لن تكون مفاجأة من العيار الثقيل إذا عاد إياد علاوي لرئاسة الوزراء في العراق. فليس خافيا أن علاوي هو الخيار المحبذ من دول «الاعتدال العربي» التي زارها مؤخرا، مستفيدا من رصيد علاقاته الواسعة مع المحيط العربي إبان حكمه.
كما أن علاوي يبدو حاليا الخيار المفضل للسوريين أيضا، فالرجل حرص على لقاء الرئيس بشار الأسد قبل الانتخابات، كما أنه يعد أحلى الخيارات أمام دمشق خلال المرحلة المقبلة بعد تعرض العلاقات العراقية السورية إلى شبه قطيعة، إثر اتهام رئيس الوزراء نوري المالكي لدمشق بتحمل المسئولية أو (التغطية) على القيادات البعثية التي يتهمها بالتخطيط للتفجيرات الدموية التي هزت العراق.
الأميركان يحبذون علاوي على غيره، فمن نظرهم لا يرونه «خيارا إيرانيا»، وهو وإن كان ليس الخيار المحبذ لطهران، لكن الجمهورية الإسلامية قد تعتبره الأقل ضررا من بقية الخيارات الأخرى في حال لم يصل حلفاؤها (في المجلس الأعلى وحزب الدعوة) إلى سدة الحكم في بغداد.
في داخل المجتمع العراقي، ينظر الكثيرون إلى علاوي بأنه ابن بغداد بل ابن الأعظمية، الذي لم يعرف النهج الطائفي بحكم التنشئة. فإياد علاوي سليل عائلة سياسية علمانية عريقة، فجده كان ذا شأنِ وصوت مسموع في حقبة الدولة العثمانية، وأعمامه تبوأوا مناصب قيادية في السلطة إبان عهد الملكية. وهو أيضا ابن عائلة ثرية من كبريات البيوت التجارية في بغداد.
البعثيون (الذين خسروا مواقعهم السابقة) وإن كانوا يختلفون مع علاوي بوصفه معارضا للنظام الصدامي لكنهم وجدوا من القائمة العراقية التي تضم «علاوي والمطلك» السبيل الوحيد ربما للنفاذ بقوة في العملية السياسية.
الطائفيون بدورهم ينظرون إلى علاوي من زاوية حادة ضيقة: أنه سياسي شيعي في نهاية المطاف مهما تلبس لبوس سياسية أخرى، ويساعدهم على ذلك العرف الذي أضحى سائدا بعد النظام السياسي في العراق (المبني على المحاصصات) وهو أن منصب رئاسة الوزراء لن تخرج من البيت الشيعي في كل الأحوال. وهذا الخيار قد يتبناه الصدريون رغم الحرب الماضية التي خاضها الرجل معهم أثناء حكمه. وبدا في الآونة الأخيرة تبادل الرسائل الغرامية بين علاوي والصدريين.
ورغم الخلافات مع الأكراد، حافظ علاوي على شعرة معاوية في علاقته معهم، ففي الفترة الأخيرة أدان علاوي تصريحات زميله في القائمة ظافر العاني التي اتهم فيها الرئيس العراقي جلال طالباني بالعمالة، مما سارع علاوي للاعتذار الضمني والنأي بنفسه عما أسماها «التصريحات غير المتوازنة» لصديق الدرب، معيدا ذكرياتها المشتركة في النضال لمواجهة «الدكتاتورية الدموية».
سمة اللاطائفية تقترن - شئنا أم أبينا - بصورة علاوي مهما قيل عن هذا الرجل الكارزمي، وأتذكر أنني في أحد فنادق المنامة سألني السياسي المخضرم أثناء زيارتنا له: «كيف ينظرون لي هنا؟»، أجبته بعد صمت قليل: «الناس هنا تقول إن علاوي دمّر النجف والفلوجة»...
ابتسم علاوي وقال: «لقد حميت النجف والفلوجة!».
ربما تكون هذه الثنائية الصعبة هي التي ستوصل الرجل إلى مبتغاه!
إقرأ أيضا لـ "حيدر محمد"العدد 2729 - الأربعاء 24 فبراير 2010م الموافق 10 ربيع الاول 1431هـ
Ferraas
علاوى مسئول عن دم السيد محمد باقر الحكيم رحمه الله وهو الذى دبر اغتياله ابان حكمه عندما كان رئيسا للوزراء وايضا هو علمانى صرف وبعثى متخفى ومتافق يشكل خطرا على الطائفة الشيعية هناك