الخوص هو الوريقات النابتة على المحور الرئيسي للورقة المركبة أي السعفة، وهناك أشكال وألوان مختلفة من الخوص ولكل نوع وظيفة معينة.

أنواع الخوص المستخدم

كثير من الأوعية الخوصية يتم صناعتها في الغالب من خوص أوائل السعف والتي تكون في وسط النخلة ولهذا تسمى بـ (القلوب) و(الخوافي) ذات اللون الأصفر أو الأصفر المائل إلى الاخضرار، إذ تزال القلوب والخوافي ويفصل خوصها عنها ثم تيبس لعدة أيام وتنقع لمدة 2 - 3 ساعات قبل سفها وتستخدم في الصناعة ويعرف هذا الخوص بالخوص الأبيض، ويعتبر هذا الخوص الأبهى منظرا والأفتح لونا ولا يترك فراغات بسيطة بين الخوص بعد السف. وهذا الخوص ليس لونه الطبيعي الأبيض أو الحليبي بل يكتسب هذا اللون نتيجة لتعرضه للشمس فيتحول لونه المصفر أو المخضر إلى اللون الأبيض. وغالبا ما كان الخوص الأبيض يستورد من شرق الجزيرة العربية وتخصص البعض في مهنة استيراد الخوص وبيعه إذ كانوا يسافرون لشرق الجزيرة عدة مرات في الشهر لجلب الخوص وبيعه بسعر الخيشة.

بالإضافة للخوص الأبيض يستخدم أيضا الخوص الأخضر بعد أن ييبس وهو خوص السعف الطرفي أو المحوري وتكون الأوعية أو المنتجات المصنوعة بهذا الخوص أقل ثمنا لو صنعت من الخوص الأبيض. وبذلك يكون معيار استخدام نوعية الخوص بحسب نوعية المنتج والغرض منه، على سبيل المثال هناك زبيل يستخدم لجمع القاذورات (زبيل لخمام) فيصنع من أرخص أنواع الخوص وهناك زبيل المعرس أو العروس وهو زبيل خاص تجمع فيه ملابس المعرس أو العروس.

وفي بعض الأوعية الخوصية يستخدم أيضا الخوص المسمى العگب (العقب) وهو الخوص القوي المحاذي للأشواك وذلك حتى تكون هذه الأوعية قوية, والجدير بالذكر أن العقب يزال من السعف في وقت التنبيت أو قبلا من ذلك أو عند الترويس.

ويستخدم الحرفيون أيضا نوعا آخر من الخوص الملون بألوان تضفي على المصنوعة الخوصية مسحة جمال أخرى كالأحمر والأزرق والأخضر. وتتوافر هذه الأصباغ في محلات العطارة. وتبـدأ الصباغة بغلي الماء في وعاء كبير وتوضع فيه الصبغة المطلوبة، ثم يتم إسقاط الخوص المطلوب تلوينه ويترك لمدة 5 دقائق ثم يرفع من الماء ويوضع في الظل.

عملية سف الخوص

صناعة الخوص أو بتعبير أفضل نسج الخوص وتعرف العملية محليا بالسف أو السفاف (وهي لفظة فصيحة) وهي صناعة يدوية تقوم بكل مراحلها النساء في الغالب إما من أجل خدمة البيت أو على شكل تجاري. وهناك مهنة متخصصة في ذلك وهي مهنة (الخواص) الذي يعتاش من صناعة الأوعية والظروف الخوصية. وتبدأ عملية السف بفصل الخوص عن السعف سواء سعف القلوب أو السعف الطرفي وتنشر في الشمس إلى أن تجف وبعدها يجمع ويقسم طوليا حسب العرض المطلوب للنسيج ويعمل على شكل حزم يوضع في حوض ماء ليلين الخوص المقسم ويخرج لينشف وبذلك يكون جاهزا لعمل السفة أي النسيج.

