يحلو لسمو الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني أن يصف قطر - أحيانا - بأنها دولة صغيرة... لكن هذا الوصف لا يطلقه إلا في حالات خاصة عندما يريد الوصول إلى هدف معين!
لكن العرب يقولون في أمثالهم: «المرء بأصغريه؛ قلبه ولسانه» فلا عبرة عندهم بالحجم بل بالعمل الذي يقوم به الإنسان، وبالفائدة التي يحققها لأهله ولوطنه...
وبما أنني من العرب العاربة فإنني أعتقد أن قطر كبيرة جدا، وقد قامت بأعمال نتفق مع ضخامتها فنالت الحمد من عقلاء الناس وآمل أن يكون لها الحمد عند رب الناس.
قطر كانت وراء «قناة الجزيرة» هذه القناة التي فتحت باب الحرية الإعلامية في البلاد العربية، ومهما اختلفت مع «الجزيرة» فإني أعتقد أنها أفضل قناة عربية على الإطلاق، وأنها تقوم بدور مميز في خدمة قضايا العرب والمسلمين ولا يدانيها في هذا العمل أي قناة أخرى... وهذا العمل يحسب لدولة قطر - أولا - وللقائمين على القناة - ثانيا -.
قطر قامت قبل أيام بعمل جليل حينما استطاعت - وبعد جهد طويل - أن تنهي أزمة دارفور، وأن تقنع متمردي دارفور أن يوقعوا اتفاق سلام مع حكومة السودان.
أزمة دارفور كادت أن تعصف بوحدة السودان، تدخلت فيه «إسرائيل» بقوة، واستضافت بعض المتمردين وحصلت منهم على وعود بالوقوف معها لو تمكنوا من حكم السودان... أميركا كانت داعمة للحرب... وكانت تبحث عن مصالحها ومصالح الصهاينة... ففي دارفور ثروات طائلة، وفوق هذا فإن حكومة البشير لم تحنِ رأسها للصهاينة وللأميركان فكان لابد من عقوبتها.
والمؤسف أن بعض ممن كانوا محسوبين على التيار الإسلامي وقفوا مع المتمردين، وساعدوا على إشعال الفتنة، كل ذلك باسم الوطنية والمواطنة - كما يزعمون -.
نجحت قطر في إطفاء الفتنة، كما وعد أميرها بإنشاء بنك للتنمية في دارفور برأس مال يبلغ ملياري دولار... وهذه خطوة مقدمة الطريق الصحيح.
الحكومة القطرية فعلت الشيء نفسه مع اللبنانيين... جمعتهم، تحدثت معهم مرارا... بذل أميرها ورئيس وزرائه الكثير حتى تمت المصالحة واجتمع اللبنانيون وبدأوا في صنع مستقبلهم.
ومشاكل اللبنانيين لم تكن سهلة، فالقوم جدّ مختلفين... والمصالح متضاربة، والمرجعيات كثيرة... و»إسرائيل» تعمل كل شيء لكي تتمكن من هذا البلد وتقضي على مقاومته... والأميركان معهم في كل شيء.
لكن الإدارة الطيبة أوصلتهم إلى الطريق الصحيح... ولكن بعد جهد كبير.
مرة أخرى... اللبنانيون هم من شارك في الفرقة التي وقعت بينهم... هم من أضعفوا بلادهم... وللأسف فالمصالح الشخصية هي التي جعلت رؤوسهم تنحني وإن كان الكل يتشدق بالوطنية ومصلحة البلاد.
قضية فلسطين كانت حاضرة وبقوة عند الأمير، ولا أعتقد أن هناك من سينسى موقفه الرائع أثناء العدوان الهمجي على غزة... بذلت الحكومة وأميرها جهدا نادرا لعقد قمة عربية بهدف إيقاف العدوان ومساعدة أهالي غزة، وإزالة الحصار الظالم عليهم... تحملوا في سبيل ذلك الكثير لكنهم صبروا لأن هدفهم كان يستحق كل ذلك الصبر.
الوضع العربي المتردي لايزال بحاجة إلى قطر وأميرها... الدولة «الكبيرة» لايزال في جعبتها ما تفعله، وعليها أن تواصل الطريق.
إخواننا في غزة لايزالون محاصرين؛ من مصر ومن «إسرائيل»، وأنفاقهم البائسة تتعرض للقصف والهدم؛ من مصر ومن «إسرائيل» - أيضا - وهم في أمسّ الحاجة لمن يقف معهم... كما أن من حقهم أن تصل لهم المبالغ التي وُعدوا بها في مؤتمر الكويت.
حرمات المسلمين تنتهك؛ المسجد الأقصى شبه محتل... وهو على وشك السقوط... مسجد الخليل ومسجد بلال أصبحا آثارا يهودية... والصمت يكاد أن يكون مطبقا!
العرب وغيرهم صرخوا بملء أفواههم عندما حطم الأفغان (طالبان) تمثال بوذا... لكنهم الآن لا يكادون يتحركون لأهم المقدسات الإسلامية... استنكار لا قيمة له... وحكومة سلطة تكاد أن تقف مع الصهاينة... تتحدث - إن فعلت - على استحياء... وعلاقتها القوية مع الصهاينة كما هي لم تتغير!
المستوطنون عبثوا بالأقصى ومسجد الخليل... وحكومتهم عبثت بأراضي الفلسطينيين... والعرب يقولون: الصمت حكمة وقليل فاعله... وهم من هؤلاء القلة!
أمير قطر عليه آمال أن يفعل شيئا لإنقاذ مقدسات المسلمين... وإنقاذ الغزاويين... ستكون هذه من حسناته التي لن تنسى!
أعرف أن هذا الطريق كله أشواك وألغام... وليتها من الصهاينة لكانت تهون... لكنها - للأسف - من بعض أبناء جلدتنا وديننا ممن يتخذون الأميركان والصهاينة آلهة تعبد من دون الله.
لكن الأهداف الكبرى تحتاج إلى نفوس كبرى... والتاريخ لن يذكر إلا الكبار...
إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"العدد 2734 - الإثنين 01 مارس 2010م الموافق 15 ربيع الاول 1431هـ
موقف عربي مخزي
والعرب ناسين انفسهم ويا شايلين ايدهم او مشغولين بفتن وحرب اهلية وطائفية وتصعيد وناسين القضاياا الاهم واهي احتلال الامريكي وتراهم يتراشقون بالتهم انت عميل ايراني نت كذا انت كذا الارهابيين مشغولين بتفجير لاكن ليش تفجير العدو ومحاربته لا بل التخلص من المسلمين انفسهم اظن اننا في زمان لا عقل للعروبة فيه
التفكير العربي صار ميت