محمد، مواطن يعمل براتب لا يتجاوز الـ300 دينار، ويقيم في شقة مؤجرة تستحوذ على 150 دينارا من راتبه، فضلا عن 130 دينارا تذهب لصالح أحد المصارف لتسديد قسط السيارة، ويعيل زوجتين وعددا من الأبناء بـ 20 دينارا فقط هي المبلغ المتبقي من راتبه.
في كل يوم يراني فيها محمد يسألني عما إذا سنحت لي الفرصة للكتابة عن معاناته جراء الانتظار الطويل الممل لتلبية طلبه الإسكاني، وتلافيا لتقليب المواجع واستذكار الصعوبات التي يواجهها لتوفير احتياجات أسرته، أعده خيرا، وأمام نظراتي المشفقة على حاله لا يملك إلا التبسم والتفاؤل بفرج قريب.
يعمل محمد كأي بحريني آخر في وظيفة في الفترة المسائية، تتطلب منه الانتقال في بعض الأحيان من موقع إلى آخر، والعودة إلى المنزل منهكا في وقت متأخر من الليل، لذلك لا تواتيه الفرصة للجلوس برهة مع أبنائه لتفقد أحوالهم ومعرفة احتياجاتهم.
ونظرا إلى أنه ممن لم يستكملوا دراستهم فإن فرصته للترقي والحصول على موقع وظيفي أفضل تكاد تكون ضعيفة جدا، والخوض في الأسباب قد يستغرق الكثير من الوقت إذا ما عرفنا أنه عاش في بيئة لم تكن محفزة لهكذا توجه مستقبلي، وقد أخذ العمر يتقدم به شيئا فشيئا وبعد مضي 18 عاما سيجد نفسه تجاوز الـ60 وأحيل إلى التقاعد ولم تتم تلبية طلبه الإسكاني.
يكاد يكون الإسكان هو الموضوع السائد في مختلف أحاديثه اليومية مع زملائه في العمل وما أن يسمع عن البدء في إنشاء مشروع إسكاني إلا وهبّ للبحث عن الصحيفة التي نشرت الخبر لقراءة المزيد، عله يكون من المحظوظين في الحصول على منزل الأحلام قريبا.
في الأسبوع الماضي تحدثت في هذه المساحة عن ضرورة إيجاد البديل للبيوت الذكية سريعا، لتجنيب المواطنين معاناة الانتظار في مساكن آبائهم أو الشقق ذات الإيجارات المرتفعة، وما أن علم محمد ركض كالملهوف العطشان الذي يبحث عن قطرة ماء يرتوي بها، وهو غير مصدق بأني حققت شيئا من أمله في طرق باب هذا الموضوع لحث المسئولين على إيجاد حلول جذرية سريعة.
محمد هو أنموذج لحالات أسوأ لا تجد متسعا للبوح بما تعانيه من ضغوط رهيبة في حياتها اليومية، وعلى رغم أنه أحسن حالا ممن يستأجرون شققا ويسددون مبالغ تصل إلى 250 و300 دينار شهريا، إلا أن أجره الشهري يفصح عن وجود ضعف في القدرة الشرائية لدى ابن البلد في ظل المضاربات الحاصلة في السوق العقارية من قبل الخليجيين، ونتيجة لعدم وجود تشريع يحميه ويقيه من سلبيات التلاعب في أسعار الأراضي فإن عليه توقع كل الاحتمالات وتجرع كل أصناف الصبر والأوجاع، بل والخضوع للإقامة الجبرية التي يفرضها عليه قطار الانتظار إلى حين تلبية طلبه الإسكاني.
إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"العدد 2735 - الثلثاء 02 مارس 2010م الموافق 16 ربيع الاول 1431هـ
الحذر واجب ...
فليس من العدل ان يمتلك احدهم بيتين والآخر في انتظار دائم
فمثلا لو كل من امتلك بيتا وتم حذف اسمه من قائمة الطلبات لكان من المؤكد ان القائمة ستقل في عددها وبالتالي فرصة تحقيق الطلب ستكون اكبر وأسرع ولندعوا جميعا للانصاف
الحذر واجب ... نداء الى وزارة الاسكان
هناك نقطة يجب الالتفات اليها والتي قد تخفى على البعض وهي ان الكثير الذين يطالبون بالبيوت الاسكانية منذ سنوات طويلة الآن قد ملكوا بيوتا يعيشون فيها ولكنهم في انتظار البيت الاسكاني للإيجار كمصدر ثاني لدخلهم بينما غيرهم يئن ويحن للحصول على بيت اسكاني يأوي اليه مع عياله فلابد للوزراة ان لا تسلّم بيت اسكاني لأي مواطن الا بعد التأكد انه لا يملك بيتا لكي تتسنى فرصة اكبر للواطنين الذين يأملون في الحصول على بيت ينقذهم مما هم فيه من تراص يرثى له فليس من
الحذر الواجب ... الله يلعن السياسة .
بدلا من أن تتيسر الأمور بموجب وضع البرلمان الذي يتضمنه النواب لتوصيل اصوات الشعب وتحقيق مطالبهم اصبحت الحياة اكثر صعوبة ومشقة الكل في نياح وعويل !!! لأنه في مقابل وضع البرلمان وُجد التجنيس الذي اثقل كاهل البلد فلم يزد الشعب الا دمارا .
لم نجد الوقت الحالي افضل من سابقه
الله يلعن السياسة التي تحول دون رؤية الحق .
الى متى
وفي مقابل معاناة محمد هناك مدن تسد عين الشمس تبنى للمجنسين الهنود والباكستانيين والمصرين واليمنيين والسورين
اللهم إنا نسألك الفرج العاجل
وهكذا هي معاناتي ومعانات الألاف من اهل البلد الطيبين اللهم إنا نسألك الفرج العاجل ... محمد منصور