اختتم أخيرا المؤتمر التربوي الأول، الذي انطلق يوم السبت الماضي، أعماله تحت رعاية وزير الدولة للشئون الخارجية نزار البحارنة وبتنظيم من جمعية دعم الطالب تحت عنوان «قيمة التعلم في مجتمع المعرفة» بتصدر أوراق عمل اليوم الثاني والأخير منه لعدد من المواضيع المهمة كالامتحانات الوطنية، ومهارات سوق العمل ونظام خدمة المجتمع في المرحلة الثانوية فضلا عن حضور ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP، غيث فريز والذي عرض تقارير المعرفة العربي.

وفيما يتعلق بتفاصيل أوراق العمل، قدم الاختصاصي الأول بإدارة التعليم الثانوي، يعقوب الشرقي، بالنيابة عن رئيسة التعليم الثانوي – المنطقة التعليمية الثانية للشئون الأكاديمية والتطويرية بوزارة التربية والتعليم نعيمة غلام ورقة عمل بعنوان خدمة المجتمع في المرحلة الثانوية تناول فيها مكونات الورقة وهي فلسفة بناء مساق خدمة المجتمع، وشرح طبيعة المساق وآليات التنفيذ، واستراتيجية العمل بخدمة المجتمع، متطرقا إلى مفهوم خدمة المجتمع في النظام المدرسي وهو أن يقدم الطالب عملا يعود بالنفع على المجتمع داخل البيئة الاجتماعية المدرسية أو البيئة الاجتماعية العامة (خارج المدرسة).

وبيَّن الشرقي أن الهدف من ذلك هو تكوين مواطن فعال يشارك بإيجابية في خدمة مجتمعه، ويحمل تلك المبادئ طوال حياته انطلاقا من محور التعليم مدى الحياة، وهو أحد المحاور الأساسية التي استندت إليها وثيقة تطوير التعليم الثانوي 2005 في مملكة البحرين. كما أشار إلى آليات تنفيذ مساق خدمة المجتمع، وتفاصيله بالنسبة إلى طلبة المرحلة الثانوية فضلا عن استراتيجية العمل بخدمة المجتمع في المدارس الثانوية بمملكة البحرين، موضحا أنه تم تدشين المساق من قبل وزير التربية والتعليم في أبريل/ نيسان للعام 2006، بدعوة جميع المؤسسات الرسمية لتأسيس سبل التواصل والشراكة، وتابع أنه تم تطبيق مساق خدمة المجتمع كأول تجربة يتم تطبيقها في المدارس الحكومية. وذكر بعد ذلك نماذج من أعمال الطلبة ومهماتهم أثناء التطبيق الداخلي والخارجي ومنها: رعاية كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة وتوفير سبل المساندة والراحة والترفيه، استمر إلى ما بعد الساعات المخصصة للمساق ورعاية الدارسين من كبار السن في مراكز التعليم المستمر ومعاونتهم لتفعيل التحصيل وتوظيف الحاسب الآلي وإرشاد ضيوف المملكة من السائحين الأجانب في المواقع الأثرية وتعريفهم بتاريخ مملكة البحرين والمنطقة. واختتم الشرقي ورقته بعرض فيلم مصور عن نماذج من تطبيقات الطلبة لمساق خدمة المجتمع بعدد من مؤسسات القطاع العام والقطاع الخاص.

أما فيما يتعلق بالورقة الثانية فقدمها استشاري التدريب والتوظيف في معهد البحرين للتدريب، جميل الهامشي، عن التعليم ومهارات سوق العمل، تناول المحاضر في ورقته مفهوم سوق العمل الذي يعني توفير أماكن عمل ووظائف لجميع خريجي المؤسسات التعليمية ضمن نطاق الدولة أو خارجها.

وطرح الهاشمي تساؤلا بشأن المشكلة الأساسية التي تواجه التعليم وخاصة بعد التطور الحالي في مجال تقنية المعلومات والاتصالات والانفتاح الاقتصادي والعولمة, والخطط والاستراتيجيات التي تبلور الطريق الصحيح لاجتياز هذه الأزمة والرقي بالتعليم إلى المستوى المطلوب وتخريج الكوادر الفعالة التي ترى في سوق العمل مكانا لها ولخبراتها.

وأكد المحاضر أن تنمية وتطوير التعليم وتحسين مقدراته ورفع كفاءته واستثمارها بالصورة الأمثل من المسائل الرئيسية المثارة اليوم وذلك لما يمثله التعليم من مصدر أساسي من مصادر تنمية الموارد البشرية، والتعليم المقصود في هذا السياق هو التعليم الذي يركز على النوع والذي يقود إلى تكوين المهارات رفيعة المستوى التي تلبي حاجات المجتمع واحتياجات التنمية ومتطلبات سوق العمل.

وأشار إلى أن هناك دلائل تشير إلى ضعف مواءمة مخرجات التعليم مع متطلبات سوق العمل. وقال إن هناك عقبات عدة وتحديات تواجه التعليم والتدريب لتواكب متطلبات سوق العمل أهمها هيمنة العمالة الوافدة على سوق العمل, والتخصصات النظرية, وعدم الاهتمام بتنمية مهارات التحليل والإبداع, والتركيز على التلقين, إلى جانب قضية تسرب الطلاب من الجامعة قبل الحصول على التأهيل اللازم وهناك أيضا غياب التنسيق الكافي بين مؤسسات التعليم مع بعضها بعضا ومع الجهات المستفيدة من الخريجين.