استمرت حتى يوم أمس (السبت) انبعاث الغازات بصورة مكثفة منذ العصر في منطقة المعامير وسترة ومدينة عيسى وسند وصولا لبعض المناطق في المنطقة الجنوبية. وشكا أهالي قرية المعامير بشكل رئيسي من انتشار كثيف لغازات خانقة استمرت منذ 3 أيام، بعد أن كانت متقطعة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.

وأطلق أطفال المعامير وسترة عصر أمس مئات البالونات الزرقاء في سماء المنطقة الصناعية احتجاجا على تلك الانبعاثات. واختاروا اللون الأزرق تعبيرا عن المطالبة بجو وبيئة نقية كالبحر والسماء من دون غازات سامة. وعلى صعيد الأهالي أوضح عدد من المواطنين في اتصالات تلقتها «الوسط» أن «الغازات المنبعثة من المصانع والمعامل تزداد في الفترة المسائية وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي بشكل يومي، وأن ما حدث خلال اليومين الماضيين لم يكن حديثا على الأهالي والمناطق المجاورة، لأن كميات الغازات المنبعثة في الجو كانت موجودة أصلا وقد ازدادت وفاقت مستوى التحمل لدى الأهالي».

أطفال المعامير يطلقون مئات من البالونات في الهواء احتجاجا على تسمم الجو بفعل المصانع

انبعات الغازات تطال مناطق واسعة من «الوسطى» و«الجنوبية»

الوسط – صادق الحلواجي

استمرت حتى يوم أمس (السبت) انبعاثات الغازات بصورة مكثفة منذ العصر في منطقة المعامير وسترة وسند ومدينة عيسى وصولا إلى بعض المناطق في المنطقة الجنوبية.

وشكا أهالي قرية المعامير بالدرجة الأولى من انتشار كثيف لغازات خانقة منذ 3 أيام، بعد أن كانت متقطعة في غضون الأسابيع الثلاثة الماضية.

وساعدت الرياح الجنوبية الشرقية على نقل الغازات المنبعثة من بعض المصانع في المنطقة الصناعية بالمعامير إلى بعض مناطق سترة والمناطق المحيطة بها، في الوقت الذي لم تفصح أية شركة أو مصنع إلى الآن عن حدوث حالة تسرب للغازات لديها. وهو الأمر نفسه الذي يتكرر في كل مرة تنتشر فيها الغازات بنسبة مرتفعة.

وأطلق أطفال المعامير وسترة عصر أمس ضمن فعاليات مهرجان سترة البيئي برعاية وزير شئون البلديات والزراعة جمعة الكعبي، مئات من البالونات الزرقاء في سماء المنطقة الصناعية احتجاجا على تلك الانبعاثات. واختاروا اللون الأرزق تعبيرا عن المطالبة بجو وبيئة نقية كالبحر والسماء من دون ملوثات سامة.

ونقل العضو البلدي بمجلس بلدي المنطقة الوسطى صادق ربيع استياء المواطنين الكبير من استمرار المشكلة على رغم التصريحات الأخيرة للحكومة بحلها قبل نحو 3 أشهر.

وقال: «الغازات الكثيفة بدأت تنتشر في جهة الجنوب بنسبة مرتفعة يوم (الأربعاء) الماضي عند الساعة الخامسة عصرا، لتستمر حتى ساعات الفجر الأولى من اليوم التالي، علما بأن نسبة انتشارها في الجو انخفضت نسبيّا لتعاود الانتشار بكثافة ظهيرة اليوم التالي». وأفاد بأن الرياح الجنوبية الشرقية ساهمت بدرجة كبيرة في نقل تلك الغازات إلى المناطق السكنية المجاورة للمنطقة الصناعية، إذ غالبا ما تكون الرياح في جهة معاكسة تماما نحو البحر، الأمر الذي يخفف من وطأة الغازات المنبعثة من المصانع.

وشدد ربيع على أن شركة نفط البحرين (بابكو)، وشركة «البحرين للبتروكيماويات» هما المسئول والمصدر الأول عن انبعاثات الغازات، مبينا أن البيئيين والمواطنين أصبحوا يميزون انبعاثات مصنع البحرين للبتروكيماويات من انبعاثات شركة النفط، غير أن ذلك لا يقوم على دراسة وبحث علمي موضوعي دقيق.

وذكر أن انبعاث الغازات مستمرا طوال أيام السنة غير أنها تتفاوت نسبيا من فترة إلى أخرى.

وقال: إن «المشكلة تكمن في أن الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية لا تصدر التقارير الدورية لمراصد قياس جودة الهواء (أحدها موجود في المعامير) للعلن، فالمواطنون والمجلس البلدي يجهلون تماما تفاصيل تحليلات ونتائج هذه المراصد. وإلا فإن من شأنها أن تطمئن المواطنين وتفيدهم بالمعلومات الدقيقة ليكونوا على دراية وإلمام كافٍ بالمشكلة».

وواصل: «التقارير مبهمة لدرجة أنه لا تصل حتى إلى المجلس البلدي، علما بأن المجلس طالب بوصولها بشكل دوري مرات عدة لكن من دون جدوى». منبها إلى أنه «من خلال المتابعة مع البيئيين والمختصين في الفيزياء من أساتذة وخبراء، تبين أن مصانع البتروكيماويات تنبعث منها غازات من دون روائح أو لون، وتعتبر خطيرة وسامة وبحاجة إلى التحقق منها».

وأبدى العضو البلدي أسفه لغياب اهتمام وزارة الصناعة والتجارة بالمنطقة الصناعية في المعامير، مبينا أنه تنضوي تحت مسئولياتها جملة كبيرة من مخالفات المصانع القائمة حاليّا. مؤكدا أنه لا يمكن في أي حال من الأحوال أن تُلقى كل المسئولية على وزارة شئون البلديات والزراعة أو الهيئة العامة لحماية البيئة فقط، إلى جانب المجلس البلدي.

وذكر ربيع «إذا لم نطالب بإزالة المصانع الضخمة، مثل «البتروكيماويات»، و»بابكو»، لابد من تشديد الرقابة عليها وإخضاعها للقانون، فضلا عن حظائر المواشي التي تتسبب في جملة كبيرة من المشكلة البيئية والصحية، ولذلك نحن نعول كثيرا على الصرامة في الرقابة والتفتيش لتحقيق ولو جزء من الكمال.

وعلى صعيد الأهالي أوضح عدد من المواطنين في اتصالات وردت إلى «الوسط» أن «الغازات السامة المنبعثة من المصانع والمعامل تزداد في الفترة المسائية وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي بشكل يومي، وأن ما حدث خلال اليومين الماضيين لم يكن جديدا على أهالي المعامير والمناطق المجاورة، لأن كميات الغازات المنبعثة في الجو كانت موجودة أصلا وقد ازدادت وفاقت مستوى التحمل لدى الأهالي».

وقال المواطنون: إن هناك الكثير من الأفراد في المعامير والمناطق المجاورة ممن تعرضوا لمشاكل صحية من الغازات المنبعثة، في الوقت الذي لم تتخذ الحكومة أي موقف حازم كخطوة إيجابية منها لحماية المواطنين القاطنين في الدائرة الخامسة بشكل عام.

وأكدوا أن الدائرة لا تعاني من غازات المصانع والمعامل فقط، فإن «روائح المواشي التابعة إلى شركة البحرين للمواشي وترسبات مياه خليج توبلي كلها تغطي المنطقة إلى جانب غازات المصانع والمعامل»