العدد 2731 - الجمعة 26 فبراير 2010م الموافق 12 ربيع الاول 1431هـ

مكتبة الكونغرس تنشر آلاف الكتب والوثائق التاريخية على الإنترنت

60 ألفا من الكتب القديمة والهشّة التي يصعب تداولها ومطالعتها دون الإضرار بها والتي تعتبر كنزا عند جماعات الكتاب والمؤرخين وخبراء الأصول والأنساب، تم تصويرها بالمسح الرقمي كجزء من برنامج طموح لمكتبة الكونغرس الأميركية، أكبر مكتبات العالم. وهو مشروع يعتبر الأول من نوعه لتحويل مجموعة كبيرة من الكتب القيّمة إلى كتب رقمية.

وسيصبح بإمكان كل شخص مهتم بالاطلاع على تاريخ الولايات المتحدة المبكر أو حتى تقصّي أصله ونسبه وتاريخ عائلته أن يجد ذلك في الكتب أو يقوم بتنزيل الكتب التي يريدها مجانا على الكمبيوتر في مكتبه أو منزله.

يقول مايكل هاندي إن «المكتبة اختارت الكتب التي يرغبها الناس، لكنها قديمة جدا وهشة بحيث يصعب تداولها من قبل القرّاء، فهي لا تحتمل معاملتها» دون خطر الإضرار بها أو تلفها. وهاندي هو المدير المشارك للمشروع المعروف باسم رقمنة المنشورات الأميركية.

ويضيف هاندي قوله «يغطي كثير من هذه الكتب فترة من استيطان غرب الولايات المتحدة - بين العامين 1865 و1922 - ويوفر مجموعة نفيسة من المعلومات يصعب الحصول عليها بغير هذه الطريقة.» علما بأن الكتب المنشورة قبل العام 1923 تصبح ملكا عاما للدولة في الولايات المتحدة نظرا لانتهاء فترة حقوق الملكية والنشر.

ويعود أقدم الكتب التي يشملها المشروع إلى العام 1707 ويتناول محاكمة اثنين من قساوسة الطائفة المسيحية المشيخية في نيويورك. أما الكتاب الذي حمل الرقم 25,000 في الرقمنة فيعود إلى العام 1902، وهو كتاب تاريخ للأطفال عنوانه الحياة البطولية لأبراهام لنكولن: المحرر العظيم. وقد جاء رقمنتها ليصادف الاحتفال في 12 شباط/ فبراير 2009 بالذكرى المئتين لمولد لنكولن.

هذان الكتابان وغيرهما الكثير من الكتب الرقمية يمكن الوصول إليها والاطلاع عليها من خلال فهرس (كتالوج) المكتبة أو عن طريق سجل المحفوظات (أرشيف الإنترنت ) وهو موقع عائد لمنظمة غير ربحية مكرسة لإيجاد وصيانة مكتبة رقمية مجانية على الإنترنت.

ويقول الشريك المؤسس لسجل محفوظات الإنترنت بروستر كاهل، «إن مجموعات محفوظات المكتبة ذات قيمة وعمق لا حدود لهما. والآن يستطيع كل من يملك وصولا إلى الإنترنت أن ينزل ويطبع ويجلّد نسخا من كل هذه الكتب.»

وعلاوة على ما يضمه سجل المحفوظات (أرشيف الإنترنت) من مجموعات مكتبة الكونغرس يضم مجموعات من محفوظات «اتحاد المضمون العام» وهو عبارة عن ائتلاف من منظمات من مختلف أنحاء العالم هدفه العمل على إيجاد سجل (أرشيف) للنصوص والمواد الإعلامية بالوسائل المختلفة المجانية الرقمية بلغات عدة.

التأريخ والأنساب

يحتوي كثير من الكتب التي عملت مكتبة الكونغرس على رقمنتها مؤخرا على معلومات يصعب توفرها والحصول عليها عن تواريخ كتائب ومناطق الحرب الأهلية وعن الولايات والمعلومات الإقليمية المتعلقة بأناس معينين وعن مهنهم وأسرهم، بينما تحتوي كتب أخرى على تفاصيل هامة بالنسبة للمؤرخين والمهتمين بدراسة الأنساب والأصول.

وقد كتب أحد القرّاء معلقا على عمل صادر للكاتب ديفيد سذارلاند في العام 1854 بعنوان «الخطاب» الذي ألقي في أهالي باث في ولاية نيو هامبشاير يقول «لقد أحببته جدا. فابناي متحدران من ذلك الرجل. وهو سرد شخصي مباشر مثير للاهتمام عن الحياة الأميركية المبكرة» من شخص عاش تلك الفترة.

وعلق قارئ آخر على كتاب عن أسباب الحرب الأهلية الأميركية نشر للكاتب جون لوثروب موتلي في العام 1861 في بداية الحرب قائلا: «إنه هدية رائعة للإنسانية. يجب أن نكون ممتنين لهؤلاء الناس المعنيين بهذا المشروع الضخم الذي يفتح بابا على كنوز تاريخنا. فشكرا جزيلا لكم على هذا العمل.»

مما يذكر أن مكتبة الكونغرس حولت الكثير من محفوظاتها المعتادة إلى محفوظات رقمية ضمت أكثر 7 ملايين صورة وخريطة وتسجيل صوتي وشريط مصور وصحيفة ورسالة ومفكرة يمكن الوصول إليها والاطلاع عليها في محفوظات المكتبة الرقمية على موقعها على شبكة الإنترنت التي تضم أعمالا تلقى شعبية واسعة مثل «الذاكرة الأميركية» والمجوعات المتعددة اللغات المعروفة باسم «البوابات العالمية» (غلوبل غيتويز). لكن هاندي يقول إن «هذا مجرد مشروع أولي مستدام لرقمنة الكتب يشمل أعدادا كبيرة».

ومشروع أرشيف الإنترنت هو ثاني أكبر مشروع لتصوير الكتب بالمسح الرقمي يتم بعد مشروع كتب غوغل. وهناك مجموعة فرعية لهذا المشروع هي مشروع مكتبة غوغل للكتب التي تشتمل على اتفاقيات للتصوير المسحي لكثير من مكتبات البحث العالمية. (لا يزال مشروع كتب غوغل موضع خلافات ودعاوى قضائية وخاصة بالنسبة لقضايا حقوق الطبع والنشر).

مشاكل الرقمنة

بدأ مشروع مكتبة الكونغرس لرقمنة الكتب بمنحة (2) مليوني دولار من مؤسسة ألفرد سلون. ويقول هاندي إن من أهداف المنحة كان «معالجة المشكلة التي تجنبتها عموما المشاريع الأخرى لرقمنة الكتب - ومنها على سبيل المثال، مشكلة هشاشة الكتب. ولذا أوجدنا بعض الأساليب وتدابير التعاطي مع تلك الكتب والحفاظ عليها كي نكون قادرين على مسح الكتب التي لم يكن مسحها رقميا ممكنا بغير ذلك». وتعاونت مكتبة الكونغرس مع أرشيف الإنترنت الذي قدم أجهزة المسح التي شكلت مركزا خاصّا لمسح ورقمنة المواد المطوية كالخرائط.

العدد 2731 - الجمعة 26 فبراير 2010م الموافق 12 ربيع الاول 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً