حقيقة لم أكن أرغب الخوض في هذا الموضوع لولا اضطراري لتوضيح بعض النقاط التي قد تكون خافية على البعض ما دام الأمر يتعلق بنا ويهاجمنا من دون حق... فـ «الظاهر» أن نتيجة الاستفتاء الذي أجراه أفضل المواقع الرياضية شعبية «كوورة» وأعطى «الوسط الرياضي» الأفضلية، لم يرض البعض، وهو أمر طبيعي، لأنني شخصيا حين لم يعجبني استفتاء أفضل تغطية لبطولة كأس الملك الموسم الماضي كتبت عن ذلك وانتقدت النتيجة - عن وجه حق - لجنة التحكيم التي ليس لها صلة بعمل الصحافة الرياضية اليومية، على رغم احترامي الشديد لشخوصهم، ولكنني باركت لزملائي في الملاحق الرياضية الأخرى بفوزهم ولم أتعرض - إطلاقا - لهم بالنقد، ولم «أنغص» عليهم فرحتهم، على رغم أنهم يعلمون جيدا تميز «الوسط الرياضي» في هذه التغطية العام الماضي والظلم الذي لحق به.

- والاستفتاء الذي أجراه موقع «كوورة» والذي قمنا بنشره حرفيا، لم يكن لنا - من الأساس - علم به ولم نشارك فيه، ولم تطلب دار «الوسط» من الموقع إجراءه كما تفعل بعض المؤسسات الصحافية الأخرى لكي تنصب نفسها الأولى، وتقبلناه كأمر محايد، لأننا - من الأساس - لم نقدم للقائمين عليه مكافأة ولا حتى قلنا لهم كلمة شكر. لذلك أنا استغرب من الأشخاص الذين زجوا باسم «الوسط الرياضي» في نتيجة الاستفتاء على رغم أنهم أحجموا عن التعليق على بقية نتائجه، التي شملت - أيضا - أفضل مدرب وأفضل شخصية رياضية!

أما «الوهم» الذين وصفونا به فنحن لا نعيشه - أبدا - مثل غيرنا، بل إننا - دوما - نتشبث بأرض الواقع، لا نريد فضل أحدٍ علينا، ولا نرغب أن يكون لنا فضل على أحد لأن الفضل لله وحده. الذي وفقنا في اجتهادنا لعملنا. وتقديم خدمة لكل القراء، وأن نمثل هاجسا لكل الرياضيين، ومن دون أن نفكر في أي مردود مادي أو معنوي. والدلائل على ذلك كثيرة!

أما حديث أستاذ الجامعة الذي استندوا إليه في الصحيفة إياه، عن الاستفتاء فأنا لا أريد أن أعقب على «ما أفتى به في البحث العلمي»، ولكن أطلب من ذوي الاختصاص أساتذة الجامعات التعليق على ما طرحه في عملية الاستفتاء ومقدار العينة ومعنى الاستفتاء العشوائي، لأنني أعلم ذلك جيدا. لأنني سبق أن عملت رئيسا لقسم التخطيط والبحوث في المؤسسة العامة للشباب والرياضة ردحا من الزمن شاركني في عملي أساتذة باحثون على مستوى عال، وموظفون لتحصيل عينة البحث حتى استخراج نتائجه. ولكنني سأقول للأستاذ المحترم «ألا يجوز إجراء استفتاء عشوائي في أي موقع ما وعلى قضية ما بأي عدد؟» فإذا كان جوابك «نعم» فهو يرد على ما طرحته في الصحيفة، أما إذا كان الجواب «لا» فأنا لن أقول عنك أستاذا جاهلا!

الأخوة الزملاء في»الوسط الرياضي» لم يهللوا ولم يطبلوا للاستفتاء، ولم يطلبوا حتى «عشاء سمبوسة» والقراء الكرام الذين يحرصون على قراءة ما ينشره «الوسط الرياضي» - أيضا - لم يعلقوا على نتائجه. والسبب أننا جميعا نؤمن بأن عمل الصحافة ليس فيه الأفضل والأحسن والأجمل... ولكن فيها الصدقية والطرح الموضوعي والنقد البناء الذي يحاربنا - بسببه - الكثير من الشخصيات والأشخاص، و - بسببه - أيضا ننال احترام الكثير من القراء!