قال وزير العدل والشئون الإسلامية الشيخ خالد بن علي آل خليفة، خلال الحفل الذي أقامته إدارة الشئون الدينية بالوزارة مساء أمس الأول بجامع أحمد الفاتح الإسلامي بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف: «إن المرحلة التي نمر بها مرحلة اختبار لقيمنا وأخلاقنا ولفهمنا لديننا وانتمائنا لهويتنا، وقدرتنا على تعاطينا وتعاملنا مع غيرنا، وإننا اليوم بحاجة إلى وقفة عاقلة راشدة، ولمنهج وسطي معتدل ولخطاب ديني متجدد يحافظ على الأصل وينفتح على العصر، يقوده علماء وفقهاء وحكماء هذا الدين، يستشرفون المستقبل بعين الماضي والحاضر، مراعين في ذات الوقت؛ معطيات الواقع وحاجات الزمن الحاضر، موجهين اهتماماتهم نحو ترسيخ مفهوم الوحدة الإسلامية والهوية الوطنية؛ بل والإنسانية جمعاء».

وخلال كلمته في الحفل الذي جاء برعاية رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، دعا وزير العدل إلى ضرورة الوقوف صفا واحدا في وجه التحديات التي تهدد الجميع ولا تفرق في استهداف أي طرف أو جماعة أو طائفة، مطالبا العلماء والدعاة والخطباء والوعاظ أن يمسكوا بزمام المبادرة وصولاُ إلى الهدف المنشود والغاية المرجوَّة التي لطالما دعا إليها عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة.

بعده ألقى عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الشيخ ناصر العصفور كلمة قال فيه إنه «من الغريب أن الحملات التي تستهدف وجود الأمة وتهدد تعايشها وسلمها وأمنها تجد لها من يشجعها فعلا وممارسة في هذا الوقت العصيب الذي تتعرض فيه الأمة إلى منعطفات خطيرة تهدد وجودها». مؤكدا أن «من يتعاطى القضايا الطائفية والنعرات المذهبية ويحرض عليها إما أن يكون إنسانا بسيطا يسهل استغلاله وتسخيره، وإما أن يكون إنسانا انتهازيا يقتات على جروح الأمة وعلى حساب مآسيها».

وحضر الحفل وزير الدولة منصور بن رجب وعدد من أعضاء المجلس الأعلى للشئون الإسلامية وعدد من المشايخ، وعدد من أصحاب السلك الدبلوماسي وجمهور من المواطنين والمقيمين.

كما ألقى الشيخ علي مطر كلمة استعرض فيها أقوال وشهادات عدد من المستشرقين المنصفين عن الإسلام ونبي الإسلام، مؤكدا أنها «رسائل للمسلمين الذين أخذوا يتخلون عن دينهم، أويرون أن فيه نقصا ومحدودية، أو يخجلون من الانتساب إليه، وللمفتونين بالمناهج الأخرى». وذكر من أولئك المستشرقين: الأسوجي سينرستن، والايرلندي السير وليم موير، والفرنسي ساديو لوي، وكذلك جان توزنون كرو، والسويسري ادوار مونتيه، والأرجنتيني دون بايرون، والألماني تيودور نولدكه، الأميركي وول ديوارنت وغيرهم.

وفي الفقرة الأخيرة من برنامج الحفل استمع الحضور لقصيدة شعرية بعنوان «في ذكرى مولد الرسول (ص)» ألقاها أحمد العاني.