العدد 2731 - الجمعة 26 فبراير 2010م الموافق 12 ربيع الاول 1431هـ

معالجة المياه في محطات الصرف الصحي

أحمد العنيسي comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

مما لا شك فيه بأهمية الماء خاصة في الوطن العربي والعالم بأسره وأكثر دلالة على أهميته قوله تعالى «وجعلنا من الماء كل شيء حيا»، حيث هذه الآية الكريمة تدل على أهمية الماء والمحافظة عليه بعدم التبذير ومعالجته إذا تعرض لتلوث ما، من النشاطات البشرية المختلفة وإسهاما مني في حث الناس على الاهتمام بالماء وعدم العبث به وتدميره أضع بين أعين القراء، القراءة المبسطة للمحافظة عليه والاقتصاد في استخدامه كلما أمكن ذلك، لحث الطلبة والناس على الاهتمام بهذا العصب الهام الذي يدخل في جميع مكونات التفاعلات الكيميائية والبيولوجية والذي يعتبر مهما جدا في حياة الناس وجميع الكائنات الحية.

لذا وطبقا لنظرية الآية السابقة جعلت العلماء والباحثين أن تعمل البحوث والمؤتمرات العلمية المختلفة كما تدعو وتحث جميع الوسائل الإعلام بشتى أنواعها المرئية والمسموعة والمقروءة أن تهتم بالماء والاقتصاد فيه وعدم العبث به وتلوثه.

لذلك وجب على جميع المختصين في وزارة الكهرباء والماء أن تفكر بخطط واستراتيجيات لترشيد استهلاكه ومن الخطط كأن تدعو المنازل بتغيير أنواع الحنفيات التي يتسرب منها الماء بكثرة إلى نوع أكثر اقتصادا وهي موجودة ومتوفرة أو بالتي تعمل بواسطة الاستشعار عن بعد وهذا النوع يستخدم في البلدان المتقدمة. كما وجب علينا أن نهتم ونحث على معالجة مياه الصرف الصحي بالطرق العلمية وإعادة استخدامه في بلادنا للأغراض المختلفة التي تعاني من نقص كبير وشح مصادر المياه كما يذكرون ويصرحون به المتخصصون في المياه ومصادره.

إن التجميع والتخلص من الفضلات السائلة من مصادر إنتاجها هام للصحة العامة وتلافي حدوث مخاطر لا تحمد عقباها، وتختلف مصادر الفضلات السائلة باختلاف استخدام المياه وتتنوع بتنوع الإنتاج الزراعي والصناعي والتجاري واستعمال المياه في المنازل للغسيل والنظافة الشخصية وغيرها من أنماط الاستهلاك.

ومن اللازم العمل على تجميع وتوصيل مياه الصرف الصحي والحمأة السائلة بسرعة إلى محطات لمعالجتها، أو نقاط التخلص النهائي منها بأرخص السبل المتاحة، لغاية معالجتها أو تحويلها إلى نواتج أخرى غير ضارة ولا تشكل خطرا على الناس والحيوانات. ويستحسن إيصال المخلفات السائلة إلى نقاط المعالجة بالسرعة اللازمة للحيلولة دونما حدوث الحالات الهوائية، أو تغير في خواص الفضلات أو إنتاج الغازات ذات الروائح النتنة والكريهة.

وهناك عدة طرق لهذه المعالجة نذكر منها:

معالجة المخلفات السائلة وذلك بالقضاء على أكبر نسبة من الميكروبات المسببة للأمراض وترشيح أكبر نسبة من المواد العضوية والعالقة بحيث لا تتسبب المياه بعد معالجتها في انتشار الروائح الكريهة وغير المرغوبة.

كيف تتم معالجة المياه في محطات الصرف الصحي؟

يضخ الماء من المحطات الفرعية بواسطة مضخات تدفع به إلى المحطات الرئيسة التي بدورها ترشح الماء المستقبل من ملوثاته العضوية والغير عضوية وذلك بالطرق العلمية الآتية:

أولا: المعالجة الابتدائية

ينتقل الماء الملوث إلى المرشح الأولي (المصافي- screens) وذلك لسحب المعلقات والأشياء العائمة مثل الطعام والرمل وقطع العظام والحبوب المختلفة. ومن ثم ينتقل الماء إلى مرحلة أخرى في خزانات فرعية (أحواض حجز الرمال) لتتم تصفيته أيضا من المعلقات الصغيرة والمواد العالقة غير العضوية التي نفذت من المرشح الأولي وذلك بمساعدة مرشح الهواء الذي يضخ في الماء وآخر يسحب الماء إلى المصفي (clearifier tank) لتنقية الماء.

