كم أحزنني أن أقرأ في الصحف ما اجتره أحد النواب على لسانه حين أشار إلى أن مناطق الموالين لم تستفد كثيرا من خدمات الإسكان وخدمات البنى التحتية، وكم آلمني رده على احتجاجات النواب «اللي على راسه بطحه يتحسسها»!
هل وصل الأمر بالبحرين إلى هذا المستوى، وهل يمكن للنواب أن يتحدثوا بلغة الغوغائية تحت قبة البرلمان وبهذه الطريقة المؤذية جدا، فهل يعني أن بقية المناطق من المناهضين للحكومة أو أنهم من يسعى إلى قلب الموازين؟ فليتق النواب الله ولا يجروا البلد إلى ويلات أخرى ليس بإمكانه تحملها، وبدل أن يعرضوا العضلات في المجلس النيابي عليهم أن يصلحوا الشروخ بكل الطرق.
للأسف فإن مجلس النواب يعكس شيئا من واقع الحياة في البحرين، ومن تطورات خطيرة جدا، فهذا الصف يعمل لوحده وذاك الصف لوحده والأيدي لا تصافح بعضها إلا للصور الكاذبة وللدعايات لتصدير ما يمكن أن يطلق عليه أكذوبة المصالحة أو التوافق... دعوكم من اللعب على الذقون، وليبق في المجلس النيابي من يصلح أن يقود ركب هذا البلد إلى بر الأمان، وكفوا عن الحديث عن الخدمات والتي هي من اختصاص البلديين وأعملوا على التشريعات والقوانين بدل إذكاء نار الفتنة.
لقد كانت لكمة الموالي قبل سنوات أقل وطئا بكثير مما قاله النائب المعني في جلسة النواب، فضربة الموالي كانت آثارها على وجه أحد النواب وسرعان ما أخفاها الزمن، ولكن تصدعات النواب اليوم والتي لا تظهر على الملأ أخطر من هذه الضربة، وتقسيمهم للمناطق بحسب المولاة أمر لا يقل خطورة فكل المواطنين بلا استثناء موالين لهذا الوطن ولا يمكن لأي كان أن يشكك في ذلك، وإذا كان لدى النائب جهاز يقيس المولاة في دائرته الانتخابية فهو أمر آخر!
إن دستور البحرين صريح في كل مواده، ولم يذكر أن من حق هذه الدائرة أن تحصل على خدمات أكثر وبيوت أوسع لأنهم موالون أكثر من تلك المنطقة! ولم يقسم البحرين إلى مناطق موالية وغير موالية فنحن في دولة القانون ولا يحكمها قانون الهراء، ولا أتوقع أن يحصل النائب على حصة أكثر بمجرد أن قال «كلمة هو قائلها» وأكبر دليل سكوت المسئول في الإسكان على هذا الكلام الفارغ ومن ثم رده بخصوص توافر الموازنة لأنه لا يملك أي جواب على المناطق الموالية!
وأقترح على النائب المعني أن يضيف مقترحا برغبة أو بغير رغبة مفاده إضافة بند جديد أو عبارة إلى جوازات كل البحرينيين يكتب فيها «موالي» أو «غير موالي» وعليه أن يقف في الجلسة المقبلة ليعطينا شرحا وافيا عن معنى الموالاة كما يريدها هو أو كما يتمناها لكل البحرينيين، ومن لا يملك هذا الحق فعليه أن يبحث عن بلد آخر يواليه ويهواه... ولتعامل حتى «سنانير» تلك المناطق معاملة أخرى، لأنها سنانير المناطق الموالية!
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"العدد 2353 - الجمعة 13 فبراير 2009م الموافق 17 صفر 1430هـ