على مدار يومين، نظّمت «جمعية دعم الطالب» المؤتمر التربوي الأول تحت عنوان «قيمة التعلم في مجتمع المعرفة»، على صالة وزارة التربية والتعليم بمدينة عيسى، شارك فيه بعض مسئولي الوزارة، وعدد من مديري المدارس والمشرفين الاجتماعيين والمدرسين وطلاب الجامعة، إلى جانب طلبة وطالبات ثماني مدارس حكومية وخاصة، الذين يمثلون محور المؤتمر.
المؤتمر الذي عقد يومي 20 و21 فبراير/ شباط الماضي، تحت رعاية وزير الشئون الخارجية نزار البحارنة، شارك فيه 15 متحدثا رئيسيا، من اختصاصيين ومستشارين بوزارة التربية و «تمكين» ومعهد البحرين للتدريب وكلية المعلمين وبرنامج الأمم المتحدة الانمائي. ويهدف إلى غرس قيم التعلّم وتعزيز الدافعية لدى الطالب، والتركيز على مدى مواءمة مخرجات التعلم مع احتياجات سوق العمل. وهي من أهم القضايا المؤرقة على المستوى الوطني، في ظلّ الشكوى الدائمة من ضعف تأهيل الخريجين، وفوز العمالة الأجنبية الوافدة في مختلف القطاعات بحصة الأسد مما يولّده الاقتصاد من فرص عمل جديدة.
المنظّمون أثنوا على مشاركة وزارة التربية الإيجابية بالمؤتمر، الذي يسعى إلى تحقيق أهداف مشتركة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات التعليم الرسمية ومؤسسات المجتمع. وتكشف محاور الجلسات هذه الحقيقة، من قبيل «مجتمع المعرفة ومدارس المستقبل»، و «كيف تساهم الأبحاث في تحسين أداء مدارس البحرين»، و «الدراسة البحثية لسد فجوة المهارات»، و «تعزيز الدافعية الداخلية» و «تمكين المتعلم من مهارات التفكير»... وغيرها من أوراق عمل قيّمة لا يتسع المجال لذكرها.
في اليوم الثاني حضرت جانبا من جلسات المؤتمر، ولفتت نظري مشاركة الطالبات في مناقشة قضاياهن التربوية، والتعبير عن أنفسهن بقوة وجرأة. وحين تقارن بين جيل اليوم والجيل السابق، ترى البون شاسعا بين جيل يخجل من الوقوف أمام الميكروفون سواء لضعف ثقته بنفسه أو لعدم تلقيه فرصة التأهيل؛ وبين جيل يكتسب الكثير من مهاراته ومعارفه من الانترنت والفضائيات.
وبعيدا عن الجانب التعليمي، ستكون لهذا الجيل مطالب سياسية ذات سقف أعلى في المستقبل، وخصوصا مع تحديد سقف أداء البرلمان، وضيق فرص العمل، والتخلّي عن سياسة «البحرنة» لصالح زيادة أعداد الأجانب وتمكينهم في مفاصل الاقتصاد، وما ستفرزه سياسة التجنيس من مخرجات في المستقبل المنظور.
من بين الأوراق التي لامست الواقع كثيرا، «التعليم ومهارات سوق العمل»، قدّمها استشاري التدريب بمعهد البحرين للتدريب جميل الهاشمي، تحدّث فيها عن طبيعة سوق العمل التي تتطوّر بوتيرة أسرع من تطور نظام التعليم والتدريب؛ وعن ضغط الإنفاق المخصّص للتعليم وما يقود إليه من تخفيض قدرة سوق العمل على استيعاب المشتغلين وبالتالي زيادة البطالة؛ وعن ما أنتجته العولمة وتحرير التجارة والتقدم التكنولوجي من تغيير متطلبات السوق المهنية والفنية، وخلق فجوة بين مخرجات التعليم ومتطلبات السوق.
الباحث خمسينيٌ حاصلٌ على ماجستير في أنظمة الإدارة الهندسية من جامعة جلاسجو، ويحضّر للدكتوراه من جامعة ويلز في مجال إدارة وتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. في أثناء النقاشات كان يتحدّث بفخر واعتزاز عن عمله المبكر في الصباغة وأعمال البناء وتغسيل الأطباق أثناء دراسته الجامعية، مما يأنف منه الجيل الجديد. وكان مُحقا في تناوله لأخلاقيات العمل، التي يحتاجها الخريج البحريني في سوقٍ رأسماليةٍ شرسةٍ لا ترحم ولا تدلل أحدا.
