالضبط قراتها بس حسيت اني مب فاهمة شيء منها هل هي حلم او انه شخص يتخيل ان الميت ما مات ليلحين ؟