تمتلئ الساحة المحلية في البحرين بضجيج مفتعل لكنه يبدو مدروسا قبيل خوض معركة الانتخابات البرلمانية والبلدية المقرر عقدها في هذا العام. هذا الضجيج يشير إلى ساحة سياسية تفتقر إلى حكمة بعض اللاعبين فيها، بل وترسم وقائع بصورة بعيدة عن الحقائق ومناقضة للأعراف السياسية المعتادة على مستوى الوطن، ومناقضة للبرتوكولات الدبلوماسية والقانون الدولي.
إن ذلك يبدو جليا في كيفية التعامل مع القضايا الأخيرة التي طرحت في الساحة بدءا من مؤتمر منظمة هيومن رايتس وويتش وصدور تقريرها عن البحرين في المنامة في 8 فبراير/ شباط 2010 وما حل بجمعية الوفاق الإسلامية في 19 فبراير 2010 وصولا إلى السفير البريطاني جيمي بودن في 25 فبراير 2010 الذي يلتقي كحاله من دبلوماسيي العالم بجميع مكونات المجتمع المنضوية في العملية السياسية، الحكومي والمعارض وغيره، لأن هذا يأتي في نطاق عمله المتعارف عليه دوليا ودبلوماسيا للاستماع إلى وجهات النظر المختلفة وتبادل الرأي، وهو ما يقوم به فعلا المسئولون والدبلوماسيون البحرينيون في دول العالم الأخرى.
الملاحظ أن تسقيط مستوى الوضع البحريني وصل إلى درجة تثير الضحك، لأن شر البلية ما يضحك، والمراقبون والمتتبعون للشأن البحريني ينظرون بسخرية عندما يقرأون عن تصريحات رسمية وشبه رسمية متناقضة، بعضها يتحدث عن التعددية الثقافية والدينية في البحرين (وهذه تستخدم في تسويق صورة البحرين عبر الإعلام الغربي)، وفي الوقت ذاته يلاحظون التناقض الحاد في كيفية التعاطي مع جمعية سياسية سلمية لها صفة قانونية ولديها أعضاء منتخبون في البرلمان؛ ما يوحي بأننا نعيش اليوم أزمة الاعتراف بالطرف الآخر وعدم الاعتراف بالتعددية التي تشمل جميع الفئات المكونة لنسيج المجتمع البحريني... فمثلا من يعتبرون أنفسهم حماة الوطن لا يمثلون واقعا سوى مصالح ضيقة وانتماءات أبعد ما تكون عن مفهوم المواطنة وهي تنطلق من منهج تحدده كمية المكتسبات التي تجنى من جراء هذا الموقف؛ وهذا توجه يساهم في تفرقة المجتمع البحريني يوما بعد يوم.
إن رفض التعددية على أرض الواقع (والتغني بها نظريا في الإعلام الغربي فقط) أوجد أصواتا شاذة ومتطرفة سواء من يصنفون أنفسهم بالموالين للحكومة أو المعارضين لها، هذه الأصوات التي لا يهمها تمزق وحدة المجتمع وحتى من كان في يوم ما معارضا وكان ينهك الصحافة بتصريحاته نراه اليوم وعندما وصل إلى البرلمان أصبح وجوده من عدمه مثل «الأطرش في الزفة» فقط يبحث عما يناسبه ويناسب مصالحه الذاتية، بل ويبادر إلى الاشتراك في حملات غير وطنية ضد رفاق له ساهموا في إيصاله إلى ما هو عليه الآن.
التطورات التي حدثت داخل ساحتنا المحلية تدعونا إلى مراجعة المواقف وإعادة النظر في الأوراق بشكل تنتصر فيه ثقافة التعددية لجميع مكونات مجتمعنا على غرار ما حدث في الولايات المتحدة الأميركية إذ اعتبر فوز الرئيس الأميركي باراك أوباما انتصارا للثقافة الأميركية التي تؤمن بالكفاءات لا باللون، ولا بالعرق، فهذا الانتصار جاء لينهي زمن العنصرية وليعلن عن بدء مرحلة احترام الثقافات والاثنيات الأخرى - بمعنى - وجوب الاعتراف بالآخر.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 2736 - الأربعاء 03 مارس 2010م الموافق 17 ربيع الاول 1431هـ
فاقد الشيء لا يعطي
لا تتعبي نفسك فكل هؤلاء الذين يتغنون بالوطنية وهمهم الأول والأخير عزة وكرامة هذا الوطن والمواطن ، هم في حقيقة الأمر غائبون عن هذا النهج وبعيدون كل البعد عن هذا التصور الذي يتحدثون عنه في مناسباتهم . ونحن لا نعتب عليهم فحسب بل نعتب على أنفسنا كيف كنا لهذه الدرجه سذج بشعاراتهم الرنانه المزيفه التي جعلت لنا الشمس في يد والقمر في يد وها نحن الآن لم نرى أشعة الشمس التي أوهمونا بها ولا ضوء القمر الذي لم نرى خسوفه في ليالينا المظلمه حتى الآن .
