العدد 2732 - السبت 27 فبراير 2010م الموافق 13 ربيع الاول 1431هـ

اليمن: المزارعون في محافظة ذمار يواجهون «صقيعا غير مسبوق»

تسببت موجة الصقيع غير المسبوقة التي تشهدها اليمن منذ منتصف شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي 2009 في تدمير المحاصيل في أجزاء من محافظة ذمار التي تقع في المناطق الجبلية الوسطى من اليمن، مما ألحق أضرارا بسبل عيش مئات الآلاف من الناس، حسب الخبراء الزراعيين.

وتعتبر محافظة ذمار، التي تبعد بنحو 100 كلم عن العاصمة صنعاء وترتفع بنحو 2,500 متر عن مستوى سطح البحر، واحدة من أكثر المناطق برودة في البلاد، حيث انخفضت درجات الحرارة فيها مؤخرا إلى نحو أربع درجات مئوية تحت الصفر.

وفي هذا السياق، أفاد مدير مكتب الزراعة والري بالمحافظة علي محمد الحمدي، أن موجات الصقيع بدأت في منتصف شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وازدادت سوءا في منتصف شهر ديسمبر. وقد تسببت في «تدمير معظم المحاصيل تقريبا بما فيها أشجار القات التي تمت تغطيتها بالقماش».

وحسب، مدير الإرشاد الزراعي في المكتب ذاته فؤاد القوري، تشكل عملية تغطية المحاصيل بالقماش طريقة لحمايتها من أضرار الصقيع. وأضاف أن «إضرام النار في الحطب أو إطارات السيارات حول الأراضي الزراعية في الصباح الباكر وزيادة السقي من مرتين إلى ثلاث مرات شهريا» قد يساعد بدوره في مواجهة أضرار الصقيع.

غير أن كل الإجراءات الوقائية تبدو غير مجدية هذه السنة، حيث أفاد رئيس الجمعية التعاونية الزراعية بذمار عبد الوهاب محمد، أن مؤسسته حصلت على مئات الشكاوى من مزارعي الخضراوات الذين فقدوا محصولهم في الأسبوع الأول من شهر يناير بسبب الصقيع. وأضاف قائلا: «لا زلنا نحتاج للتحقق من الأسباب الحقيقة لمثل هذه الموجة غير المسبوقة من الصقيع قبل أن نتمكن من اقتراح بعض الحلول العملية لصالح المزارعين المتضررين».

تفضيل القات

وأخبر القوري شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن 80 في المئة من سكان المحافظة البالغ عددهم 1.3 مليون نسمة يعتمدون على الزراعة. ويقوم «ثلاثون في المئة منهم بإنتاج القات، خصوصا في سهول المنطقة الشرقية من المحافظة، في حين يقوم السبعين في المئة الآخرين بإنتاج الحبوب والفواكه والخضراوات».

أما علي حسن الجامد، وهو مزارع قات يبلغ من العمر 25 عاما، فقال: «هذه الأيام، أقوم بتغطية محصولي بثلاث طبقات من القماش، لأن تغطيته بطبقة واحدة أو بطبقتين لا يكفي لحمايته من الجليد». وأوضح أن 1,200 مزارع من قريته فقدوا محصولهم من البطاطس والطماطم والقمح بسبب الصقيع خلال الأسبوع الماضي.

وأشار الجامد إلى أن الآلاف من المزارعين في منطقة جهران بذمار حيث يعيش نحو 75.000 شخص تحولوا إلى زراعة القات نتيجة الانخفاض المستمر في درجات الحرارة خلال السنوات الخمس الماضية. وأضاف قائلا: «أجني 300 دولار شهريا من محصول القات وهو مبلغ بالكاد يكفي لتغطية الاحتياجات الأساسية لأسرتي. لو لم أكن أملك ما يكفي من القماش لتغطيته وحمايته، فإنني كنت سأفقد مصدر رزقي»

العدد 2732 - السبت 27 فبراير 2010م الموافق 13 ربيع الاول 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً