دعا رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة إلى ضرورة تبني استراتيجية إعلامية عربية شاملة، تكون جسرا نحو إعلام هادف ومؤثر في دعم جهود التنمية، ورافدا للارتقاء بوعي ووجدان الرأي العام بالشكل الذي يراعي الخصوصية الثقافية العربية، ويدعم وحدة الشعوب والأوطان.
وشدد سموه لدى استقباله مدير مكتب قناة الـ «إم. بي. سي» في البحرين، محمد الشمري، على ضرورة أن يكون الإعلام العربي معبرا بصدق عن تطلعات وأماني الشعوب، وأن يرصد بواقعية مظاهر النمو والتحديث التي تشهدها الدول العربية بالشكل الذي يساعد في ربط المواطن بقضايا دولته وأمته.
وقال إن التحديات المتزايدة التي تواجهها المنطقة العربية سياسيا واقتصاديا وثقافيا زادت من مسئوليات وسائل الإعلام، مطالبا بأن يكون إعلامنا على قدر المسئولية.
ودعا سمو الأمير خليفة إلى أن يكون لمُّ الشمل العربي هدفا تسعى إليه كل وسيلة إعلامية عربية مهما اختلفت البيئة المحيطة بعملها، وقال إن القضايا العربية بحاجة إلى الدعم الإعلامي دائما فالوضع العربي يمر بمرحلة دقيقة ويواجه تحديات سياسية واقتصادية وثقافية، ويجب أن يكون للإعلام دور بارز في تجاوز هذه التحديات.
وأكد أهمية الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام، ولاسيما إذا ارتكزت على قيم الموضوعية والمصداقية في تناول جميع القضايا والموضوعات. ونبه إلى الأهمية المتزايدة لوسائل الإعلام في تعزيز الهوية الوطنية، وترسيخ مقومات بناء نهضة حضارية عربية شاملة.
وأشاد سموه بقناة «إم. بي. سي» والقنوات التابعة لها ودورها الإعلامي الهادف، باعتبارها واحدة من أقدم القنوات الفضائية العربية، حيث أسهمت في تطوير منظومة الإعلام العربي.
من جهته، أشاد الشمري باهتمام سموه بالصحافة، وحرصه على التواصل مع رجال الإعلام إيمانا منه بدورهم التنويري والتثقيفي. وقال إن مناخ الحرية والانفتاح الإعلامي في مملكة البحرين يؤكد صدق توجه حكومة مملكة البحرين نحو بناء مجتمع عصري يكون للكلمة الهادفة فيه مكان متقدم.
وتوجه بالشكر لصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء على ما تقدمه البحرين من تسهيلات لسير عملهم في المملكة، وبالشكل الذي يمكنهم من تقديم رسالة إعلامية تعكس الوجه الحضاري للمملكة.
إلى ذلك، أكد سمو الأمير خليفة أهمية المراكز البحثية المتخصصة في عملية صناعة القرار القائم على المنهج العلمي والموضوعية والدراسة والتحليل، وحث هذه المراكز على أن تكون أدوات فاعلة في الاتصال بالمؤسسات الخارجية الإعلامية والسياسية، لكي يظل للمجتمع العربي تواجده المتميز والمؤثر في جميع المحافل الدولية.
ونوه سموه بعمق العلاقات التي تربط بين مملكة البحرين وجمهورية مصر العربية، والتي تمثل نموذجا للعلاقات والتعاون والتكامل في مختلف المجالات، مشيرا إلى الدور الذي قامت به الخبرات المصرية في مسيرة التنمية والبناء بمملكة البحرين طوال العقود الماضية.
وأشاد سمو رئيس الوزراء خلال استقباله في ديوان سموه أمس (الثلثاء) مدير مركز الدراسات السياسية والأمنية بصحيفة «الجمهورية» المصرية عبدالعظيم البابلي، ورئيس تحرير صحيفة «نهضة مصر» محمود نافع، ونائب رئيس تحرير صحيفة «الجمهورية» عبدالمنعم فوزي، بدور الإعلام المصري في خدمة قضايا الأمة العربية.
من جانبه، قدم البابلي عرضا لمهمات مركز الدراسات الجديد وما يقوم به من بحوث متخصصة في المجالات السياسية والاجتماعية والأمنية، والتي تهدف إلى تقديم التحليل والمعلومة بأسلوب علمي رصين يخدم عملية صناعة القرار على جميع المستويات، مشيرا إلى أن المركز يقوم حاليا بإعداد أول دراسة متكاملة في العالم العربي تتناول تجربة كل دولة في مواجهة قضايا العنف والتطرف والإرهاب.
العدد 2728 - الثلثاء 23 فبراير 2010م الموافق 09 ربيع الاول 1431هـ