إنشري الرأي الآخر يا وسط
لو زين ضلينا على وضعنا قبل الميثاق والبرلمان .. فكل ما جاء بعده كان لمصلحة أشخاص فمنهم من أصبح نائبا أو عضو في المجلس البلدي أو وزير أو رئيس جريدة وكل هؤلاء لم يفيدوا الناس بشيء والناس هم من ضحى بكل شيء ..
إسمحي لي مع الشكر استاذه ريـم, بتكرار التعليق .. نفس التعليق على مقال الأستاذ غسان بصحيفة الوقت بالأمس.
السفارات موجودة للتواصل و التحاور مع اي طرف من الأطراف المعترف بها قانونيآ سواء .. الأصالة.المنبر . الوفاق او اي جمعية بحرينية ونحن في عهد الديمقراطية و حماية الحريات و حقوق الأنسان.. نعم هناك تناقض .. اما ان نقبل بمثل هذا التواصل و التحاور .. او على المستنكرين ان يطالبوا بأغلاق السفارات في بلادنا .. السفارات معترف بها, و الجمعيات معترف بها .. فلماذا يصاب لوبي الفتنـة بالدوخة و الأختناق عندما يسمعون بخبـر اجتماع تحاوري بين اي جمعية و بين السفير البريطاني .. حلايلي . مستقل . غير تابع
أسمع كلامك أتعجب وأشوف أفعالك أستغرب
سمعة السلطة الحاكمة بوجود جمعيات سياسية تمثل مختلف أطياف الشعب من أجل المشاركة في القرارات السياسية لكي تعطي صورة وسمعة طيبة عنها في المجتمع الدولي بأنها دولة ديمقراطية. ولكن في الواقع والحقيقة السلطة تفرض أرادتها وأيديولوجيتها عليهم لكي يكون العمل السياسي احتكارا لها فقط ولا تعترف بهم بل إنها تسعي دائماً بوضع العراقيل وزرع الطائفية ومنع ندوات الجمعيات السياسية التي تخالفها وتتهمها بالخيانة والتعاون مع الخارج وعدم الوالي للوطن.
الكل عارف انه ضجيج مفتعل
الكل عارف انه ضجيج مفتعل وهذا بناءا على ما صرحته وادلت به كتلة الوفاق في تصريحات سابقة في الراي العام ان هناك اطراف معينة تريد اضعاف الكتلة وهذا يغرض ويخص انتخابات 2010 2014 وهناك من يقف خلف الكواليس من الخلف للخلف وقد صرح السفير انذاك انه لا يمكن ان يتدخل في الشئون الداخلية للبحرين بعد كل هذي التصريحات الكل ( ما صدق) اي ان النتيجة معروفة نفي السفير ذلك وفي نهاية الامر اتضح انه هناك امور مفتعلة تمارسها جهات كثيرة ضد كتلة الوفاق
ولكي الف تحية يا ريــــــــــــــــم
الأخت الفاضلة
الأخت الفاضلة ... الضجة المفتعلة تفعلها فئة تكفيرية هي نفسها ما تقوم به في دولة الكويت...
يعني ما يخلون كل جماعة تشتغل على هواها بس همهم يسقطون في شيعة امير المؤمنين (ع) ما يهمهم المجلس والفايدة ...وكأنهم كالنعاج والدجاج عندما تصرص نعجة تسمع صوت من البرلمان امبااااااع... واللي ما يسوي خارج الحضيرة....
بارك الله فيك
بارك الله فيك وسدد خطاك.
مقالك رائع
هل اتبعنا رسولنا؟
أحسنت يا أخت ريم على هذا المقال، فعلاً نحن نعيش أزمة عدم الاعتراف بالآخر على جميع المستويات، فلو كنا نؤمن بالتعددية ونطبقها لتجاوزنا الكثير من الأزمات ولنا في رسول الله قدوة حسنة ونحن نعيش ذكرى ميلاده الشريف، حيث كان يدعوا الى التعايش السلمي وقبول الآخر وعدم فرض الدين على الناس فضلا عن باقي القضايا، فهلا اتبعنا رسولنا؟