ثانيا: المعالجة الثانوية

الغرض من أعمال المعالجة الثانوية أو البيولوجية هو أكسدة المواد العضوية أو تحويلها في المخلفات السائلة التي لم ترسب في أحواض الترسيب الابتدائي، وكذلك بعض المواد العضوية الذائبة وذلك عن طريق تنشيط البكتيريا الهوائية وغيرها من الكائنات الحية الدقيقة التي تعتمد على الأوكسجين في حيويتها مما يؤدي إلى تثبيت المواد العضوية كما في التفاعل الآتي:

CHONSP+O2 +H20 N03+So4+P04=H2O

عموما يدخل الماء في خزان التصفية (clear tank) حيث يقوم هذا الأخير بعمل تسوية واستقرار للماء لفصل الحمأة (sludge) عن الماء وذلك بضغط الحمأة إلى حفرة تقع في وسط خزان التصفية لتجميع الحمأة ونقلها إلى مكان تجميعها في خزان يعرف (Thickener Tank) بواسطة مضخة خاصة والماء يرجع بعد استخلاص الحمأة منه إلى خزانات خاصة تسمى خزانات التهوية (Aeration Tanks) التي يوجد بها بكتيريا أيضا وهواء يضخ باستمرار لخلط الماء عن طريق مراوح كبيرة وفي هذه المرحلة يتم التخلص من روائح الماء الكريهة بسبب حركة الماء القوية ووجود البكتيريا التي تعمل على تنظيف الماء بيولوجيا. ومن ثم تنقل الحمأة بعد تجميعها بالحفرة إلى خزانات حفظ الحمأة التي بدورها تقوم بتجفيف الحمأة وحرقها كيميائيا وذلك بالضغط والحرق وصناعة سماد من هذه الحمأة أو كبسولات تستخدم للزراعة.

كما يمكن التخلص من هذه الحمأة بطريقة أخرى وذلك ببسطها في الشمس في مكان يعرف علميا بالتجفيف السريري (Drying Bed) وتقليبها بين فترة وأخرى والماء المتكون مع الحمأة يرشح من تحت التجفيف ألسريري عن طريق مرشح مكون من الحصى الصغيرة المختلفة والرمال ليرجع الماء بعد ترشيحه مرة أخرى أيضا إلى نقطة البداية (INLET)

المعالجة الثالثة: التخلص النهائي من المخلفات السائلة بعد عمليات المعالجة

وتشمل المرحلة الثالثة معالجة مياه الصرف الصحي وإزالة المواد المغذية، بما في ذلك المواد السامة والمعادن الثقيلة وكذلك إزالة المواد الصلبة العالقة والعضوية ومن ثم يتم التخلص من الماء بالطرق التالية:

1 - القذف في المسطحات المائية من الأنهار والبحار والمحيطات، ويعرف هذا النوع بالتخلص الخفيف. هذه الطريقة غير مفضلة نسبة لتأثيرها السلبي على الكائنات الحية البحرية والتأثير السلبي أيضا للمخلفات على الأوكسجين الذائب في الماء، وهناك افتراض خاطئ بأن ضخامة البحار والمحيطات تقلل أو تخفف من أخطار التلوث الناتجة عن قذف المخلفات فيها، هذا الافتراض غير صحيح طبقا للمقولة «THE SOLUTION OF POLLUTION IS NOT DILUTION « أي أن تخفيف الملوثات ليس هو الحل الناجح للقضاء على آثارها السلبية»

2 - التخلص من المخلفات السائلة على المسطحات الأرضية عن طريق الري بإحدى الطرق الآتية:

(أ‌) الري بالطرق العادية

(ب‌) الري بالتنقيط

(ت‌) الري عن طريق الخطوط والأخاديد (and furrows Ridges)

3 - الري بالرش (Sprinkler Irrigation)

وبعد أن تعرفنا على الطرق الصحيحة لعمليات تنقية مياه الصرف الصحي يتبادر إلى ذهننا محطتنا اليتيمة «محطة توبلي» والسؤال المهم في هذا الموضوع هل تعمل محطة توبلي بكثافة عالية وأين يكمن الخلل والخطأ؟

قبل الخوض في الخلل الرئيسي بهذه المحطة يجب التذكير بأن هذه المحطة كانت قد شيدت لتخدم 95000 منذ أكثر من عقدين وبسبب الزيادة المضطردة في عدد السكان ومن غير دراسة أو خطة لبناء محطة أخرى - ننصح المسئولين في هذا المقام بوضع خطة لبناء محطتين على الأقل كي تساعد هذه المحطة اليتيمة - مما سبب عدم تحمل أو عبء كبير على كفاءة تشغيل هذه المحطة.

ومن العيوب والخلل الذي صاحبها هو عدم وجود مضخات هواء كافية كما يبدو وإن وجدت فإنها معطلة وهذه المضخات مهمة للمحافظة على البكتيريا من الموت التي تشفط الروائح من الماء الملوث، وبسبب قلة نسبة البكتريا ينشئ عنها عدم كفاءة المعالجة وبالتالي تصدر روائح كريهة على المنطقة بسبب قلة ضخ الهواء. بالإضافة إلى القنوات المكشوفة وكذلك وجود رمل مترسب في الخزانات الذي يسبب عبء وعيوب في كفاءة تشغيل المحطة.

إقرأ أيضا لـ " أحمد العنيسي"

العدد 2731 - الجمعة 26 فبراير 2010م الموافق 12 ربيع الاول 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 4:56 م

      مشكور ويعطيك العافية

      عجبتني المقولة : بأن تخفيف الملوثات ليس الحل الناجح للقضاء على اثاره السلبية

    • زائر 2 | 4:53 م

      ان أسمعت او ناديت حيا

      شكرا لاطرائك وأتمنى من المسئولين الأخذ بالنصائح
      وبعدم قذف مياه المجاري في البحر

    • زائر 1 | 4:50 م

      مفاهيم علمية عن المعالجة

      شكرا لتوضيح طرق المعالجة

اقرأ ايضاً