أكد خطيب مركز الفاتح الإسلامي بالجفير الشيخ عدنان القطان في خطبته أمس أن من أهم ما يميز هذه الأمة، أمة محمد (ص) أنها أمة متوادة متراحمة متكاتفة، متحابة تبني أفرادها ومجتمعاتها على أساس المحبة والإخاء.

وقال: «ولقد أحاط الإسلام أتباعه بحصن حصين يحول دون تصدع بنيانه، ويعلي أعلام الإخاء مخيفة على جنباته وأبنائه. وعلى أهل الإسلام أن يعيشوا في المحبة في الله، في منأى عن الحزبيات، وبعيدا عن الشحناء والحقد والبغضاء، وأن يقفوا سدا منيعا أمام الجرائم بشتى أنواعها، وأمام كل من يروم تفريق شملهم حتى يسلم المجتمع والوطن من الفتن والمحن، ويسلم المجتمع من الخلاف الطائفي والفكري، وكل ما يحوله إلى مجتمع متصارع وفئات متناحرة، فيصبح مجتمع الأخوة والوطن الواحد أحزابا وطوائف متناكرة، وويل للمجتمع يومئذ من المتربصين به».

وتابع «أيها المؤمنون وما شرع الإسلام صلاة الجمعة والجماعة والعيدين والحج وغيره إلا ليواسي المسلمون بعضهم بعضا، وما ظهر أمر المسلمين وقويت شوكتهم وفتحوا البلاد وقادوا العباد وصاروا أئمة هدى إلا باتحادهم وتعاونهم وتعاطفهم وتراحمهم. ولقد مرت على هذه الأمة فترات من تاريخها اتحدت صفوفها، فعاشت عزيزة، ولما انقسمت الأمة إلى أمم متناحرة، ولايزال هذا الداء جاثما على هذه الأمة، حتى في الأسرة الواحدة. ولماذا الاختلاف والدين واحد والوجهة واحدة والوطن واحد، وهل يختل نظام المجتمع والأمم وتنهد حضاراتها إلا بتفرق أهلها وتنازعهم، وهل تتعطل مصالح البلاد والعباد إلا بالتفكك والاستفراد بالآراء ويتمكن الأعداء بالناس إلا بانتشار الأحقاد والبغضاء والحزازات الشخصية، ففيما الاختلاف يا عباد الله، وإلى متى التفرق يا أمة الوحدة والإخاء. فلماذا هذا الإصرار على الفرقة وجميع الشرائع أجمعت على خطورة الفرقة».

ولفت إلى أن «بعض الناس يجعلون من الخلاف طريقا للقطيعة، وأن أعظم ما يحز في النفس أن من يقدم على ذلك من أبناء العلم... فيا عظماء العالم الإسلامي، وقادته وعلمائه في العالم الإسلامي، في العراق وفلسطين اجتمعوا على وحدة الكلمة والقضاء على أسباب النزاع».

ونوه «ليكن كل واحد من أبناء المسلمين جادا لعلاج هذا الداء، ومغلاقا للفتنة والقطيعة، وقد روي أن النبي (ص) نهى أن يهجر المسلم أخاه فوق ثلاث ليال».