خلال قرابة ثلاث ساعات، قدم المخرج الهندي كاران جوهار، واحدا من أجمل الأفلام في تاريخ سينما بوليوود، الذي حاول فيه المزج ما بين الطابع الهندي والعالمي في الوقت ذاته، إذ إن أحداثه تدور في أرجاء الولايات المتحدة الأميركية.
فيلم “اسمي خان” My Name is Khan، يحكي قصة شاب مسلم يدعى “رزفان خان”، مصاب بمتلازمة “أسبيرغر” منذ طفولته، يعيش في الولايات المتحدة، ويتعرف إلى فتاة تنتمي إلى الطائفة الهندوسية، فيتزوجها بعد قصة حب، ليعيش معها ومع ابنها حياة هادئة في بيتهم المتواضع.
إلا أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول، وحرب العراق وأفغانستان لاحقا، تقلب حياة هذه العائلة السعيدة، كما فعلت مع غيرها، فينفض الناس من حول هذه العائلة لانتمائها إلى الإسلام، حتى أن زملاء الطفل “سمير”، أصبحوا يعاملونه بطريقة عنصرية لأنه يحمل اسم “خان”، على رغم أنه ينتمي إلى الطائفة الهندوسية.
ونتيجة لتطور التوجه العنصري في الولايات المتحدة، يُقتل “سمير”، وتصاب والدته بنوبة عصبية تفرّق بينها وبين زوجها، لكونها ترى أنه السبب الرئيس في مقتل ابنها لانتمائه إلى الطائفة المسلمة.
ولعل نقطة التحول في هذا الفيلم هو عندما تطلب الزوجة “مانديرا” من “خان” مغادرة المنزل، فيسألها بكل براءة: “متى يمكنني أن أعود؟”، لتفاجأ هي بالسؤال، وتستهزئ منه بالقول، إن بإمكانه العودة عندما يخبر الجميع، بمن فيهم الرئيس الأميركي، بأن “اسمه خان، وأنه ليس إرهابيا”.
يأخذ خان هذا الأمر على محمل الجد، ويجوب أرجاء الولايات المتحدة للقاء الرئيس، إلا أنه وفي كل مرة يقترب فيها من لقائه تصادفه عقبات الأمن، والحراسة، وكاميرات الإعلام.
وفي النهاية، ينجح خان في مقابلة الرئيس المنتخب آنذاك باراك أوباما، ويوصل رسالته أمام العالم أجمع، ويعود ليعيش مع حبيبته “مانديرا”، التي استطاعت، بفضل الحب والإيمان، التخلص من أحقادها ونسيان مأساة ابنها.
ورسم هذا الفيلم خطا جديدا للسينما الهندية، إذ إن الفيلم طرح إسقاطات على واقع مرير عاشته بعض الأقليات في الولايات المتحدة الأميركية إبان أحداث الحادي عشر من سبتمبر.
فـ “خان”، على سبيل المثال، يبقى منبوذا بين عائلته، وجيرانه، وكل من حوله من البيض (في إشارة إلى الحكم آنذاك)، بينما أول عائلة تستقبله بالحنان والحب، هي عائلة من الأميركيين من ذوي الأصل الإفريقي كانت تعيش في جورجيا (في إشارة إلى تغير الحكم في الولايات المتحدة، وأمل الناس بمستقبل أفضل).
في هذا الفيلم، قدم “خان” جانبا عاطفيا للإسلام، كدين لا يدعو إلى العنف، وإنما إلى الحب والود والتفاهم، تماما ككل الأديان الأخرى... ففي البداية، يشير الفيلم إلى التوتر الحاصل بين المسلمين والهندوس، الذي أدى إلى تولد الحقد والكراهية بين أفراد الجماعتين.
إلا أن والدة “خان” لم تشأ أن ينجرف ابنها خلف ذلك التيار، فقدمت له نصيحة صغيرة مفادها أن الناس نوعان: الصالح والطالح، وليس المسلم والهندوسي، والمسيحي وغيره، فلا يجب أن نحكم على الشخص من دينه، بل من سلوكه وتعامله مع غيره، وهي نصيحة حملها “خان” في قلبه طوال حياته.
ولعل شجاعة “خان” كانت محفزا لغيره للوقوف والتكلم من دون أي خوف، إلا أنها، وفي الوقت نفسه، كانت مصدرا لخوف بعض الجماعات المتطرفة التي لا تؤمن بالمصالحة، بل تسعى للدمار والقتل باسم الإسلام.
إلا أن هناك بعض الأحداث في الفيلم التي أطالت من زمنه، وبالتالي لم تكن ذات أهمية، كالإعصار في جورجيا، الذي دفع “خان” وغيره إلى أن يهرعوا لمساعدة سكان تلك المنطقة.
وقد برع النجم الهندي شاروخان في أداء دور “رزفان خان” في الفيلم، إذ إن تقمصه لشخصية الشاب المصاب بهذا المرض النفسي كان مثيرا جدا، وساعده على المضي في أحداث الفيلم، وإقناع المشاهدين.
وهكذا، يمكن القول إن فيلم “اسمي خان” وضع حجر الأساس لسينما هندية تسلك طريقا مغايرا عن المعتاد... فهل يصلح “خان” ما أفسدته أحداث الحادي عشر من سبتمبر؟
العدد 2738 - الجمعة 05 مارس 2010م الموافق 19 ربيع الاول 1431هـ
الفلم روووعة الصراحة
هذا الفلم الهندي الصح اللي يصلح فكرة التطرف والارهاب اللي لازمت المسلمين
مو فلم قربان الهندي ايضا - اللي كان مثل الخنجر في صدر الاسلام
فلم رائع
يعطيك العافيه