وتجهز السفة بإجراء تداخل بين الخوص بعضه ببعض بالأصابع بعملية دقيقة وجميلة وكلما دخلت إحدى الخوص واشتبكت مع غيرها ولم يبقَ منها إلا رأسها يضع الخواص خوصة أخرى مكانها وهكذا، حتى تتكون لديه (السفة) وهي عبارة عن جديلة خوصية مسطحة عريضة وطويلة يظل الخواص يسفها حتى ينتهي من إعدادها كاملة حسب مواصفات الطول الذي يريده أو الإناء الذي يريد صنعه ولكل إناء خوصي طول سفة معين. بعد ذلك يتم خياطة أطراف السفة مع بعضها بـالعقب وهو الخوص الأخضر القوي، حتى يتكون الوعاء أو المنتج المراد صنعه, ولكل إناء خوصي طول سفة معين ويقاس الطول بالباع، والباع ما يقع بين إصبعي الوسطى لليدين حينما يفرد الإنسان يديه لأقصى مدى على جانبيه أي ما يساوي تقريبا 2 متر, كما تقاس أيضا بالشبر وطوله تقريبا من 22 - 25 سم وهو المسافة التي تقع بين إصبع البنصر وإصبع الإبهام عند فرد أصابع راحة اليد.

المنتجات الخوصية

سوف نقوم بتصنيف المنتجات الخوصية بحسب الاستخدام ليسهل توضيح الفروق بينها.

1 – أوعية حفظ الأشياء

الزبلان:

مفردها زبيل وهو وعاء خوصي يستخدم لوضع الأشياء فيه أو نقلها ويتفاوت حجمه حسب نوعية الاستعمال, منه ما يعمل من الخوص الأبيض والملون ويكون له غطاء وهو ما يستخدم لحفظ الملابس ومنه ما يعمل من الخوص اليابس ويستخدم لتوضع به القمامة.

القفة:

وعاء خوصي صغير لوضع الأغراض الشخصية أو يستخدم لنقل الرطب.

2 – أوعية نقل الأشياء وجميع أوعية النقل هذه تصنع من العقب ومنها:

المرحلة:

وهي وعاء كبير يستخدم لنقل الخوص أو الرمل أو السماد أو منتجات المزرعة من بطيخ أو طروح أو غيرها، كما يستعملها البقال (بائع الخضار المتجول) وتختلف المراحل (جمع مرحلة) في الحجم والطول بحسب الغرض منها.

السربال أو الضرف (الظرف):

وهو وعاء خوصي طويل يصل طوله لأكثر من متر له شكل بيضاوي تقريبا وله قاعدة عريضة تبدأ بالضيق حتى تصل لفتحة ضيقة من أعلى وهو شبيه بالقوصرة, وهو يستخدم في نقل أدوات مختلفة إذ يستخدمها بائع البغال أو الأدوات الفخارية المتجول إذ يضع منتجاته في هذا الوعاء ومن ثم وضعها على حمار والتجول لبيعها.

الگفير (الجفير)

وهو وعاء دائري كبير وعادة ما تكون قاعدته أضيق بقليل من الفتحة وأحيانا تخاط به عروتان جانبيتان أو عروة واحدة علوية ويستخدم لنقل الأتربة والأسمدة.

3 – أوعية الميزان

كان الميزان قديما يدويا أي عبارة عن عصا مربوطة بخيط في وسطه وتتدلى منه كفتان وكانت تصنع كفتا الميزان من الخوص. ويوجد أحجام مختلفة من الموازين بحسب الغرض فمنها الصغير والذي تكون كفتاه عبارة عن قفتين صغيرتين وكان يستخدمه البقال وهو يسهل من عملية مقايضة الخضار بعلف الماشية والتي ذكرناها في الفصل السابق. وهناك ميزان التمر وهو أكبر حجما من ميزان البقال وهو مكون من كفتين عبارة عن زبيلين مصنوعين من الخوص قطر الزبيل الواحد 70 سم تقريبا أو أكثر من ذراع، ولكل كفة أو زبيل ثلاثة حبال مدلاة منها تتصل في أعلاها بعمود قوي من خشب شجر الرمان أو من شجر السدر، وفي وسط العمود ثقب مربوط بها حبل يمسك به الذي يزن التمر، والكفتان عريضتان تتسع الواحدة منها إلى أربعة كيلوات من التمر (أو أكثر)، ويستخدم هذا الميزان لوزن التمر الذي يوضع في الجلال (أو الجلات) إذ يوزن في كل مرة 4 كيلوات ثم يطرح في الجلة ثم تتكرر العملية حتى تمتلئ الجلة التي يبلغ وزنها 32 كيلوغراما من التمر تقريبا.

4 – أوعية حفظ التمر

الجلف أو الضرف (الظرف):

الجلوف أو الضروف عبارة عن أوعية الحفظ ولكن قبل أن تملأ بالتمر وكلا اللفظين وردا في كتب اللغة بهذا المعنى. جاء في تاج العروس:

«قال الهروِيُّ: الجِلْفُ في حَدِيث عُثْمَانَ: الظَّرْفُ مِثْلَ الخُرْجِ والجُوَالِقِ يُرِيدُ: ما يُتْرَكُ فيه الخُبْزُ. قال أَبو عمروٍ: الجِلْفُ: الْوِعَاءُ جَمْعُه: جُلُوفٌ».

