العدد 2354 - السبت 14 فبراير 2009م الموافق 18 صفر 1430هـ

صرخة ضمير للمثقفين

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

منتدى التنمية الخليجي عقد في المنامة يومي 12 و 13 فبراير / شباط الجاري شهد مناقشات معمقة حول مستقبل التنمية في الخليج، وشارك نحو 85 مفكرا خليجيا في المؤتمر. وكما ذكرت المنسق العام للمنتدى منيرة فخرو في مقابلتها المنشورة في «الوسط» اليوم، فإن هؤلاء المثقفين يطروحون وجهات نظر متأملة تحتاج إلى أن يلتفت إليها المسئولون في بلداننا.

وقد تداول المنتدون انموذج دولة نفطية، وهي النرويج، التي تتبع النهج الليبرالي في إدارة الاقتصاد، ولكن مع فرض أولويات على الحكومة، وهذه الأولويات يحددها ويراقبها البرلمان، بحيث تستخدم الدولة ثروة النفط من أجل الدفع بعملية الإنتاج والتصنيع والخدمات داخل البلاد، وتمنع تحول مواطنيها إلى مستهلكين فقط، وتمنع تبذير ثروة النفط التي هي ملك لجميع الأجيال المستقبلية القادمة.

لقد أشار المنتدون إلى أن الانموذج المتبع لدينا ركز على تشييد المدن الاستثمارية، وهذه المدن تخلق حالة من الغربة بالنسبة للمواطن، إذ يشعر المواطن بأن لاعلاقة له بالعمران في بلاده، والمعروف أن الحضارات إنما قامت على أساس تفاعل الإنسان مع العمران. مايجري لدينا هو فصل الإنسان عن العمران، بحيث ينظر المواطن ومن حوله بروجا مشيدة ومناطق جميلة، ولكنها ليست له بالأساس. أما في بلد نفطي مثل النرويج فإن المواطن هو الذي يتمتع بالعمران وبالخدمات وبكل فوائد الثروة النفطية، ومن ثم يتم استثمار أكثرية تلك الثروة لكي يجني ثمارها أبناء المستقبل الذين لم يولدوا بعد.

منتدى التنمية الخليجي انعقد مع نهاية الطفرة النفطية الثالثة التي استمرت مابين 2002 و 2008، وهذه الطفرة من المفترض أنها أعطتنا وفرة وفائضا ماليا كبيرا يحمينا في أيام الشدة التي قد نواجهها في الفترة المقبلة.

كما أن الطفرة النفطية كانت من المفترض أن تستخدم في تشييد المدن الإسكانية للمواطنين أولا، قبل تشييد أية مدينة للأثرياء والمستثمرين، وكان من المفترض أن توجه لتشييد بنية تحتية متطورة في المواصلات والاتصالات، وفي إعداد التسهيلات العلمية والملية والسياحية والحدائق والخدمات التي يستحقها مواطنو الدول النفطية.

فخرو أشارت إلى أن واحدة من أهم الأولويات في البلدان المتطورة هو «إدماج» المواطنين في بيئتهم وهذا يتم عبر توسيع صلاحيات المجالس البلدية بحسب أنظمة أصبحت معروفة على مستوى العالم، واعتبرت ما نتج عن المنتدى من أوراق وحوارات إنما هي «صرخة ضمير» للمثقفين الذين يجدون أن فرص التنمية تضيع بسبب انعدام الانموذج الواعي والمعتمد على الأسس الديمقراطية التي توجه الأولويات لتعزيز كيان الإنسان وكرامته

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2354 - السبت 14 فبراير 2009م الموافق 18 صفر 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً