يعلم الرجال جيدا مدى أهمية حقيبة اليد، أو «الجزدان» الرجالي، التي تعتبر من مكملات الأناقة للرجل العصري. والواقع أن حقيبة اليد الرجالية، لا تشبه موديلات حقائب السيدات أبدا، بل هناك موديلات رجالية مخصصة للرجال ومشبعة بالرجولة والجاذبية، وتتناسب مع المظهر الرجالي المعاصر، والأنيق، وتزخر الأسواق بموديلات عدة منها تكاد لا تنتهي، إلا أن كل موديل يتناسب مع خصوصية الرجل ونشاطاته الاجتماعية والمهنية.
وقد تطورت الأزياء الرجالية حتى أصبحنا نرى إكسسوارات خاصة بالرجل، تعرض على أهم منصات عروض الأزياء العالمية الفخمة، لهذا أصبحت الحقائب الرجالية جزءا من إكسسوارات الرجل الأنيق الذي يهوى الفخامة والأناقة، ويبحث عن الجديد والمميز في عالم الأزياء الواسع، وتتنوع احتياجات الرجل للحقيبة، فهي مناسبة للطلاب لحمل أغراضهم المدرسية أو الجامعية، كما يحتاج الشباب إليها لحمل المستلزمات الخاصة بالسفر أو النادي والرحلات المختلفة، كما أنها مناسبة للعمل لحمل الأوراق والمستندات.
وكل المؤشرات تشير حاليا إلى أن الرجل أصبح مستهدفا من قبل دور الأزياء والتجميل على حد سواء، بعد أن ضمنوا سوق المرأة، وتأكدوا من ولائها، إضافة إلى أن عقلية الرجل تغيرت كثيرا في السنوات الأخيرة... واليوم، تقدم دار أزياء المصممة كارولينا هيريرا مجموعة ملابس الرجال لربيع وصيف 2010، التي من خلالها يمكن للرجل العصري أن يختبر التجربة بمظهر مميز ومثالي كعادته، فتمّ تقصير السراويل الطويلة، وشد السترات لمظهر أكثر بساطة وأناقة.
أما القطن فهو قماش الصيف بامتياز، سواء أكان بالنسبة إلى السراويل، أو سراويل البرمودا أو السترات والمعاطف الرياضية، وهو مدموج مع النسيج لتركيبة ممتازة، وتضفي النماذج المخططة أو المشبكة، وبكل تأكيد الحقائب المنوعة الأشكال، اللمسات الأخيرة. ومن جانب آخر فإن ما كان مستهجنا من قبل أصبح مطلوبا، والعروض الرجالية الأخيرة في كل من ميلانو وباريس خير دليل على الاهتمام المتزايد للمصممين بهذه السوق الجديدة والمُبشرة، فقد حضروا لها وأعلنوا عنها بشكل مكثف، وتجاوب معهم الرجال بحضورهم القوي خلال هذه العروض. رجال من شرائح مختلفة تباينت أعمارهم بين 20 و50 عاما، القاسم المشترك بينهم أنهم يتبوءون مراكز مهمة برواتب عالية، ويهتمون بالمظهر الخارجي من خلال متابعتهم للموضة وتصاميمها، وألوانها، والأهم من ذلك أسماء مصمميها في بحثهم المستمر عن التميز، الذي باتت تفرضه الحياة العصرية،.
ربما يعود الفضل في انتشار هذا الاهتمام إلى لاعب الكرة البريطاني، ديفيد بيكهام، بحسب تصريح سابق للمصمم جيورجيو أرماني؛ فبيكهام لا يشعر بالحرج من زيارة صالونات متخصصة لتقليم أظفاره أو تنظيف وتقشير بشرته، وغيرها من الأمور التي كانت حكرا على المرأة، بل كانت تشكك الناس في ميول أي شخص يهتم بمثل هذه الأمور، إلى جانب المصممين. لعبت وسائل الإعلام أيضا دورا في هذا التحول، بدليل انتشار المجلات الرجالية وصدور عدد كبير منها في الآونة الأخيرة، إضافة إلى الفضائيات، إلا أنه يبقى للمصممين الفضل الأكبر في ذلك، فهم ما إن يلتقطوا فكرة حتى يستغلوها من كل الجوانب. أحيانا بشكل مبالغ فيه، وهذا ما بدا واضحا في عروض ميلانو وباريس الرجالية للموسمين الحاليين والمقبلين على حد سواء، من خلال الإكسسوارات وألوان الأزياء، التي تميزت بالجرأة، والأقمشة التي لم يكن يتصور أحد أنها يمكن أن تُوجه إلى الرجل في يوم من الأيام، مثل الساتان.
والقصات التي جاء بعضها محددا بشكل كبير، أو قصيرا للربيع والصيف، أو كلاسيكية للخريف والشتاء، لكن المدهش الصادم بالنسبة إلى البعض، هو ذلك الزخم الهائل من الإكسسوارات التي طغت على غالبية العروض، ونحن لا نعني الأحذية أو ربطات العنق وغيرها من الكلاسيكيات، بل نعني القلادات والخواتم والأحزمة.
وأخيرا وليس آخرا، الحقائب، التي لم يخل أي عرض من العروض منها، بعض هذه الحقائب حمله العارضون على الأكتاف، والبعض الآخر باليد، بعضها بالشكل الرياضي المقبول، وبعضها مستوحى من الحقيبة المدرسية للصغار تعلق على الظهر، وأخرى أكثر جرأة، مستوحاة من حقيبة اليد النسائية، قد تكون لجس النبض أو مقدمة لما هو آت، والسؤال المطروح هو: هل ستحقق حقائب الرجال النجاح التجاري نفسه، الذي حققته حقائب النساء لدور الأزياء؟
فالمتعارف عليه أن الكثير من هذه الدور كان مهددا بالإفلاس، لولا اعتمادها على طرح تشكيلات مختلفة من الحقائب الجلدية، التي لا ينافسها في تصاميمها المبتكرة سوى الحملات الإعلانية المثيرة عنها.
وما تعرفه غالبية النساء هو أن نجم حقيبة اليد لم يسطع ويتحول إلى أساسية من أساسيات الموضة، بشكل قد يكون أهم من الزي نفسه، إلا في أواخر التسعينيات، فقبل ذلك، وبحكم موضة «القليل كثير»، التي كانت سائدة آنذاك، كان المصممون لا يجرؤون على إرسال عارضاتهن وهن يحملن أي شيء، إلى أن جاء فارس الموضة، مارك جايكوبس، وأرسل عارضاته بحقيبة يد يتيمة في العام 1996 خلال أول تشكيلة قدمها لـ «دار لوي فيتون». ما يذكره مارك جايكوبس آنذاك، أنه كان خائفا من رد فعل الجمهور السلبية، لكن الإقبال كان أكبر مما كان يحلم به، واكتشف أن هذا الإكسسوار المنسي، كان كنزا مدفونا ينتظر من يخرجه من قمقمه.
العدد 2731 - الجمعة 26 فبراير 2010م الموافق 12 ربيع الاول 1431هـ