ويتم ضغط هذه الأوعية من الجانبين حتى تصبح مسطحة ومنه جاءت تسمية الظرف. ويكون هذا الظرف جلة أو خصفة أو غيرها.

الجلة:

وجمعها جلات وجلال وهي الأوعية التي يوضع فيها التمر، وتسمى وهي فارغة بـالظرف أو الجلف، وتصنع من الخوص الأخضر بعد أن يتم نشره في الشمس لييبس عدة أيام, وتتسع الجلة لـ 32 كيلوغراما من التمر، ويتم وزن التمر ثم وضعه في الجلة وفي أثناء ذلك يتم رص التمر جيدا وذلك بالدوس عليه بالقدم, وبعد إتمام رص التمر في الجلة يتم غلقها ومن ثم تسرج من أعلى أي تربط بهيئة معينة حتى يمكن التعرف على نوعية التمر الموجود بها دون أن تفتح. ونتيجة لرص التمر في الجلة يصبح من الصعب اقتلاع التمر منها وعليه يتم تجهيز عود من خشب في طول ذراع تقريبا وأحد طرفيه مدبب يسمى مگلاع (أي مقلاع) إذ يستخدم لاقتلاع التمر من الجلة، ومن الأمثال الشعبية القديمة «تمرة مقلاعوه», ومقلاعوه هنا تصغير مقلاع ويضرب هذا المثل تهجينا للشيء الرديء فأول تمرة تلتصق بالمقلاع بسهولة تكون ذهبت نضارتها وانمحت صورتها فتكون مشوهة فقد عجنت ولصقت بالمقلاع.

الخصفة:

هي نوع آخر من الجلال تكون أسطوانية الشكل وبذلك يختلف شكلها عن الجلة التي تكون واسعة من أسفل وضيقة من أعلى.

الگوصرة (القوصرة):

نوع من الجلات إلا أنها كبيرة مصنوعة على شكل جلة كبيرة فهي واسعة من أسفل وتضيق كلما اتجهنا لفتحتها، وهي متفاوتة في الحجم فمنها ما يستوعب 100 كيلوغرام من التمر ومنها ما يستوعب أكثر من ذلك. وتصنع من الخوص اليابس أي الذي يؤخذ من السعف اليابس مباشرة.

5 - أدوات الفرش

الحصير:

حصير والجمع حصر وهو بساط خوصي مستطيل الشكل يستخدم للجلوس ومنه الصغير الذي يستخدم كسجادة صلاة، ويسف من الخوص الأبيض.

الرواگ (الرواق):

وهو بساط خوصي مستطيل الشكل شبيه بالحصير إلا أنه يستخدم ليفرش به فلربما جلس عليه أو تم الدوس عليه فهو أقل ثمنا ويسف من الخوص اليابس.

السمة:

وجمعها سميم وهي عبارة عن حصير خوصي كبير طوله أربعة أبوع وعرضه 2 باع تقريبا يستخدم لنشر التمر فوقه في الفدا (الفداء)، ويغطى به سقف العريش لحمايته من تخلل الأمطار إلى الداخل. ويصنع من الخوص اليابس.

سفرة:

عبارة عن حصير خوصي دائري الشكل يوضع عليه الطعام للأكل، وتسف من الخوص الأبيض وقد يصبغ الخوص قبل سفه بألوان جميلة منها الأحمر والأصفر والأخضر.

6 - أدوات صغيرة متفرقة

المروحة أو المهفة:

المروحة وجمعها مراوح والمهفة وجمعها مهاف وتأتي بأشكال مختلفة حسب الغرض فمنها الدائري الشكل بقطر شبر واحد تقريبا والتي تستخدم في تحريك الهواء على الفحم المشتعل أو الجمر ليزداد اشتعالا ومنها المربعة الشكل بطول شبر تقريبا ولها نصاب من الجريد يستخدمها الفرد لتحريك وجلب الهواء بالقرب من وجهه.

المخمة:

المخمة أي المكنسة وهي تصنع من الخوص غير المنزوع من الجريد، إذ يترك على جريده ويربط مع بعض ليشكل ستارة من الخوص تستخدم في كنس القمامة.