المؤتمر فعالية نظمتها «جمعية دعم الطالب»، وهي واحدةٌ من مؤسسات المجتمع المدني، التي تعتمد على متطوعين يضحّون بأوقاتهم وجهودهم من أجل الخدمة العامة. مؤسساتٌ تتوزع اهتماماتها من رعاية الأيتام ومساعدة الفقراء إلى نشر الثقافة والعمل على الارتقاء بالحياة. وهي جهودٌ ينبغي أن تقابلها الجهات الرسمية والإعلامية بالدعم والمساندة، فهي من أوضح مصاديق المشاركة المجتمعية وعمليات البناء.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 2734 - الإثنين 01 مارس 2010م الموافق 15 ربيع الاول 1431هـ
رأسمالية وإشتراكية
"التي يحتاجها الخريج البحريني في سوقٍ رأسماليةٍ شرسةٍ لا ترحم ولا تدلل أحدا."
تعلمنا في الثانوية أن إقتصاد البحرين مزيج, لكن ما نراه اليوم هو أنه رأسمالي يطحن الإنسان البحريني, وإشتراكي إجتماعي للمجنس, عاشت البحرين.
الى متى
اي مستقبل ينتظر اهل هذا البلد بعد ان وصل مشروع التجنيس (ابو الكبائر) وتغير التركيبة السكانية والهوية العربية مداه واصبح المواطنون اغراب في بلدهم واصبح الهنود والباكستانين والمصرين مواطنون من الدرجة الاولى
الحداد
شكرا سيد وشكرا لجمعية دعم الطالب
حسافه يالبحرين
تحد فريد من نوعه يواجهه أبناؤنا الطلبه, وهو وجود أفواج المستوطنين, المرتزقه, أبناء المرتزقه, ومزاحمتهم لأبنائنا في كل صغيره وكبيره, ومستقبلا "شفطهم" لكل الفرص التي ممكن أن تتاح, نتيجة للتسهيلات المقدمه لهؤلاء المرتزقه, اللي عايشين بالحرام, وتفضيلهم على أبناء الوطن, رغم خستهم وخسة أصولهم.
وزارة التنمية
تعرف ياسيدقاسم عندما قرأت المقال خفت. مو بس على طلابنا بل حتى على الجمعية والمتطوعين، ترى تطلع لها وزارة التنمية الاجتماعية بكرة وتسبب لها مشكلة، مثل ما فعلت مع الصناديق الخيرية وىخرها صندوق المنامة. انت بنفسك كتبت عن محاكمة رئيس الصندوق ومطالبة الوزارة بإعدامه، على ماذا ما ندري، فقط لأنهم اناس متطوعين ويعملون.
ما هذه السياسة؟
تخلي عن سياسة البحرنة . تجنيس اعمى واحمق. شحة فرص العمل. سيطرة الاجانب على سوق العمل والتهامهم لأغلبها. تدهور الخدمات الصحية والتعليمية. الاسكان وما ادراك ما الاسكان. شنو هالبلد؟ وش هالسياسة يا جماعة؟ إلى وين يريدون ياخذونا؟
مطالب سياسية ارفع
طبعا يا سيد سيكون للجيل القادم مطالب سياسية أرفع سقفا من مطالبنا الحاليةن خصوصا إذا لم يصححوا وضع البرلمان ويعطون الناس فرصة للتغيير السلمي. لكن اللي يظهر ان الحكومة راكبة راسها ولا تريد أن يحدث شيء في مصلحة الناس. شوف ماذا يفعلون للوفاق واحكم بنفسك.
دياي المكاين
بالفعل..متطلبات سوق العمل تتطور بوتيرة أعلى من نظم التعليم والتدريب وهو ما يجعل أولياء الأمور يُصابون بهوس التعليم حتى أضصبح بعض الأطفال مثل دياي المكاين!..القضية إن من تقعد في البيت سنة وحدة وبعدين تتوظف تلاحظ إنها تأخرت عشر سنوات معرفية عن أقرانها بسبب التطور التكنولوجي السريع !
مقال رااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائع