العدد 2738 - الجمعة 05 مارس 2010م الموافق 19 ربيع الاول 1431هـ

مطر: المحبة والنصرة بين المسلمين لا تزول حتى مع الخلافات

من أسباب ضعف الأمة طعن وتفسيق وتبديع وتكفير من يخالفنا الرأي

استفتح خطيب الجمعة بجامع أبي بكر الصديق في المحرق الشيخ علي مطر خطبته أمس بقوله تعالى في سورة التوبة «وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ...»، وقوله سبحانه في سورة الحشر «وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّا لِلَّذِينَ آمَنُوا...»، مشيرا إلى أن «الولاية والمحبة والنصرة والرحمة بين المسلمين لا تزول ولا تتلاشى ولا تذهب حتى مع وجود الخلافات بينهم حول أمور وقضايا ربما تكون كثيرة، سواء كانت دينية أو اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية ومالية أو طبية. فالاختلاف موجود وهو أمر حاصل وواقع».

وأضاف «من الأمور التي اختلف ولايزال يختلف فيها الناس القضايا والمسائل الفقهية والدينية، إلى هنا الأمر طبيعي، ولكن تكمن المشكلة في أن يأتي من يتعصب لبعض الأقوال والفتاوى فيوالي عليها ويعادي عليها ويمدح أصحابها ويرفع من شأنهم، وهذا لا بأس به ما لم يطعن في غيرهم وينسب لهم النقائص والعيوب والجهل بالشريعة، لأن أقوالهم وفتاواهم ومواقفهم لا توافق رأيه ولا رأي شيخه، ولا مذهبه ولا مدرسته الفقهية التي درس فيها، ونشأ وتربى على قواعدها وأصولها، فإن ذلك مرفوض ومنهي عنه في الشرع، وهو من أسباب الفرقة والتشرذم وضعف الأمة، لا تأخذ بالقول الذي يخالف الدليل ولا يتفق مع الراجح عندك ولكن بدون طعن وتفسيق وتبديع وتكفير للمخالفين لك، ولرأيك ومنهجك. فلا يمكن بحال أن تجمع الناس على رأي واحد، ولا أن تحملهم وتجبرهم على رأيك وفهمك».

وقال: ليأخذ كل مسلم قادر على البحث والتمييز القول الذي يراه صوابا مع الدليل ويعمل به. وأما عموم الناس ومن خفي عليه الدليل فإنه يستفتي من يثق في علمه ودينه وتقواه، فيأخذ بقوله ويعمل بمقتضاه، لقوله تعالى: «... فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ». وتابع «ينبغي أن نعلم أيضا أن الاختلاف بين العلماء وتعدد أقوالهم وفتاواهم في المسألة والقضية الواحدة سواء أكانوا من علماء الصحابة أو التابعين أوتابعيهم إلى زماننا فإن ذلك راجع لأسباب كثيرة ذكرها وفصلها العلماء». مضيفا «وعلى كل حال يجب علينا أن نحسن الظن بأقوال العلماء وطلبة العلم وآرائهم واجتهاداتهم ومواقفهم ومذاهبهم، فالأصل أنهم لا يتعمدون الخطأ ولا مخالفة الشرع، فلكل عالم دليل وحجة، وطريقة في الترجيح، ولنحذر من الطعن والسخرية وسوء الظن، وفي حال وجود أخطاء فالعلماء هم الذين يتولون الرد والبيان لبعضهم بعضا، فلا عصمة لأحد منهم وفوق كل ذي علم عليم».

وعلي الصعيد المحلي قال مطر: «لنكن على حذر من الاختلافات السياسية الناتجة عن تدخل الأجنبي وأطراف أجنبية في شئوننا وخصوصياتنا الداخلية سواء أكانت تلك الأطراف سفارات أو أحزاب أومنظمات وغيرها. وعلى أبناء البلد المخلصين عدم الاستعانة بالأجنبي والغريب والحذر من اللجوء إلى أولئك الذين لا يريدون خير وطننا وأمتنا، فهؤلاء الأجانب لم يدخلوا بلدا ولم يضعوا أيديهم على وطن للعرب والمسلمين إلا عاثوا فيه فسادا وأحدثوا فيه الخراب والدمار، والفرقة وإثارة النعرات الطائفية والقومية والقبلية، وهم يتبعون قاعدة فرق تسد، انظروا إلى البلدان من حولكم وما حصل فيها بعد تدخل الأجنبي وتواطؤ من داخل تلك البلدان، في أفغانستان في العراق في الصومال في فلسطين، دمار وخراب وفتن وحروب أهلية قضت على كل شيء». واستدرك «هذا الكلام عام لا أقصد به جهة معينة ولا حزبا أوتكتلا، وإنما من باب النصح والتحذير».

العدد 2738 - الجمعة 05 مارس 2010م الموافق 19 ربيع الاول 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 4:06 ص

      تابع بيان علي مطر

      والكل يعلم أن هناك بعض السياسيين والبرلمانيين الذين فشلوا في عملهم البرلماني الدقيق الصحيح واتخذوا مواقف مرتجلة من بعض القضايا وفشلوا فيها فإنهم يريدون تغطية فشلهم وإخفاقاتهم السياسية والبرلمانية ،ولأنه صار مستهدفا بسبب طيشه وعدم إتزانه وتبصره وفكره النائي ، يريد كسب الناس والناخبين بإثارة النعرات والنزاعات .
      ثم ليعلم الجميع أن الطوائف في البحرين تعيش بسلام منذ مئات السنين وبينهم علاقات طيبة ومحبة وتعاون بل وتزاوج ،وأكثر مدن وقرى البحرين فيها بيت من هذه الطائفة وآخر من تلك الطائفة

    • زائر 2 | 4:00 ص

      الزائر رقم واحد بل كان هناك رد

      بيان من / علي مطر ..بل كان هناك ردود واستنكارات عدة من خلال الخطب والمقالات وغيرها على كل شخص يثير الفتن ويطعن في الآخرين ، كائنا من كان ،وهذا هو منهجنا ولا نحابي عليه أحدا أبدا ...وهذه فقرة لإحدى الخطب في الموضوع وقد نشرت في بعض الصحف في وقتها...
      فلماذا يساهم بعض السياسيين السفهاء وبعض البرلمانيين المتخبطين الجهلة بعواقب الأمور ،لماذا يساهم هؤلاء في الـتأجيج والتأزيم
      ماذا يريد هؤلاء ،هل يريدون... تحريض طائفة على أخرى ،هل يسعون لإشعال فتنة تأكل الأخضر واليابس هل يريدون حربا أهلية ،

    • زائر 1 | 2:34 ص

      لم تصدق يا شيخ

      شيخ علي صدقت القول واعترفت بالنائب السعيدي عندما سمى الطائفة الكريمة بالصهاينةفي خطبته ويستحق عليها اذ لا يستحق فيها كلمة موحد بين الطائفتين,لم ينتقده أحد من الخطباء والدليل على ذلك بأنه يستخف بالطائفة الكريمة بشتى الامور,وعلى سبيل المثال ليس هناك قانون رسمي دولي يحرم المقابلات الرسمية بين النواب وسفراء العالم.النائب السعيدي مثلا استقبله السفير أل( ) لم تصرحوا على منبركم به,وزير الخارجية اجتمع مع عدو العرب والاسلام(اسرائيلي)لم تبينوا,واعلى منه سلطة أيضاَ,لا تضللوا مستمعيكم رجائاَ.

اقرأ ايضاً